شهدت مدينة مالمو في جنوب السويد ليلة ساخنة من الصدامات، إثر أعمال مناهضة للإسلام تضمنت حرق نسخة من القرآن الكريم، من قبل متطرفين يمينيين.
وقالت الشرطة السويدية إن أعمال شغب اندلعت ليل السبت في مالمو حيث تجمع ما لا يقل عن 300 شخص للاحتجاج على أنشطة مناهضة للإسلام.
وذكر متحدث باسم الشرطة أن المحتجين رشقوا رجال الشرطة بكل ما طالته أيديهم كما أُضرمت النار في إطارات سيارات.
وكان متطرفون يمينيون قد أحرقوا في وقت سابق يوم الجمعة نسخة من القرآن في مالمو.
ورشق متظاهرون قوات الأمن بأشياء وأحرقوا نفايات، كما ذكر ريكارد لوندكفيست الناطق باسم الشرطة، في تصريحات نقلتها صحيفة "اكسبريسن" الشعبية.
وقال إن "هذه الأفعال مرتبطة بحادثة إحراق مصحف في المنطقة في وقت سابق" من الجمعة.
وجاءت هذه الصدامات بينما كان رامسوس بالودان زعيم حزب "النهج المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرّف، ينوي التوجه إلى مالمو لتنظيم تظاهرة ضد المسلمين، دعا خلالها إلى إحراق القرآن.
وقالت كالي بيرسون المتحدّثة باسم شرطة مالمو إن بالودان كان قد قدّم طلباً للحصول على تصريح، لكنّ طلبه رُفض لأنه "لا يمكن ضمان سلامته ولا سلامة المارّة أو المتظاهرين المناوئين" له.
ويُنظّم بالودان، وهو محام وناشط على يوتيوب، بانتظام تظاهرات تضمّ عددًا من الأشخاص، تعبيرًا عن معارضته لاستقبال المهاجرين ولما يعتبر أنّه أسلمة للمجتمع. وقد قام في 2019 بإحراق مصحف.
وأعلنت السويد الجمعة أنّ زعيم حزب "النهج المتشدّد" بالودان، المعروف باستفزازاته للمسلمين، ممنوعٌ من دخول أراضيها لمدّة عامين، لأنه يمثّل "تهديدًا للمصالح الأساسيّة للمجتمع".
وتصاعدت المظاهرات في نفس المكان الذي أحرق فيه اليمنيون المتطرفون القرآن.
وقالت صحيفة آفتونبلاديت إن مالمو شهدت عدة أنشطة مناهضة للإسلام يوم الجمعة من بينها قيام ثلاثة رجال بركل نسخة من القرآن فيما بينهم في ميدان عام.
وأضافت الصحيفة أن الاحتجاجات المناهضة للإسلام وقعت بعد رفض منح زعيم حزب "النهج المتشدد" تصريحا لحضور اجتماع في مالمو وتم منع دخوله عند الحدود السويدية.
ومع ذلك، حاول بالودان أن يتوجّه إلى المدينة السويديّة، لكنّه أوقِف في ليرناكين بالقرب من مالمو.
وقالت بيرسون إنّ انتهاك بالودان "للحظر المفروض على ذهابه إلى السويد" يُشكّل في حدّ ذاته سببًا للترحيل.
من جهته، كتب بالودان على فيسبوك أنّه "تم طرده مع منعه من دخول السويد لمدّة عامين"، مضيفًا "لكنّ المغتصبين والقتلة مرحّب بهم دائمًا!".