رأت صحيفة تاجيس بوست الألمانية، أنَّ ألمانيا تفضح نفسها بلعب دور "الوسيط النزيه" في نزاع الغاز بين تركيا واليونان.
وقالت الصحيفة في تقرير لها: "بعد مائة عام على معاهدة سيفر، التي كانت من المفترض أن تسحق الإمبراطورية العثمانية، تُظهر تركيا الآن بلا رحمة طموحاتها في السياسة الخارجية أكثر من أي وقت مضى. "
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ الصراع على احتياطيات الغاز الطبيعي في البحر المتوسط يقترب من الذروة، مضيفة أنّه منذ أن حاولت تركيا توسيع منطقتها الاقتصادية الخالصة من خلال سياستها في ليبيا التي من خلالها يمكنها فرض السيطرة على الغاز، يحتدّ الصراع بشكل شبه يومي.
وأوضح التقرير أنّه لا يمكن لألمانيا أن تكون "وسيطًا نزيهًا" في هذا الشأن، لا سيما بعد رئاستها الاتحاد الأوروبي، لأنَّ تركيا لم تعترف بقبرص كعضو في الاتحاد الأوروبي.
وأضافت الصحيفة: "في حين يشعل أردوغان النار في سوريا وليبيا، ويحاول ابتزاز اليونان من خلال فتحه الحدود للاجئين في فبراير الماضي، يتحدث وزير الخارجية هيكو ماس بلغة باردة عن ضرورة التزام الجانبين بوقف التصعيد، مما يعني أن برلين تعامل الجاني والضحية على قدم المساواة".
واستطرد التقرير: "بدلًا من سعي ألمانيا للمصالحة مع الفتوة التركي "أردوغان" في الملعب الأوروبي، كان عليها أن تقرأ عليه قانون مكافحة الشغب الخاص بعضوية الناتو، فمن الواضح أن الوساطة تفسر على أنها ضعف في أنقرة، وأن لا أحد في المجتمع الدولي يكشرعن أنيابه لردع النمر بلا أسنان (الرئيس التركي)".
وفي شرق البحر الأبيض المتوسط ، تجري اليونان وفرنسا وإيطاليا وقبرص حاليًا مناورات بحرية، الأمر الذي يقلق وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي.
وحاولت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التوسط عدة مرات عبر الهاتف، ولكن دون جدوى، وبعد محادثات مع نظيريه في أثينا وأنقرة، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس يوم الثلاثاء: "الوضع الحالي لعب بالنار.. أصغر شرارة يمكن أن تؤدي إلى كارثة".
