رئيس التحرير: عادل صبري 02:16 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

الأزمة الليبية.. مباحثات عسكرية بالغردقة وتأجيل مشاورات بوزنيقة

الأزمة الليبية.. مباحثات عسكرية بالغردقة وتأجيل مشاورات بوزنيقة

العرب والعالم

جلسات الحوار الليبي بالمغرب

الأزمة الليبية.. مباحثات عسكرية بالغردقة وتأجيل مشاورات بوزنيقة

أيمن الأمين 29 سبتمبر 2020 12:17

طرأت تطورات جديدةعلى الأزمة الليبية، خلال الساعات الأخيرة ، أبرزها عقد مشاورات بين وفود عسكرية من طرابلس وأخرى من الشرق الليبي في مدينة الغردقة الساحلية في مصر، وذلك بالتزامن مع تأجيل مشاورات بوزنيقة بالمغرب.

 

وانطلقت في مدينة الغردقة أمس الاثنين محادثات بين وفود أمنية وعسكرية من شرقي ليبيا وغربها، وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إنها ترعى المحادثات الأمنية والعسكرية التي انطلقت في مدينة الغردقة المطلة على البحر الأحمر.

 

وأوضحت البعثة أن هذه الاجتماعات تأتي في إطار "المحادثات المستمرة للجنة العسكرية المشتركة 5+5".

 

 

وأعربت البعثة عن "امتنانها للحكومة المصرية على جهودها في تسهيل انعقاد هذه المحادثات المهمة، وعلى استضافتها السخية للوفود، كما تقدمت بالشكر إلى الوفدين اللذين أظهرا موقفًا إيجابيا وتفاعلا مع الدعوة إلى تهدئة الأوضاع في وسط ليبيا".

 

وتتطلع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى أن تؤدي هذه اللقاءات المباشرة إلى نتائج إيجابية، على أن تعرض هذه النتائج على اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5.

 

من جانبه، جدد وزير الخارجية الجزائرية صبري بوقادوم التأكيد على التطابق بين موقف بلاده وتونس حول الدفع نحو حلّ سياسي في ليبيا بعيدا عن التدخلات الخارجية.

 

جاء ذلك خلال زيارة قام بها بوقادوم أمس الاثنين لتونس حيث التقى نظيره عثمان الجرندي والرئيس التونسي قيس سعيّد ورئيس الحكومة هشام المشيشي.

 

 

وقالت الرئاسة التونسية في بيان إنه "تم الاتفاق على مواصلة الجهود المشتركة للدفع بمسار الحل السياسي بعيدا عن التدخلات الأجنبية من خلال حوار شامل وبناء بين الليبيين أنفسهم حفاظا على أمن ليبيا ووحدتها وسيادتها".

 

في سياق متصل، من المتوقع أن تستأنف الأطراف الليبية، بوقت لاحق من الأسبوع الجاري، الجولة الثانية من مشاوراتها في المغرب، وذلك بعد تأجيلها مرتين.

 

ويبحث الأطراف خلال الجولة المرتقبة آليات شغل المناصب السيادية واختيار أعضاء مجلس رئاسي جديد، إثر حراك دبلوماسي دولي استمر لأشهر، ودعوات للحوار.

 

ومساء أمس الاثنين، قال مسؤول بالخارجية المغربية، إنه تم تأجيل الجولة الثانية من الحوار الليبي بالمغرب، والتي كانت مقررة اليوم الثلاثاء.

 

وأضاف المسؤول، أنه "سيتم تحديد تاريخ انطلاق الجولة في وقت متأخر من (أمس) الاثنين أو (اليوم) الثلاثاء"، دون مزيد من التفاصيل.

 

 

وكان الحوار مقررا الأحد، ثم تأجل إلى الثلاثاء، ليتأجل للمرة الثانية، في الوقت الذي أشارت تقارير إعلامية إلى انطلاقه غدا الأربعاء.

 

وفي 6 سبتمبر الجاري، انطلقت بمدينة بوزنيقة المغربية (شمال)، المشاورات بين وفدين أحدهما للمجلس الأعلى للدولة المعترف به دوليا، والآخر من مجلس النواب.

 

وانتهت المشاورات، التي امتدت لأيام، باتفاق شامل بشأن المعايير والآليات المتعلقة بتولي المناصب السيادية، في المؤسسات الرقابية.

 

أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، سلمان بونعمان، يرى أن "استئناف مشاورات الأطراف الليبية مؤشر على أن المغرب قام باحتضان ورعاية الفرقاء الليبيين من أجل إدارة الأزمة بكل حيادية ونزاهة".

 

وأضاف بونعمان، في تصريحات صحفية، أن "المغرب كسب الثقة في إدارة هذه الأزمة، فمحاولته التقريب بين وجهات النظر أثبتت نجاعتها لأنها ابتعدت عن الانحياز أو التحكم أو التدخل، واختارت منطق التوافق والتشارك والتعاون من داخل الجسم الليبي".

 

 

وسيكون نجاح المشاورات، حسب بونعمان، "مؤشرا إيجابيا على استقرار الأمن بمنطقة شمال إفريقيا، لكن هذا المسار يصطدم بتحدي التدخل الخارجي وبصراع إرادات إقليمية ودولية في الحالة الليبية".

 

واستدرك: "لكن النجاح يبقى مرتبطا بمدى إرادة الفاعلين المحليين وتماسكهم وإصرارهم على عبور هذه المحطة الحساسة بكل ثقة ومصداقية، وتجنب أي مناورات أو محاولات التشكيك أو التحكم لإجهاض هذا المسار الواعد".

 

واختتم حديثه بالتشديد على أن "التلاعب من أجل إفشال هذه المحطة (مشاورات بوزنيقة)، ستكون له انعكاسات سياسية وجيواستراتيجية سلبية على المنطقة".

 

وتشهد ليبيا فوضى وأعمال عنف منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011 .

 

وتفاقمت الأزمة العام الماضي بعدما شنّت قوات اللواء خليفة حفتر هجوما للسيطرة على طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق التي تمكنت القوات الموالية لها من التصدي له.

 

 

واستعادت قوات حكومة الوفاق سيطرتها على الغرب الليبي إثر معارك استمرت لأكثر من عام وانتهت مطلع يونيو الماضي بانسحاب قوات حفتر من سائر المناطق التي كان يسيطر عليها في غرب البلاد وشمال غربها.

 

وفي 22 أغسطس الماضي أعلن طرفا النزاع في بيانين منفصلين وقف إطلاق النار بشكل فوري وكامل، وتنظيم انتخابات العام المقبل في أنحاء البلاد، ورحّبت الأمم المتحدة بـ"التوافق الهام" بين الطرفين.

 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان