رئيس التحرير: عادل صبري 11:15 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«معركة المنصورة» بعيون إسرائيلية.. الأكثر رعبا ومرارة

«معركة المنصورة» بعيون إسرائيلية.. الأكثر رعبا ومرارة

العرب والعالم

مقاتلات ميج 21 مصرية

القوات الجوية المصرية لقنت الصهاينة درساً لا ينسى..

«معركة المنصورة» بعيون إسرائيلية.. الأكثر رعبا ومرارة

أدهم محمد 25 سبتمبر 2020 19:23

وصف موقع إسرائيلي "معركة المنصورة" التي وقعت في 14 أكتوبر 1973 بواحدة من أصعب المعارك، وأكثرها رعبا ومرارة في حرب "يوم الغفران"، التي خسر الجيش الإسرائيلي فيها عنصر المفاجأة في طريقه لتدمير العديد من قواعد القوات الجوية المصرية بشكل متزامن.

 

وأضاف موقع "كالكاليست" العبري في تقرير له بمناسبة الذكرى الـ 47 لحرب أكتوبر المجيدة "لقد رآنا العدو قادمين، فضربنا بقوة ورغم أنه خسر الكثير من طائراته، فمن الصعب القول أن إسرائيل انتصرت خلال المعركة".

 

"تبدأ قصتنا عندما سقطت أولى القذائق المصرية على مواقع قناة السويس، إيذانا ببدء الحرب. فوجئ سلاح الطيران الإسرائيلي لأنه كان مستعدا وجاهزا لضربة وقائية، يمحو خلالها بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات ومطارات سوريا ومصر، إلا أن العدو كان له السبق بالهجوم. كانت مئات المقاتلات مستعدة للعملية، ومسلحة بالقنابل، حتى تم استبدال الذخيرة بالصواريخ لاعتراض العدو المهاجم".

 

"في صباح اليوم الثاني للحرب خرج سلاح الطيران لسحق البطاريات المضادة للطائرات في مصر، لكن سرعان ما تم تجميد العملية وإرسال الطائرات شمالا، كانت هضبة الجولان تواجه خطر احتلال من قبل العدو. وبهذا لم يتم تعطيل البنية التحتية لمضادات الطائرات في الجنوب (كان التنفيذ في الشمال جزئيا للغاية أيضا): تكلف الطيران تحت التهديد الصاروخي المستمر ثمنا باهظا: في الأيام الأربعة الأولى من الحرب فقدنا 54 طائرة مقاتلة، وقتل ستة وثلاثون من أفراد الطاقم أو أسروا أو أصيبوا".

 

 

وأضاف الموقع "ظهيرة الـ 14 أكتوبر 1973، حلقت 48 طائرة فانتوم في طريقها إلى أعماق الدلتا المصرية، في مسار أخذها فوق البحر المتوسط، في عدة مسارات. حلقت في أسراب يتكون كل واحد من 6 مقاتلات، مزودة بقنابل MK83 مع القليل من صواريخ جو- جو للدفاع عن النفس وخزانات وقود قابلة للفصل".

 

الفانتوم الإسرائيلية تحلق في طريقها إلى المنصورة

 

وتابع :"كان الطريق طويلا، والمقاتلات تحلق على ارتفاع منخفض فوق الأمواج مباشرة، حيث الهواء كثيف ومحركات الفانتوم تستهلك الوقود، بينما تحاول جاهدة المثابرة بسرعات عالية. ليس هناك خيار، إذا ما حلقت أعلى فسوف تظهر على شاشات الردار المصرية وستمتلئ السماء بالصواريخ المضادة للطائرات".

فانتوم إسرائيلي تحلق على ارتفاع منخفض

 

وأوضح "كالكاليست" أن الأهداف كانت عدة مطارات في منطقة المنصورة وطنطا في أعماق مصر، كانت تتمركز فيها أطقم النخبة الجوية المصرية، وطائرات ميراج 5، وهي قوة وصلت من ليبيا، لافتا إلى أن المنطقة بأكملها كانت مغطاة بالبطاريات المضادة للطائرات وعمليات تمشيط تنفذها طائرات ميج 21 سريعة، وغيرها الكثير على أهبة الاستعداد لاعتراض طائرات العدو.

 

ومضى بالقول :" كان ضمن كل هدف عدة أهداف، بما في ذلك مسارات المطارات، والحظائر وغيرها من المباني، حتى أن قنبلة واحدة حال ضربت المسار كانت لتغلقه لعدة ساعات - وهو وقت حرج في حرب البقاء هذه. بالإضافة إلى ذلك، فإن توجيه ضربة في عمق الدولة المصرية ستجعل العدو يوجه قواته إلى الدفاع عن الجبهة الداخلية، وربما يهدئ قليلا الجحيم الذي اندلع في الجبهة".

 

ماذا حدث بعد ذلك؟ يتابع الموقع :"لكن مع تحليق طائرات الفانتوم الإسرائيلية، وبينما يتحقق كل طاقم من موقعه، وينتظر مع صمت اللاسلكي، بدأت تقارير ترد حول تحليق الميج. الكثير والكثير من طائرات الميج، وكأن المصريين اشتموا رائحة شئ يحدث. كانت الأوامر آنذاك هي الاستمرار في الطريق، والوصول إلى المطارات وتدميرها رغم التهديد".

 

بدأت الطائرات الإسرائيلية في الاقتراب من أهدافها، ورصد الكثير من المراسي الأرضية التي تساعد في الملاحة الجوية، والاستعداد للثواني التي ستحلق خلالها عاليا، وتلقي بالقنابل وتهرب قبل إطلاق صواريخ مضادة للطائرات. وفي الأثناء استمرت التقارير الإسرائيلية عبر اللاسلكلي عن نشاط مصري متزايد.

 

تحليق مقاتلات الميج المصرية

 

يقول الموقع :"كان لدى المصريين سبب للعمل، فقد أدركوا جيدا ما سيحدث. والتقطت أنظمة الرصد الخاصة بهم جزءا صغيرا من الطائرات. وتم نقل تقرير عن رصد 20 فانتوم داخل الأراضي المصرية. كان قادة القوات الجوية المصرية على ثقة بأن الحديث يدور عن فخ. وبحق، أكثر من مرة أطلقوا طائرات لاعتراض قوة إسرائيلية، واكتشفوا وقتها أن الحديث يدور عن طعم، وظهرت قوة إسرائيلية أكبر بكثير وأطبقت عليهم ولم تهبط كل مقاتلات الميج التي كانت تقلع".

 

ولمزيد من الأمان- يقول "كالكاليست"- تم إطلاق 16 ميج 21، لكن الأمر كان بالانتظار ومشاهدة ما سيفعله الإسرائيليون، والانقضاض عليهم فقط مع اقترابهم جدا من أهداف حساسة- كمطار المنصورة على سبيل المثال.

 

"خلال ربع ساعة وصل للإسرائيليين المزيد من المعلومات من الميدان: ليس هناك 20 طائرة في القطاع، بل 60، وذلك بلا شك تحرك هجومي واسع النطاق. طار عنصر المفاجأة وسقط في سلة المهملات، وفورا تم إطلاق عشرين طائرة ميج أخرى، وبقي المزيد في حالة تأهب".

 

نشأ وضع كانت الفانتوم تحلق فيه بين الأحراش، وتلامس الأرض، بينما تحلق الميج على ارتفاع أعلى منها، وعلى استعداد لخفض أنوفها وإطلاق الصواريخ والمدفعية. إذن ماذا حدث؟ من الصعب جدا التصويب عندما يكون الهدف أسفل منك، كانت الأرض نفسها تعيد أصداء الردار، ما أربك النظام، لذلك لم يتم رصد كل مقاتلات الفانتوم دفعة واحدة.

 

مقاتلات الفانتوم الإسرائيلية التي تم رصدها، سرعان ما اكتشفت أن من فوقها تحلق الكثير من الميج المصرية، وبدأت الصواريخ جو- جو تنهال على الإسرائيليين، الذين لم يجدوا خيار سوى تخفيف الأحمال و إلقاء كل شيء تحت الأجنحة باستثناء صواريخ جو-جو. وبالتالي كانت أكثر ديناميكية هوائية وأسرع، وأكثر قدرة على المناورة ؛ كانت معركة جوية ضخمة بحجمها على وشك البدء، وفق الموقع الإسرائيلي.

 

تم كسر الصمت عندما تحدث المزيد من الطواقم الإسرائيلية عن دخولها في معركة مع طائرات الميج، والتخلي عن مهمة القصف.

 

إطلاق صواريخ  S75 تجاه المقاتلات الإسرائيلية

 

 

دخلت إلى المعركة موجة جديدة من الطائرات الإسرائيلية، وجوقة كاملة من مقاتلات الميج المصرية كتعزيزات.

 

تلونت السماء بلون مزج بين دخان المحركات ودخان الصواريخ،  واندلعت معركة كبرى في المحصلة بين نحو 100 طائرة إسرائيلية و60 طائرة مصرية.

 

انتهت المعركة، وفق رواية موقع "كالكاليست" العبري، بسقوط 5 مقاتلات ميج مصرية وطائرتي فانتوم إسرائيلية، وامتدت المعركة على مساحة جوية هائلة على مدى أكثر من 50 دقيقة، ومع فرار الطائرات الإسرائيلية وفشل مهمتها واجهت تحديا آخر تمثل في العودة إلى قواعدها بعدما احترق معظم وقودها في مناورات حادة.

 

يقول الموقع الإسرائيلي :"وماذا بالنسبة للمطارات؟ الأهداف التي خرجت من أجلها الطائرات؟ تمكنت مقاتلات فانتوم معدودة من الوصول إلى حالة الإطلاق، وألقوا القنابل. لكن الأضرار التي لحقت بالمطارات كانت محدودة للغاية- رغم تدمير طائرتين ميج على الأرض. لكن على الورق كان هناك منتصر واحد في معركة المنصورة اسمه القوات الجوية المصرية".

 

الخبر من المصدر..

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان