رئيس التحرير: عادل صبري 11:07 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بقاعدة سقطرى.. هل تمنح الإمارات موطئ قدم لـ«إسرائيل» في اليمن؟

بقاعدة سقطرى.. هل تمنح الإمارات موطئ قدم لـ«إسرائيل» في اليمن؟

العرب والعالم

بن زايد ونتنياهو

بقاعدة سقطرى.. هل تمنح الإمارات موطئ قدم لـ«إسرائيل» في اليمن؟

أيمن الأمين 30 أغسطس 2020 14:16

لم تعد دولة الإمارات العربية المتحدة تخفي على أحد قربها وتمسكها بالشراكة مع الاحتلال الإسرائيلي، فما كان يدار في الخفاء، ها هو يعلن للجميع بعد تطبيع أبو ظبي وتل أبيب للعلاقات بينهما في الثالث عشر من الشهر الحالي.

 

اليمن الذي ظل بعيدا لسنوات عن مطامع "إسرائيل"، ها هو يتصدر بوصلة الكيان الصهيوني، بعدما ترددت أنباء عن اتفاقيات عسكرية بين أبو ظبي والاحتلال ستكون أرض اليمن أحد أهدافها.

 

وذكرت تقارير لوسائل إعلام عربية، أن خبراء من جنسيات أوروبية أغلبهم أوكرانيون وصلوا إلى أرخبيل سقطرى خلال الأسبوعين الماضيين.

 

وأوضحت التقارير أن طائرة إماراتية خاصة سيّرت أربع رحلات خلال شهر أغسطس الجاري ونقلت على متنها خبراء عسكريين وضباطا إماراتيين إلى الأرخبيل.

 

 

وأضافت أن الإمارات تعمل على بناء قاعدة عسكرية كبيرة غرب سقطرى وفي منطقة إستراتيجية تشرف على جزر الأرخبيل الغربية، كما تعمل على إنشاء معسكر في الجزء الشرقي من الأرخبيل.

 

من سياق متصل، كشف موقع أمريكي عن عزم الإمارات و"إسرائيل" إنشاء مرافق عسكرية واستخبارية في جزيرة سقطرى جنوب شرقي اليمن.

 

وجاء ذلك في تقرير صادر عن موقع "ساوث فرونت" المتخصص في الأبحاث العسكرية والإستراتيجية.

 

ونقل الموقع، عن مصادر عربية وفرنسية لم يسمها، أن الإمارات وإسرائيل تعتزمان إنشاء بنية تحتية لجمع المعلومات الاستخبارية العسكرية في جزيرة سقطرى اليمنية.

 

 

وأوضحت المصادر أن وفدا ضم ضباطا إماراتيين وإسرائيليين زار الجزيرة اليمنية مؤخرا، وفحص عدة مواقع بهدف إنشاء مرافق استخبارية، وأشارت إلى أن انهيار الدولة اليمنية وعدم الاستقرار المستمر مهدا الطريق للإمارات.

 

وأضافت المصادر أن السعودية التي كانت لسنوات الحليف الرئيسي للولايات المتحدة ضد إيران، تُركت خارج الخطة.

 

وكان التقارب الإسرائيلي الإماراتي ظهر للعلن مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تطبيع بين تل أبيب وأبو ظبي.

 

وفي 13 أغسطس الجاري، أعلنت "إسرائيل" والإمارات التوصل إلى اتفاق للتطبيع الكامل بينهما برعاية أمريكية، وقوبل الاتفاق الأخير برفض شعبي كبير، خاصة من جهة الفلسطينيين، الذين اعتبروه طعنة في ظهر الأمة، ومساعدة لدولة الاحتلال على التنكر لحقوق الفلسطينيين التاريخية.

 

ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين "تل أبيب" وأبوظبي تتويجاً لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بينهما، في حين قوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة.

 

وبذلك باتت الإمارات أول دولة خليجية تبرم معاهدة سلام مع الدولة العبرية، لكنها الثالثة عربياً بعد اتفاقية مصر عام 1979، والأردن عام 1994.

 

 

وأبدى مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون ثقة كبيرة في إقدام دول عربية أخرى على تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية، فيما تشير تقارير صحفية غربية إلى أن البحرين ستكون الدولة التالية التي تقدم على الخطوة ذاتها.

 

وانتقد الفلسطينيون بشدة الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وقالت السلطة الفلسطينية إنه ينسف مبادرة السلام العربية، وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، ويشكل عدواناً على الشعب الفلسطيني، وتفريطاً بالحقوق الفلسطينية والمقدسات.

 

ووصفت السلطة الفلسطينية الاتفاق الإماراتي بأنه "خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية"، واعترافا بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتبرة أنه "لا يحق لدولة الإمارات أو أية جهة أخرى، التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني".

 

وأصدرت منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية والعديد من المجالس الوطنية والمؤسسات والكتاب والفنانين والمنظمات الأهلية والمجالس الإسلامية والمسيحية بيانات شجب واستنكار للاتفاق، ونظم فلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة مظاهرات ومسيرات للتعبير عن رفضهم للخطوة الإماراتية.

 

 

وبالرجوع إلى الأزمة اليمنية، فإنه منذ يونيو الماضي، تسيطر قوات تابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا على محافظة سقطرى، بعد اجتياحها بقوة السلاح، وهو ما وصفته الحكومة اليمنية آنذاك بالانقلاب على الشرعية.

 

وتقع جزيرة أو أرخبيل سقطرى في الساحل الجنوبي للجزيرة العربية أمام مدينة المكلا شرق خليج عدن، وتشكل نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب، وكذلك إلى الشرق من القرن الإفريقي. وتبعد عن السواحل الجنوبية لليمن بنحو 350 كيلومتراً.

 

وتعد جزيرة سقطرى اليمنية أرخبيلاً يتألف من أربع جزر في بحر العرب، وهي أكبر جزر اليمن، وكانت تعتبر في الماضي جزءاً من محافظة عدن، ثم تم ضمّها إلى محافظة حضرموت في عام 2004، وذلك بسبب قربها منها مقارنة بمحافظة عدن.

 

 

وفي عام 2013 أصبحت محافظة مستقلة، وأُطلق عليها اسم محافظة سقطرى.

 

وتتألف جزيرة سقطرى من أربع جزرٍ في المحيط الهندي قرب خليج عدن، وهي: سقطرى وتعتبر أكبرها، وسمحة، وعبد الكوري، ودرسة، وتبلغ مساحتها 3796 كيلومتراً مربعاً، وعاصمتها حديبو.

 

وسُميت في العهد الروماني دو سكريدس، أو جزيرة السعادة؛ وذلك بسبب إنتاج هذه الجزيرة للسلع المستخدمة في العبادات، كالبخور، والندى، واللبان، والمر، والصبر.

 

وقد تمّ تصنيف هذه الجزيرة كواحدةٍ من مواقع التراث العالمي على قائمة اليونسكو، كما تلقب بأنّها من أكثر المناطق غرابةً في العالم.

 

 

يذكر أن تحالفا عسكريا تقوده السعودية يقوم، منذ 26 مارس 2015، بعمليات عسكرية لدعم قوات الجيش اليمني الموالية لرئيس البلاد عبد ربه منصور هادي لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة "أنصار الله" في يناير من العام ذاته.

 

وبفعل العمليات العسكرية، التي تدور منذ مارس 2015، يعاني اليمن حالياً أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان