رئيس التحرير: عادل صبري 01:49 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الاتفاق الإماراتي - «الإسرائيلي».. كيف يسدل الستار على حل الدولتين؟

الاتفاق الإماراتي - «الإسرائيلي».. كيف يسدل الستار على حل الدولتين؟

العرب والعالم

محمد بن زايد بنيامين نتنياهو

الاتفاق الإماراتي - «الإسرائيلي».. كيف يسدل الستار على حل الدولتين؟

إسلام محمد 15 أغسطس 2020 19:31

"التطبيع مع إسرائيل لا يزال مرفوضًا جملةً وتفصيلًا لدى الشعوبكلمة مرفوضة عند العرب.. لكن هذا لم يمنع الإمارات، من إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل، بوساطة أمريكية، الاتفاق الذي أطلق عليه "اتفاق إبراهيم" يقضي على آمال حل الدولتين".

 

بتلك الكلمات، سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على الاتفاق الذي أعلن عنه الخميس الماضي، بين "إسرائيل" والإمارات التي لم تشارك أبدًا في أي أعمال عدائية مثل مصر والأردن، وهو ما يبعث برسالة سياسية قوية، ويكسر المحرمات.

 

ووفقًا للأطراف الثلاثة، تم التوصل إلى هذا الاتفاق من أجل منع إسرائيل من المضي قدمًا في الضم أحادي الجانب لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة، الذي وعد به نتنياهو، في "صفقة القرن" المثيرة للجدل التي وضعها ترامب، وهذا يعني بشكل حاسم أن الوضع الراهن سيبقى دون تغيير.

 

وتكثفت العلاقات الإماراتية الإسرائيلية وأصبحت مرئية بشكل متزايد في العقد الماضي، على أساس العداء المشترك لإيران، وتم تطوير التعاون الاستخباراتي، ويعمل دبلوماسيون إسرائيليون في مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبو ظبي.

 

وبحسب الصحيفة، فإنّ الإمارات أقامت علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، بدلًا من الاستمرار في روابطها، جزء من التفسير هو التغيير الجيلي: الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة ، كان من أشهر المؤيدين للقضية الفلسطينية المهمشة في أوساط النخب الخليجية هذه الأيام، وتشمل حسابات نجله إرضاء الرجل الذي يشغل حاليًا المكتب البيضاوي، وإبقاء الولايات المتحدة متورطة في الشرق الأوسط.

 

وأثار سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة ، الدهشة مؤخرًا عندما نشر مقالًا في صحيفة إسرائيلية حذر فيه من أنّ الضم سيمنع المزيد من التطبيع، في الماضي، قدم ذلك دليلًا على ما حدث للتو.

 

الخط الرسمي في أبوظبي، الذي رددته وسائل الإعلام الموالية، هو أنّ الإمارات عملت على حماية حقوق الفلسطينيين من خلال منع الضم الإسرائيلي، الفلسطينيون أنفسهم غير مقتنعين لأسباب مفهومة، رفضت المتحدثة باسم الشركة حنان عشراوي بغضب فكرة أنهم سيكونون بمثابة "ورقة توت" لصالح أبو ظبي.

 

تنتشر التكهنات حول احتمال تورُّط رئيس الأمن الفلسطيني السابق محمد دحلان، وهو الآن مستشار لمحمد بن زايد، وخصم لدود للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ودانت حماس الصفقة ووصفتها بأنها "طعنة في ظهر" الشعب الفلسطيني.

 

في الماضي ، كانت دولة الإمارات ملتزمة رسمياً بمبادرة السلام العربية، التي أطلقت في ذروة الانتفاضة الفلسطينية الثانية العام 2002، وهذا يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة كشرط مسبق لعلاقات طبيعية مع إسرائيل - وليس الجيوب المنفصلة من "صفقة" ترامب للسلام.

 

ووفقا للصحيفة، هذا الالتزام تم تقويضه الآن بشكل خطير، وتشكل هذه الاتفاقية الجديدة سابقة قد تتبعها البحرين أو عمان، رغم أن علامة الاستفهام الأكبر تتعلق بالسعودية الأكثر حذراً.

 

بغض النظر، لا يزال هذا حدثًا تاريخيًا، ومن منظور تاريخي، تم التنديد بالرئيس المصري أنور السادات باعتباره خائنًا عندما زار القدس عام 1977، وانتظر الأردن على الأقل إلى ما بعد اتفاق منظمة التحرير الفلسطينية على اتفاقيات أوسلو مع إسرائيل العام 1993 قبل توقيع المعاهدة الخاصة بها، قرار محمد بن زايد هو الأول من نوعه في العالم العربي الأوسع.

 

ومع ذلك ، لا تزال كيفية تحقيق دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل من خلال المزيج السام من ترامب ونتنياهو والانقسامات الفلسطينية والعربية الأوسع سؤالًا مثيرًا للقلق، الحديث المألوف عن تحقيق "حل الدولة الواحدة"، مع حقوق متساوية للعرب واليهود الذين يعيشون "بين النهر والبحر"، بعيد المنال.

 

الرابط الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان