رئيس التحرير: عادل صبري 01:28 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

كابوس الاستقالات يطارد حسان دياب.. هل تسقط حكومة لبنان؟

كابوس الاستقالات يطارد حسان دياب.. هل تسقط حكومة لبنان؟

العرب والعالم

احتجاجات بيروت

كابوس الاستقالات يطارد حسان دياب.. هل تسقط حكومة لبنان؟

أيمن الأمين 10 أغسطس 2020 10:30

تزامنا مع احتجاجات عارمة داخل الشارع الغاضب في بيروت، تتواصل استقالات الأعضاء بمجلس النواب، وكذلك وزراء بالحكومة، اعتراضا على ما وصل إليه لبنان من اضطرابات سياسية واقتصادية، كشفها انفجار مرفأ بيروت في الرابع من الشهر الجاري.

 

الاستقالات ربما تضع رئيس الوزراء الحالي حسان دياب أمام مأزق جديد، بموجبه قد تنهار الحكومة بشكل كامل، بحسب مراقبين.

 

وعلى صعيد آخر الاستقالات، تقدمت وزيرة العدل اللبنانية ماري كلود نجم بالاستقالة من منصبها اليوم الاثنين.

 

وأوضحت الوزيرة، في خطاب اليوم، أنها قدمت استقالتها بسبب انفجار بيروت والاحتجاجات التي تضرب البلاد.

 

وكان وزير البيئة والتنمية الإدارية دميانوس قطار، قد أعلن أمس الأحد استقالته من الحكومة بعد ساعات على استقالة وزيرة الإعلام منال عبد الصمد في وقت لا يزال حزب الله ورئاسة الجمهورية يضغطان باتجاه عدم إسقاط حكومة حسان دياب.

 

ووفق تقارير إعلامية لبنانية فإن وزراء الدفاع والمالية والداخلية، يتجهون إلى تقديم استقالتهم خلال الساعات المقبلة. 

 

 

وفي بيان له قال "قطار" الذي يعتبر من أكثر الوزراء المقربين من رئيس الحكومة حسان دياب، إنه  "أمام هول الفاجعة، وانحناءً لأرواح الضحايا الأبرياء، وتضامناً مع الجرحى والمصابين وذويهم أتقدّم باستقالتي من الحكومة".  

 

وأضاف أن: "الاستقالة تأتي كذلك في ظلّ آليات نظام عقيم ومترهّل أضاع العديد من الفرص، وتجاوباً مع قناعاتي وضميري".

 

وبعد استقالة عبد الصمد وانتشار معلومات عن توالي الاستقالات عقد رئيس الحكومة حسان دياب اجتماعا موسعا مع الوزراء الذين رفضوا التعليق بعد الاجتماع واكتفت وزيرة المهجرين لميا يمين بالقول "لا قرار بالاستقالة".

 

من جهته، قال وزير حزب الله عماد حب الله "لا استقالة والحكومة صامدة ومستمرون بالعمل ونقوم بمسؤولياتنا تجاه الناس". 

 

فيما تتوالى الاستقالات لعدد محدود من النواب، تنشط الاتصالات بين القوى السياسية، وتحديداً بين "القوات اللبنانية" والحزب التقدمي الاشتراكي" و"المستقبل" من أجل تقديم استقالة جماعية.

 

 

هذا، وعقد خلال الساعات الأخيرة، اجتماع وزاري موسّع مع رئيس الحكومة حسان دياب في السرايا الحكومية للتشاور في خيار الاستقالة الجماعية، ضم: وزراء الاتصالات، العدل، الشباب والرياضة، الداخلية والدفاع والمالية والصناعة والزراعة والتربية والاقتصاد.

 

وبعد انتهاء الاجتماع خرج الوزراء من دون التعليق، باستثناء وزير الصناعة عماد حبّ الله الذي قال: "الحكومة صامدة، ولن نستقيل"، أما وزيرة العمل لميا يمين فاكتفت بالقول: "ليس هناك قرار بالاستقالة".

 

المحلل السياسي اللبناني رياض عيسى قال في تصريحات لمصر العربية، إن الحكومة اللبنانية أصبحت في عداد المستقيلة، فالرئيس حسان دياب مجرد صورة موجودة بمجلس الوزراء فقط، مضيفا أن الأمور تدار ببيروت عن طريق الصدفة، وبالتالي فوجود دياب لا يشكل أي تأثير على مجريات الأحداث، ومن ثم فالحكومة أصبحت من الماضي.

 

ولفت إلى أن حسان دياب هو الشخص الوحيد بلبنان الذي يريد استمرار الحكومة الحالية، رغم رفض الشارع لها.

 

 

وعن الاستقالات الوزارية الأخيرة، أوضح عيسى أن الوزراء المستقيلين شعروا بأن تلك الحكومة تعمل رهن إشارة بعض القوى المؤثرة في لبنان مثل جبران باسيل وحزب الله، وبالتالي بعض الوزراء بادروا إلى الاستقالة.

 

وتابع: لا نخفي ضغط الشارع وأهميته على الاستقالات الأخيرة وقدرته على إحداث تأثير كبير على لبنان، حيث كشف عور وفساد تلك الحكومة.

 

وتوقع السياسي اللبناني استقالة الكثير من الوزراء وأعضاء مجلس النواب خلال الساعات القليلة المقبلة.

 

من جهته، يشرح الخبير القانوني أنطوان سعد في تصريحات لوسائل إعلام لبنانية، أنّ استقالة 7 وزراء تؤدي حكماً إلى استقالة الحكومة.

 

وقال: نيابياً، لن تؤثر الاستقالات إلّا معنوياً ما لم يفقد المجلس نصف أعضائه المؤلّف منهم قانوناً، عندها يُعتبر المجلس بحكم المحلول، لأنه يستحيل عندها انعقاده، والذي يتطلّب 65 نائباً أي النصف زائداً واحداً. وبالتالي، يمكن القول إنّ استقالات النواب تحمل مدلولات سياسية داخلياً وخارجياً، خصوصاً أمام الرأي العام، لأنه إذا فقد المجلس نحو 40% من نوابه، أي نحو 55 نائباً، فإنّ المجتمع الدولي لن ينظر إليه كسلطة قائمة.

 

ويضيف: عندها، إذا تشكّلت أي جبهة معارضة يكون هناك احتمال كبير أن يسحب الغرب اعترافه بالسلطة الحالية، ويعلن اعترافه بالمعارضة على غرار العديد من الدول.

 

 

وفي الرابع من أغسطس الجاري2020، كان لبنان مع فاجعة كبيرة، عبر انفجار بمرفأ بيروت خلف الآلاف من القتلى والجرحى.

 

وزاد انفجار مرفأ بيروت من أوجاع لبنان الذي يشهد منذ أشهر، أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، ما فجر احتجاجات شعبية منذ 17 أكتوبر الماضي، ترفع مطالب اقتصادية وسياسية.

 

وأجبر المحتجون، بعد 12 يوما، حكومة سعد الحريري على الاستقالة، وحلت محلها حكومة حسان دياب، منذ 11 فبراير الماضي.

 

ويطالب المحتجون برحيل الطبقة السياسية، التي يحملونها مسؤولية "الفساد المستشري" في مؤسسات الدولة، والذي يرونه السبب الأساسي للانهيار المالي والاقتصادي في البلاد.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان