رئيس التحرير: عادل صبري 01:09 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

قرى فلسطين تحت الحصار.. الاحتلال يعربد في عيسوية القدس؟

قرى فلسطين تحت الحصار.. الاحتلال يعربد في عيسوية القدس؟

العرب والعالم

الاحتلال ينتقم من الفلسطينيين

تصفية واعتقال وتهجير

قرى فلسطين تحت الحصار.. الاحتلال يعربد في عيسوية القدس؟

أيمن الأمين 06 أكتوبر 2020 09:59

لم يغب اسم بلدة عيسوية القدس عن يوميات الشعب الفلسطيني ومعاناته ضد غطرسة السجان الإسرائيلي طيلة 72 عامًا..

                                                                  

الاحتلال الإسرائيلي لطالما هاجم مدن القدس المحتلة، لكنه وبقصد ينتقم من أهالي "العيسوية" في محاولة منه لكسر مقاومة تلك المدينة.

 

فالتهجير والتصفية والاعتقالات الجماعية وهدم المنازل، كلها عناوين ليوميات أهالي العيسوية بمدينة القدس، فلا يكاد يمر يومًا دون أن تقتحم قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة العيسوية شمال شرق القدس المحتلة، وتُنكل بسكانها، وتُضيق الخناق عليهم، مستخدمة كل الأساليب والوسائل العنصرية الممنهجة.

 

ومنذ أيام، صعدت سلطات الاحتلال من هجمتها واستهدافها للبلدة، وعزلها عن محيطها بالحواجز العسكرية، رغم الإغلاق والقيود المشددة المفروضة على مدينة القدس للأسبوع الثاني على التوالي، بحجة الحد من تفشي فيروس "كورونا".

 

انتقام جماعي

 

ويعاني سكانها البالغ عددهم ما يزيد عن 20 ألف نسمة، أوضاعًا اقتصادية صعبة جراء إجراءات الاحتلال المستمرة ضدهم، وحرمانهم من أراضيهم التي تم مصادرة مساحات كبيرة منها لصالح إقامة المشاريع الاستيطانية.

 

وتأتي هذه الاعتداءات ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تفرضها سلطات الاحتلال على البلدة وسكانها، والتي تأتي في صورة اقتحامات شبه يومية واعتقالات وإغلاقات لمداخلها وشوارعها بالحواجز العسكرية والمكعبات الإسمنتية، وفق ما يقول عضو لجنة المتابعة في العيسوية محمد أبو الحمص.

 

ويؤكد أبو الحمص لوسائل إعلام فلسطينية، أن سلطات الاحتلال صعدت خلال اليومين الماضيين من هجمتها واستهدافها للبلدة بشكل استفزازي، وعزلها عن محيطها، في محاولة لتركيع سكانها وكسر صمودهم وإرادتهم والانتقام منهم.

 

حواجز عسكرية

 

ويوضح أن قوات ومخابرات الاحتلال نفذت سلسلة اقتحامات ومداهمات لعشرات المنازل في البلدة، ونصبت الحواجز العسكرية على مداخلها وفي حاراتها وشوارعها، واعتقلت أكثر من 25 مواطنًا من البلدة خلال 48 ساعة الماضية.

 

ويضيف أبو الحمص أن شرطة الاحتلال تدعي أن انتشارها العسكري بالعيسوية يأتي بحجة تطبيق إجراءات الطوارئ والإغلاق بسبب "كورونا"، ولكن هذه ادعاءات باطلة، فهم يتخوفون من تصاعد حدة المواجهات بالبلدة.

 

ولم يتوقف الأمر عند هذه الاعتداءات، بل تواصل شرطة الاحتلال إيقاف المركبات، وتحرير المخالفات لأهالي البلدة، بحجة عدم الالتزام بإجراءات الوقاية من "كورونا"، بالإضافة إلى فرض الضرائب الباهظة، وتوزيع قرارات الهدم على سكانها، والتي باتت سيف مسلط على رقاب المقدسيين.

 

ويشير أبو الحمص إلى أن شرطة الاحتلال حررت مخالفات لمواطنين بقيمة 5 آلاف شيكل، بحجة فتح محالهم التجارية في ظل الإغلاق، مبينًا أن ذلك يزيد من معاناة المقدسيين بالبلدة ومن أعبائهم الاقتصادية.

 

وتشهد البلدة يوميًا مواجهات مع قوات الاحتلال يتخللها إطلاق كثيف للقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية باتجاه البنايات السكنية وفي شوارع البلدة بصورة عشوائية، بحيث يرد الشبان بإلقاء الزجاجات الحارقة والحجارة.

 

تهجير السكان

 

ويصف الناشط المقدسي الوضع بالعيسوية بأنه صعب للغاية، في ظل تواصل اعتداءات الاحتلال وتشديد القيود على السكان، والتنغيص على حياتهم، بهدف دفعهم للرحيل والهجرة.

 

ويؤكد أبو الحمص أن الاحتلال دائمًا بالمرصاد لأهل العيسوية، لضرب حالة الصمود والمقاومة المميزة التي تشهدها القرية دفاعًا عن القدس، ومحاولة لكسر شوكتهم في مواجهة الاحتلال وانتهاكاته.

 

ومنذ احتلالها عام 1967، تمت مصادرة مساحات واسعة من الأراضي في العيسوية لصالح التوسع الاستيطاني، وبناء الشوارع الالتفافية والقواعد العسكرية، 7 آلاف دونم أي 70% من أراضيها تم عزلها عن مركز البلدة بواسطة جدار الفصل العنصري.

 

وتعاني العيسوية منذ نحو عام من حملة عقاب جماعي تمارسها سلطات الاحتلال بحق سكانها، مستخدمة كل وسائل التنكيل والقمع بحقهم، بما فيها فرض الضرائب، وتحرير مخالفات".

 

ومدينة العيسوية تقع في الجهة الشمالية الشرقية من المسجد الأقصى، وفيها دفع السكان ولا يزالون ثمن الاحتلال، فمن أصل 12500 دونم (الدونم يساوي ألف متر) هي مساحة القرية قبل عام 1967، تراجعت مساحتها لصالح الاستيطان ولم يبق منها سوى نحو 2400 دونم، وفق تقارير إعلامية فلسطينية.

 

ويستمر الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك الحقوق الفلسطينية وسلب أرضهم منذ أكثر من 72 عامًا، خلف خلالها الآلاف من الشهداء والجرحى وتدمير آلاف المزارع والمنازل الفلسطينية.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان