رئيس التحرير: عادل صبري 12:52 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

جولة «إسبر» المغاربية.. أمريكا تزاحم الصين وفرنسا وتطارد «القاعدة»

جولة «إسبر» المغاربية.. أمريكا تزاحم الصين وفرنسا وتطارد «القاعدة»

العرب والعالم

رئيس الجزائر عبد المجيد تبون

جولة «إسبر» المغاربية.. أمريكا تزاحم الصين وفرنسا وتطارد «القاعدة»

أيمن الأمين 29 سبتمبر 2020 11:23

تقارب يلوح في الأفق بين الجزائر والولايات المتحدة، على خلفية زيارة وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، للعاصمة الجزائر الأسبوع المقبل.

 

ويناقش وزير الدفاع الأمريكي خلال الزيارة سبل تعزيز التعاون ضدّ التنظيمات المتشددة، لا سيما مع الجزائر التي سيكون أول رئيس للبنتاجون يزورها منذ 15 عاما.

 

وسيستهل إسبر جولته الأولى في إفريقيا منذ توليه حقيبة الدفاع، غدا الأربعاء، من تونس، حيث سيلتقي الرئيس قيس سعيّد ونظيره التونسي ابراهيم البرتاجي، قبل أن يلقي خطابا في المقبرة العسكرية الأمريكية في قرطاج، حيث يرقد العسكريون الأمريكيون الذين سقطوا في شمال إفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية.

 

وقال مسؤول عسكري أمريكي إن الهدف من زيارة إسبر إلى تونس هو تعزيز العلاقات مع هذا الحليف "الكبير" في المنطقة، ومناقشة التهديدات التي تشكّلها التنظيمات المتطرفة على هذا البلد، مثل تنظيمي داعش والقاعدة، بالإضافة إلى مناقشة مخاطر "عدم الاستقرار الإقليمي الذي تفاقمه الأنشطة الخبيثة للصين وروسيا في القارة الإفريقية".

 

 

والخميس المقبل، يصل إسبر إلى الجزائر العاصمة، حيث سيجري محادثات مع الرئيس عبد المجيد تبّون، الذي يشغل أيضاً منصبي قائد القوات المسلحة ووزير الدفاع.

 

ووفقا للمصدر نفسه، فإن إسبر يعتزم "تعميق التعاون مع الجزائر حول قضايا الأمن الإقليمي الرئيسية، مثل التهديد الذي تشكله الجماعات المتطرفة".

 

ويزور المسؤولون العسكريون الأمريكيون باستمرار تونس والمغرب، اللتين يربطهما بالولايات المتحدة تعاون دفاعي راسخ، لكن إسبر سيكون أول وزير دفاع أمريكي يزور الجزائر منذ دونالد رامسفيلد في فبراير 2006.

 

وينهي الوزير الأمريكي جولته المغاربية الجمعة في الرباط، حيث سيناقش سبل "تعزيز العلاقات الوثيقة أساساً" في المجال الأمني مع المغرب، الذي يستضيف مناورات "الأسد الإفريقي" العسكرية التي تجري سنوياً بقيادة أفريكوم (القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا)، والتي ألغيت هذا العام بسبب جائحة كوفيد-19.

 

 

على الجانب الآخر، يأتي التقارب الأمريكي الجزائري، في وقت يتحدث البعض عن ضعف للعلاقات الجزائرية مع فرنسا.

 

مراقبون أوضحوا أن الولايات المتحدة قد تزاحم فرنسا بشكل كبير داخل ملف المغرب العربي، والتي تسيطر عليه فرنسا منذ فترة طويلة.

 

ومنذ فترة وتحاول أمريكا التقارب بشكل أوسع مع النظام الجزائري الحاكم بقيادة عبد المجيد تبون، كان آخرها تصريحات ترامب قبل شهرين، والتي أكد فيها أن بلاده  مصممة على العمل معا مع الجزائر بما في ذلك الحرب على الإرهاب لاستعادة الاستقرار في شمال افريقيا ومنطقة الساحل وتوسيع الروابط التجارية والثقافية والاقتصادية بين بلدينا اللذين يواجهان عدوا مشتركا.

 

ووفق تقارير إعلامية، أظهرت الأشهر الأولى من حكم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وجود توجه جديد في طريقة التعامل مع المستعمر القديم فرنسا، مخالفا لعهد سلفه عبد العزيز بوتفليقة.

 

وباتت السلطة الجديدة في الجزائر تربط وجود علاقات طبيعية مع باريس بمعالجة مخلفات الحقبة الاستعمارية (1830 - 1962).

 

 

ولطالما شكلت ملفات الذاكرة المرتبطة بالاستعمار نقطة خلاف بين البلدين، غير أن مستجدات المشهد السياسي الجزائري منذ تولي تبون الرئاسة نهاية 2019، جعلت هذه الملفات أساس الفتور والتوتر الشديد في العلاقات الثنائية.

 

وتطالب الجزائر باعتذار رسمي من فرنسا عن جرائم الاستعمار وحل ملفات مرتبطة به مثل الأرشيف وتعويض ضحايا تجارب نووية في الصحراء فيما تدعو باريس إلى طي صفحة الماضي والتوجه نحو المستقبل.

 

ومنذ وصول تبون إلى الحكم في انتخابات 12 ديسمبر الماضي، بدا واضحا أن هناك تحولا في مستوى العلاقات مع فرنسا على كافة المستويات، بدت فيه السلطة الجديدة وكأنها تريد فرض علاقة الند للند مع باريس.

 

كما ظهر وكأن هناك توجها جزائريا لوضع حد لموقع باريس "كشريك بامتيازات خاصة".

 

 

ولم يتردد الرئيس الجديد في القول، خلال عدة تصريحات إعلامية سابقة، إن "ضمان علاقات طبيعية واستعادة فرنسا لمكانتها الاقتصادية في الجزائر مربوط بمدى جاهزيتها لمعالجة ملفات الذاكرة (مخلفات الاستعمار)".

 

وخلال الأشهر الأخيرة، تصاعد التوتر بين البلدين ليس فقط من أجل ملفات الاستعمار، لكن هذه المرة بسبب ما وصفته السلطات في الجزائر بـ"حملة تضليلية مركزة وغير بريئة يشنها الإعلام الفرنسي لتشويه صورة البلاد، وضرب الثقة بين الشعب ومؤسساته"، وفق ما ورد في بيان سابق لوزارة الإعلام.

 

ويقول الصحفي الجزائري المتخصص بالشأن السياسي فيصل ميطاوي، إن "ما يلاحظ عن العلاقات مع فرنسا، أنه منذ قدوم الرئيس عبد المجيد تبون إلى الحكم عاد موضوع ذاكرة الاستعمار بقوة إلى الواجهة".

 

ويضيف ميطاوي، لوسائل إعلام، أن "الرئيس تبون ربط بشكل واضح تسوية ملفات الاستعمار بعودة العلاقات مع فرنسا، وبالتالي فتضرر العلاقات الاقتصادية يبقى واردا لأن فرنسا من أكبر مزودي الجزائر بالسلع".

 

ويرى ميطاوي، أن الجزائر تريد أيضا أن يكون لها كلمة في الساحل الإفريقي وليبيا، وهي مناطق يوجد تأثير ونفوذ فرنسي ملحوظ فيها، كما ترى أنه يجب أن يكون هناك تعاونا إفريقيا حقيقيا في حل الأزمات بهذه المناطق .

 

ويعتقد ميطاوي، أن العلاقات بين فرنسا والجزائر ستشهد بالفترة المقبلة تذبذبا لأن ملف ذاكرة الاستعمار حساس لدى الدولتين، ففي فرنسا هناك تيارات سياسية لا تريد أن يعود هذا الملف إلى الواجهة.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان