تحت عنوان "لماذا السلام بين إسرائيل ودول الخليج مهم".. سلطت وكالة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية، الضوء على الأسباب التي دفعت دول عربية للتحرك نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، رغم أنها كانت من المحرمات في الماضي.
وقالت الوكالة الأمريكية، إن عدم حل القضية الفلسطينية لم يعد عائقا أمام قبول الدول العربية تطبيع العلاقات مع الجيران العرب، خاصة أمام المخاوف من إيران، فمشاركة إسرائيل دول الخليج قلقها من إيران كانت المحرك الرئيسي نحو التطبيع، الاتفاقات تعزز التحالف المتنامي بين إسرائيل وبعض الدول العربية لاحتواء إيران.
وأضافت بلومبرج، أن العامل الرئيسي وراء تطبيع الإمارات هو موافقة إسرائيل على إيقاف خطتها لضم أجزاء من الضفة الغربية، ويجادل محللون بأن المخاوف بشأن إيران، لا سيما طموحاتها الإقليمية وبرنامجها النووي، كانت العامل المحفز الأكثر حسماً.
وتشترك الإمارات والبحرين وإسرائيل في مقاومة سلالة الإسلام السياسي التي تعتبرها الملكيات الخليجية تهديدًا للحكم الوراثي، ونفوذًا مزعزعًا للاستقرار ينبع بشكل أساسي من إيران وقطر وتركيا.
رغم أن التجارة بين إسرائيل وجيرانها الأردن ومصر لم تزدهر أبدًا رغم التطبيع، تتمتع البحرين باقتصاد صغير نسبيًا، فمن المتوقع أن تكون مختلفة مع الإمارات، خاصة أن دبي تعد مركزًا تجاريًا للمنطقة، وتحرص أبوظبي على تقليل اعتمادها على الهيدروكربونات، بمجرد الكشف عن التطبيع، سارع وزراء من الإمارات وإسرائيل لفتح خطوط الهاتف وإلغاء حظر الوصول إلى الإنترنت، بينما أعلنت الشركات في البلدين عن اتفاقيات جديدة.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن الولايات المتحدة لعبت دورا كبير في التطبيع، فجهود الرئيس دونالد ترامب لتأمين اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين هي التي عجلت بشكل غير مباشر بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي.
ويسمح تطبيع الإمارات مع إسرائيل تطوير علاقات تجارية ودبلوماسية وأمنية، بينما تقول إنها ساعدت الفلسطينيين من خلال حمل إسرائيل على وقف الضم، وأنها تساعد الإمارات في تنظيف صورة شوهها دورها في حرب اليمن المدمرة في الولايات المتحدة، ويمكن أن تمنح الاتفاقات دول الخليج إمكانية الوصول إلى أسلحة أمريكية كانت محظورة في السابق.
بالنسبة لإسرائيل، كان إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع الدول العربية هدفًا استراتيجيًا منذ فترة طويلة، ويشير إلى قبول أكبر في الشرق الأوسط وإمكانية إقامة المزيد من العلاقات التجارية لدولة لم تمارس حتى الآن سوى القليل جدًا من أعمالها في منطقتها.
ورفض القادة الفلسطينيون حجة الإمارات بأنها ساعدتهم، وشجبوا التطبيع باعتباره "خيانة"، وبالنسبة للعديد من الفلسطينيين ، تمنح الصفقات إسرائيل فوائد السلام دون مطالبتهم بدفع ثمن التخلي عن سيطرتها على الأراضي المصادرة.
