رئيس التحرير: عادل صبري 05:39 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

خلافة «إيقونة اليسار».. معركة جديدة ترامب وبايدن على أبواب المحكمة العليا

خلافة «إيقونة اليسار».. معركة جديدة ترامب وبايدن على أبواب المحكمة العليا

العرب والعالم

عميدة قضاة المحكمة العليا الأمريكية روث بادر غينسبورغ

خلافة «إيقونة اليسار».. معركة جديدة ترامب وبايدن على أبواب المحكمة العليا

إسلام محمد 20 سبتمبر 2020 11:42

منذ اللحظة الأولى لانتشار خبر وفاة عميدة قضاة المحكمة العليا الأمريكية، روث بادر غينسبورغ، تحولت "إيقونة اليسار" لمعركة سياسية جديدة بين الديمقراطيين والجمهوريين، تدور رحاها على أبواب المحكمة العليا الأمريكية.

 

المرشحان للانتخابات الرئاسية المقررة نوفمبر المقبل، الديمقراطي جو بايدن، والجمهوري دونالد ترامب تبارى، نعيا روث بادر غينسبورغ.

 

وبمجرد علمه بنبأ وفاتها في ختام مهرجان انتخابي عقده في مينيسوتا، الجمعة، اكتفى دونالد ترامب بالإشادة بـ"حياة استثنائية"، وبعدها بساعات وصفها بأنها "عملاقة القانون".

 

أما خصمه الديموقراطي، جو بايدن، فأشاد بأشهر القضاة الأمريكيين، قائلا "روث بادر غينسبورغ كافحت من أجلنا جميعا وكانت تحظى بكثير من المحبة" داعيا إلى عدم التسرع لتعيين خلف لها

 

وحيا بايدن "بطلة أمريكية" و"صوتا لا يكل في السعي إلى المثال الأعلى الأمريكي، تساوي الجميع أمام القانون".

 

والجمعة، أعلنت المحكمة الأمريكية العليا وفاة القاضية غينسبرغ، التي تعد أيقونة تقدمية، وأبرز قضاة المحكمة، عن عمر يناهز 87 عاما بعد صراع طويل مع سرطان البنكرياس.

 

6 عقود تحمل مشواراً تاريخياً مميزاً للغاية للقاضية الراحلة كحقوقية أمريكية تصدرت لكثير من القضايا الاجتماعية التي أحيلت للمحكمة العليا، كحقوق الإجهاض، وغيرها.

 

رحلت القاضية غينسبرغ، لكنها تركت الباب مفتوحا لصراع سياسي قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع إجراؤها في الثالث من نوفمبر المقبل بين مرشحي الجمهوريين دونالد ترامب والديمقراطيين جو بايدن.

 

المعركة التي بدأت ملامحها، وتتمثل في تزايد التوقعات بمسارعة ترامب لاختيار خليفة للقاضية الراحلة بسرعة قياسية ليتم المصادقة عليه في مجلس الشيوخ، ذي الأغلبية الجمهورية، ليضمن بذلك تأمين أغلبية مريحة لحزبه في المحكمة العليا.

 

وتعود أهمية المحكة العليا الأمريكية إلى احتفاظها بكلمة الفصل في عدد من القضايا الحساسة التي ينقسم حولها الأمريكيون، مثل الإجهاض واقتناء السلاح وعقوبة الإعدام.

 

ولعل هذا ما دفع المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن، للتأكيد على ضرورة الانتظار إلى ما بعد انتخاب رئيس جديد قبل تعيين خليفة لغينسبرغ.

وقال بايدن: "يجب على الناخبين اختيار الرئيس، وعلى الرئيس اختيار قاضٍ لينظر فيه مجلس الشيوخ".

 

تصريحات بايدن تتفق مع وصية القاضية "غينسبرغ" الأخيرة التي أفصحت عنها لحفيدتها، كلارا، وسبيرا حيث قالت قبل وفاتها "أعز أمنية لديّ هي عدم تبديلي طالما لم يؤد رئيس جديد اليمين الدستورية"، بحسب إذاعة "إن بي آر".

 

نعي "إيقونة اليسار" لم يقتصر على المرشحين للانتخابات الرئاسية، بل شمل الكثير من الشخصيات السياسية والأمريكية والعالمية، والشعبية.

 

وكتب الرئيس السابق باراك أوباما على "تويتر" أن روث بادر غينسبورغ "قاومت حتى النهاية، بإيمان ثابت في ديموقراطيتنا ومثلها".

 

وتحدث عنها الرئيس الأسبق جيمي كارتر واصفاً إياها بـ"امرأة عظيمة حقا"، وقال في بيان: "عقل قانوني قوي ومدافع قوي عن المساواة بين الجنسين، لقد كانت منارة للعدالة خلال حياتها المهنية الطويلة والرائعة. كنت فخوراً بتعيينها في محكمة الاستئناف الأمريكية عام 1980".

 

على الصعيد الدولي، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن حزنه لرحيل "امرأة استثنائية"، وقال إنّها "قادت طيلة حياتها نضالا عالميا من أجل العدالة، المساواة بين الرجل والمرأة واحترام الحقوق الأساسية"، مضيفاً أنّ "تراثها الضخم سيبقى مصدر إلهام لنا".

 

وأمام مقرّ المحكمة العليا في واشنطن حيث نُكّس العلمان الأمريكيان المرفوعان على جانبي المبنى، حضر مئات ليعربوا عن تقديرهم لها واضعين الزهور والشموع

 

وبموجب الدستور الأمريكي، يختار الرئيس مرشحه ويطرحه على مجلس الشيوخ للمصادقة عليه، وأعلن زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أنه سيجري عملية تصويت، رغم أنه رفض عام 2016 تنظيم جلسة استماع إلى قاض اختاره باراك أوباما لهذا المنصب بحجة أنه كان عاما انتخابيا.

 

وإن كان الجمهوريون يملكون غالبية 53 مقعدا من أصل 100 في مجلس الشيوخ، فإن بعض الجمهوريين المعتدلين الذين يواجهون حملات صعبة لإعادة انتخابهم قد لا يشاركون في التصويت، ومن المتوقع أن يوظف المعسكران وسائل كبرى لمحاولة إقناعهم.

 

وتضم المحكمة الحالية خمسة قضاة محافظين من أصل تسعة، وهم لا يتخذون موقفا موحدا في كل القضايا، بل غالبا ما يصوت أحدهم مع زملائه التقدميين.

 

وتملك المحكمة العليا الأمريكية كلمة الفصل في كل القضايا الاجتماعية الكبرى التي ينقسم عليها الأمريكيون مثل الإجهاض، وحق الأقليات، وحيازة السلاح، وعقوبة الإعدام، وغيرها.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان