رئيس التحرير: عادل صبري 09:20 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

تهديد وحراسة ومحاولة اغتيال.. ماذا تخبئ قضية الجبري للسعودية؟

تهديد وحراسة ومحاولة اغتيال.. ماذا تخبئ قضية الجبري للسعودية؟

العرب والعالم

الجبري وابن سلمان

رجل الاستخبارات ونائب بن نايف..

تهديد وحراسة ومحاولة اغتيال.. ماذا تخبئ قضية الجبري للسعودية؟

أيمن الأمين 09 أغسطس 2020 16:15

باتت قضية سعد الجبري رجل الاستخبارات السعودي، والنائب الأول لمحمد بن نايف، والمستشار السابق لولي العهد محمد بن سلمان، محط أنظار العالم، بعدما تحدثت وسائل إعلام كندية عن محاولات متعددة لتصفية الرجل.

 

فبعد أيام من الدعوى القضائيّة التي قدّمها أمام محكمة فيدرالية في واشنطن، كشفت تقارير إعلامية عن "تهديد جديد" يستهدف سعد الجبري المقيم في كندا دفع المسؤولين إلى رفع مستوى حراسته.

 

ووفق تقارير غربية، أوضحت صحيفة كندية بأن السلطات الأمنية في كندا كشفت محاولة جديدة لاغتيال سعد الجبري مستشار ولي العهد السعودي السابق على يد عملاء سعوديين، وذلك بعد فشل محاولات عدة للقضاء عليه في الولايات المتحدة.

 

ونقلت صحيفة "ذا جلوب آند ميل" (theglobeandmail) عن مصدر قالت إنه على اطلاع بالمسألة قوله، إن تشديد الحراسة على ضابط الاستخبارات السعودي السابق الجبري جاء بعد اكتشاف السلطات الكندية محاولة جديدة لاغتياله بأيدي عملاء تابعين لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحسب قول الصحيفة.

 

 

وقالت الصحيفة إن محمد بن سلمان ومستشاريه كانوا يبحثون في مايو الماضي إرسال عملاء سعوديين برا من الولايات المتحدة إلى كندا لاغتيال الجبري، حسب دعوى قضائية رفعها الجبري مؤخرا في واشنطن على الأمير محمد بن سلمان.

 

وقالت مصادر لوسائل إعلام عربية، إن وسائل إعلام كندية عديدة بدأت الحديث عن محاولة اغتيال جديدة تعتبر الثانية في كندا، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام تتحدث عن إرسال محمد بن سلمان لعملاء إلى كندا، مؤكدة تشديد الحراسة الأمنية على الجبري وفقا لوسائل الإعلام الكندية حفاظا على سلامته وحياته الشخصية.

 

وأشارت المصادر إلى أن الصحف الكندية نبهت السلطات إلى أخذ هذه المحاولة الثانية على محمل الجد، خاصة أنها تعتبر تعديا على الأمن القومي الكندي، مشيرا إلى أن السلطات نجحت في إفشال المحاولة الأولى عندما منعت دخول المنفذين عبر مطار تورنتو في كندا.

 

يذكر أن رجل الاستخبارات السعودي سعد الجبري، اتهم في وقت سابق، محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، بأنه أرسل فريقا لاغتياله في أمريكا وكندا سعيا وراء تسجيلات مهمة.

 

 

وتتهم الدعوة ولي العهد السعودي بتشكيل فريق لترتيب قتل الجبري من ٣ أشخاص، هم بدر العساكر وسعود القحطاني وأحمد العسيري، وكلهم من كبار مساعديه.

 

وتؤكد الدعوة أن بن سلمان أرسل فريقا لاغتيال الجبري خلال إقامته في مدينة بوسطن الأمريكية عام 2017، وأنه حاول على مدى أشهر نشر عملاء سريين في الولايات المتحدة في محاولة لتعقب مكان الضابط السابق.

 

وبعد فشل تلك المحاولات أرسل ولي العهد السعودي فريقا آخر لاغتيال الجبري في كندا، وذلك بعد أسبوعين من اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 أكتوبر 2018.

 

وتضمنت الدعوى القضائية نص رسالة من ولي العهد السعودي يطلب فيها من الجبري العودة خلال 24 ساعة وإلا سيقتل.

 

من جهة أخرى، أكد خالد الجبري، نجل المسؤول السابق في المخابرات السعودية أنه لم يتلق أي أخبار عن شقيقيه، عمر وسارة، منذ احتجازهما في السعودية قبل نحو ٥ أشهر.

 

وقال الجبري في تصريح لموقع "باز فيد نيوز" (BuzzFeed News) إنه وصل حقا إلى السؤال الأساسي في هذه المرحلة؛ هل هما على قيد الحياة؟

 

وأشار إلى أنه تلقى اتصالا، عبر برنامج "فيس تايم" من شقيقته قبيل اختفائها، وقال إنها كانت في المطار تبكي بعد أن أخبرها ضباط بأنه لا يمكنها السفر، دون أن تفهم السبب.

 

وأضاف خالد الجبري أن شقيقته كانت متحمسة وتتطلع للحياة في بوسطن بعد حصولها على تأشيرة لمتابعة دراستها في الولايات المتحدة.

 

 

كما قال إنه في قلب هذه القصة هناك أشخاص أبرياء لا علاقة لهم بأي مؤامرة سياسية ولا بأي أسرار للدولة، وإنه يأمل أن يعود شقيقاه إلى عائلتهما.

 

وأحالت ماري ليز باور المتحدثة باسم وزير السلامة العامة بيل بلير صحفيا طلب منها التعليق على تقرير الصحيفة الكندية إلى تصريح سابق للوزير بشأن محاولة الاعتداء في العام 2018.

 

وكان الوزير قد قال حينها "لا يمكننا التعليق على مزاعم محددة تنظر فيها المحكمة حاليا"، مضيفا "نحن على علم بمحاولات جهات أجنبية مراقبة وترهيب وتهديد كنديين وأشخاص مقيمين في كندا".

 

وتابع: "هذا الأمر غير مقبول على الإطلاق ولن نتهاون أبدا مع فاعلين أجانب يهددون الأمن القومي لكندا أو سلامة مواطنينا والمقيمين عندنا".

 

وجاء في دعوى الجبري أنه تمّ اقتياد أولاده إلى مكان مجهول  في السعودية في مارس الماضي ولم يعرف عنهم شيئا منذ ذلك الحين، بينما رفض هو العودة إلى المملكة خوفا على مصيره واستقر في كندا حيث يعيش أحد أبنائه.

 

وأقيمت الدعوى ضد الأمير محمد بن سلمان و12 شخصا آخرين ذكرت أسماؤهم و11 شخصا لم تحدد هوياتهم، لمحاولة القتل خارج إطار القضاء، بموجب "قانون حماية ضحايا التعذيب".

 

 

من هو الجبري؟

 

ظل الجبري لسنوات الذراع اليمنى للأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق والذي كان ينظر إليه الغرب بتقدير لمساهمته في قمع تنظيم القاعدة في المملكة في العقد الأخير من القرن الماضي. وكان حلقة الربط بين الاستخبارات السعودية وأجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والكندية والاسترالية والنيوزيلاندية.

 

والجبري رجل هادئ حاصل على الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي من جامعة إدنبره. وترقى الجبري في المناصب الحكومية حتى وصل إلى منصب وزير عضو بمجلس الوزراء، وحصل على رتبة لواء في وزارة الداخلية.

 

لكن في العام 2015 تغير كل شيء بموت الملك عبد الله، الأخ غير الشقيق للملك سلمان الذي تولى العرش بعده ودفع بنجله محمد لمنصب وزير الدفاع.

 

وبعد عامين قام محمد بن سلمان بما سمي "انقلاب قصر" بمباركة والده بحيث تمكن من تنحية ولي العهد في حينه محمد بن نايف وتولى منصبه ليصبح الثاني بين ورثة العرش بعد والده الملك.

 

وبقي بن نايف حتى الآن رهن الاعتقال كما تم مصادرة أملاكه، وأطيح بمن عملوا معه في وزارة الداخلية من مناصبهم، ثم فر سعد الجبري إلى كندا.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان