رئيس التحرير: عادل صبري 08:42 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«حماة الأبقار» يصعدون هجماتهم ضد مسلمي الهند

«حماة الأبقار» يصعدون هجماتهم ضد مسلمي الهند

متابعات 25 أغسطس 2020 16:30

 

تصاعدت في الآونة الأخيرة الهجمات التي يشنها هندوس متطرفون يطلقون على أنفسهم اسم "حماة الأبقار" ضد مزارعين مسلمين في إقليم جامو وكشمير، ذي الأغلبية المسلمة، بدعوى سوء معاملة أبقارهم، التي كثيرا ما تدمر حقول المزارعين المسلمين.

 

وأشار تقرير لموقع "فرانس 24" إلى أنه في الخامس عشر من أغسطس الجاري، أصيب مسلمان بجروح بليغة إثر هجوم نفذه أشخاص من الطائفة الهندوسية يقدمون أنفسهم على أنهم "غاو راكشاكس" أي "حماة البقر". ويتم توثيق تصرفات هذه المليشيات ضد المسلمين بشكل دوري، إذ يتهمونهم بنقل أو سوء معاملة أو ذبح الأبقار.

 

ويوثق فيديو منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الهجوم الذي تعرض له الراعي محمد أصغر وابن شقيقه جافيد أحمد، حيث تم جرهما إلى خارج حقلهم وقام أشخاص بضربهم بالعصي وهو ينشدون شعارات قومية هندوسية، ورغم وصول شرطي إلى المكان ومطالبتهم بالتوقف، فقد استمر الاعتداء.

 

 

ووقعت الحادثة في قرية غاري غابار في إقليم جامو وكشمير في شمال شرق البلاد حيث تنتمي غالبية الطائفة المسلمة التي تقيم هناك إلى قبيلة غورجار وهي طائفة تعيش على الرعي في شمال الهند.

 

ويظهر الفيديو المعتدين وهم ينشدون "اقتلوا كل من يخون الأمة"، ويُستخدم هذا الشعار من قبل كثير من الساسة المنتمين لحزب بهاراتيا جاناتا (بي جي بي) الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء نارندرا مودي للإشارة إلى المسلمين، وتحول هذا الشعار إلى أنشودة شعبية في صفوف القوميين الهندوس.

 

وقامت شرطة إقليم رياسي، المنطقة التي وقع فيها الحادث، بإيقاف ثلاثة أشخاص من بين المعتدين. وقال المشرف العام على الشرطة راشمي وزير أن الشرطة "تمكنت من التعرف على هوية كل من ضرب هذا الرجل في مقطع الفيديو". كما تم إيقاف ابن أصغر وهو شاب صغير لم يتجاوز السادسة عشرة لانتهاكه لـ "قانون الرفق بالحيوان" الذي يعود لسنة 1960.

 

وفي السادس عشر من أغسطس، أعلنت الشرطة المحلية على وسائل التواصل الاجتماعي أنها فتحت تحقيقا ودعت إلى التهدئة طالبة من مستخدمي الإنترنت عدم تناقل هذا الفيديو الذي من شأنه أن "يصعد الاحتقان الطائفي" في المنطقة.

 

وحسب منظمة هيومان رايتس ووتش غير الحكومية، قُتل ما لا يقل عن 44 شخصا بينها 39 من المسلمين في هجمات مرتبطة بالعنف باسم حماية الأبقار وذلك ما بين مايو 2015 وديسمبر 2019. وحسب نفس التقرير، يقوم أعضاء في حزب "بي جي بي" بدعم من ينفذون هذه الاعتداءات.

 

وتزايدت حوادث الاعتداء على المسلمين في الهند، منذ وصول رئيس الوزراء المنتمي لحزب بي جي بي نارندرا مودي إلى السلطة سنة 2014.

 

وكثيرا ما يستخدم الناشطون الهندوس الأخبار المضللة لتعميق لتأجيج الاحتقان ضد الطائفة المسلمة في الهند، وهو ما جعل جائحة كوفيد-19 في الهند، تتحول إلى فرصة للقوميين الهندوس للتهجم على المسلمين، الذين أصبحوا هدفا شبه يومي للأخبار المضللة، التي تتهمهم بعدم احترام الحجر الصحي الشامل وبذل كل ما في وسعهم للمساهمة في تفشي الفيروس.

 

ونشر موقع بوم لايف دراسة تقوم بإحصاء مواضيع الأخبار الزائفة التي عالجها الموقع والتي تتعلق بمرض كوفيد-19 : فما بين يناير ونهاية أبريل الماضي، حيث تم إحصاء ما لا يقل عن 30 مقالا تحمل اتهامات خاطئة تستهدف المسلمين من جملة 178 مقالا.

 

وكان لنشر هذه الأخبار الكاذبة انعكاسات حقيقة المسلمين في الهند. ففي بعض القرى أو في المحلات ظهرت لافتات كُتب عليها "لا للمسلمين". وفي مايو الماضي تم وضع لافتة في قرية قرب مدينة إندور تقول: "غير مسموح بدخول التجار المسلمين".

 

وتم تداول هذا الحادث من قبل عدد كبير من وسائل الإعلام الهندية وسارعت الشرطة إلى سحب اللافتة. كما نشر مخبز إعلانا في مايو الماضي، يتضمن إشارة إلى أنه "لا يضم عاملا مسلما". وأوقف مدير المخبز منذ ذلك الوقت.

 

وتحول أكثر من 200 مليون مسلم في الهند إلى كبش فداء لعناصر حزب (بي جي بي) الذي يتبنى في أحد مبادئه الدفاع عن "الهيندوتفا"، وهي إيديولوجيا تتبنى فكرة إشعاع الأمة الهندية القائمة على الثقافة الهندوسية.

 

ولا يوجد أي إحصاء رسمي لعدد حالات معاداة المسلمين في الهند خلال فترة جائحة كوفيد-19. ولكن يؤكد أستاذ هندي في جامعة ميشيغان أنه أحصى ما لا يقل عن 28 هجوما ضد المسلمين بين 30 مارس و21 أبريل الماضيين وما لا يقل عن 68 مقطع فيديو مضلل تداول بالخصوص على تطبيق واتساب متعلق بهذا الموضوع..

 

 وفي محاولة لتهدئة الاحتقان، أكد رئيس الوزراء ذو التوجه القومي ناريندرا مودي على تويتر أن "مرض كوفيد-19  لا يعترف بأي عرق، أو دين، أو لون، أو طائفة، أو اعتقاد، أو لغة قبل أن يضرب" داعيا إلى الوحدة بين الهنديين لمجابهة هذا الفيروس.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان