رئيس التحرير: عادل صبري 06:08 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

مشاريع استيطانية جديدة تمحو هويتها.. الاحتلال يحاصر مدينة القدس

مشاريع استيطانية جديدة تمحو هويتها.. الاحتلال يحاصر مدينة القدس

العرب والعالم

مشاريع استيطانية جديدة

مشاريع استيطانية جديدة تمحو هويتها.. الاحتلال يحاصر مدينة القدس

أيمن الأمين 09 أغسطس 2020 10:45

من جديد وعبر مشاريع استيطانية موسعة، يحاصر الاحتلال الإسرائيلي مدينة القدس المحتلة، في محاولة لالتهام المدينة وتحويلها لمناطق يهودية، عبر تنفيذ مخططات استيطانية جديدة تلتهم كل ما تبقى من أرض الزيتون.

 

وحذر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان من مخطط استيطاني إسرائيلي لبناء ألف وحدة استيطانية على أراضي قرى الطور، عناتا، العيزرية، وأبو ديس، في المنطقة المسماة شرق1 (E1)، ضمن مشروع "القدس الكبرى" الاستيطاني.

 

ورأى المكتب في تقرير أن من شأن المشروع، حال تنفيذه، أن يغلق المنطقة الشرقية من القدس بشكلٍ كامل، ويطوّق المناطق (عناتا، الطور، حزما)، بحيث تُحرم من أيّ إمكانية توسّع مستقبلية باتجاه الشرق.

 

وأوضح أن تنفيذ هذا المشروع الاستيطاني سيؤدي إلى ربط جميع المستوطنات الواقعة في المنطقة الشرقية وخارج حدود بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، مع المستوطنات داخل حدود بلدية "موشيه ليئون"، ويحوّل القرى الفلسطينية في هذه المنطقة إلى معازل محاصرة.

 

 

وحذر التقرير من ضم الاحتلال لمساحات واسعة من الأراضي في الضفة الغربية إلى "حدود بلدية القدس الكبرى"؛ لتنفيذ المشروع.

 

وأشار إلى أن نقاشًا قد جرى في قنوات اتصال خلفية داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي ومع البيت الأبيض لبدء البناء في المنطقة المذكورة في سياق التخطيط لضم كتل استيطانية في محيط القدس إلى المدينة لتوسيع حدودها وصولا لما تسميه سلطات الاحتلال "القدس الكبرى".

 

ورأى التقرير أن المشروع قد يكون نقطة البداية في عملية الضم وتطبيق رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

 

وأوضح أن المشروع سيشمل وفقًا للمداولات التي كانت تجري بين الجانبين الكتل الاستيطانية الثلاث: "معاليه أدوميم"، و"غوش عتصيون"، و"جفعات زئيف"، وربما كتلة رابعة إضافية هي مستوطنات " آدم – كوخاف يعقوب"، الأمر الذي من شأنه أن يمزق الضفة الغربية ويعزل شمالها ووسطها عن جنوبها، و"يمنع قيام دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة".

 

ومن شأن مشروع E1 الاستيطاني، أن يؤدي إلى تدمير التجمعات البدوية التي تعيش في المنطقة الشرقية من مدينة القدس وحتى مشارف الغور، حيث يخضع عدد كبير من التجمعات الفلسطينية في هذه المناطق لجهود إسرائيلية متواصلة لتهجيرهم وحرمانهم من أراضيهم ومنازلهم.

 

وكانت بلدية الاحتلال قد أعلنت عن إطلاق خطة تهويدية جديدة في شرق المدينة، تشمل مشروعًا ضخمًا لإنشاء وادي السيليكون أو "السيليكون فالي"، وهو عبارة عن خطة سيتم بموجبها توسيع مساحات قطاع المال والاعمال والمحال التجارية والغرف الفندقية بحجم كبير شرق القدس على حساب المنطقة الصناعية.

 

 

وبين التقرير أن سلطات الاحتلال نفذت خلال النصف الأول من العام الجاري داخل أحياء مدينة القدس 74 عملية هدم، منها 30 عملية هدم ذاتي، تركزت في أحياء سلوان، العيسوية، جبل المكبر، بيت حنينا، صور باهر، شعفاط، وادي الجوز، راس العامود والطور، في حين وزعت 53 إخطارا بالهدم ووقف البناء.

 

ويهدف المخطط الاستيطاني، إلى ربط القدس بعدد من المُستوطنات الإسرائيليّة الواقعة شرقها في الضفة الغربيّة، وذلك من خلال مُصادَرة أراضٍ فلسطينيّة بالمنطقة وإنشاء مستوطنات جديدة.

 

ويمنع المُخطَّط أي توسّع فلسطيني مُحتَمل في القرى الواقعة في هذه المنطقة من خلال تطويقها بالمُستوطنات وإحداث تغيير ديموغرافي ضمن سياسية تهويد القدس بما تُطلِق عليه حكومة الاحتلال "القدس الكبرى" والتي تُشكّل مساحتها ما نسبته 10% من مساحة الضفة الغربيّة.

 

 

ويخالف هذا المُخطَّط أحكام القانون الدولي التي تحظر نقل سكّان الدولة المُحتلَّة إلى المنطقة الخاضعة للاحتلال، كما تحظر إجراء تغييرات دائمة في داخل المنطقة الخاضعة للاحتلال.

 

يذكر أنه قبل أيام، تحديدا مطلع أغسطس الجاري، أقرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة إقامة مجمع تشغيل استيطاني جديد على مساحة 90 ألف متر شرقي حي العيسوية شرقي المدينة المقدسة.

 

وتعهد رئيس بلدية الاحتلال في القدس موشيه لييؤن بالاستمرار في المشاريع الاستيطانية التشغيلية لخلق فرص عمل للمستوطنين.

 

 

والمشروع التشغيلي الاستيطاني الضخم يشمل مشروعًا "استراتيجيًا" لإنشاء وادي السيليكون، والذي من المقرر أن يضم مساحات قطاع المال والأعمال ومحال تجارية وغرف الفندقية بحجم كبير في شرقي القدس المحتلة.

 

وفي إطار المشروع الاستيطاني سيتم بناء 200 ألف متر مربع للمصالح التجارية ومراكز تشغيل في الصناعات التقنية الراقية، هايتيك، بالإضافة إلى 50 ألف متر مربع لمحلات تجارية، و50 ألف متر للفنادق، على الأرض الفلسطينية.

 

وقال رئيس بلدية الاحتلال في القدس إن المشروع يهدف لإيجاد أكثر من 10 آلاف فرصة عمل للمستوطنين.

 

ويعتبر المجتمع الدولي شرقي القدس أرضًا فلسطينية تحتلها "إسرائيل"، وهي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية في أي تسوية سياسية وفق قرارات "الشرعية الدولية".

 

من جهتها، أدانت السلطة الفلسطينية، تصديق "إسرائيل" على خطة لبناء مجمع تشغيل استيطاني شمالي مدينة القدس المحتلة، في ظل تسريع عملية الاستيطان التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية.

 

 

وفي السنوات الأخيرة، سرعت الحكومة الإسرائيلية عمليات الاستيطان في مدينة القدس، إضافة إلى تكثيف الاعتداءات على الفلسطينيين المقدسيين والمسجد الأقصى.

 

ورفض الفلسطينيون خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط المعروفة "بصفقة القرن"، التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في يناير الماضي. وتعتبر الخطة الأمريكية القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل.

 

ويصر الفلسطينيون على أن القدس الشرقية -التي احتلتها إسرائيل عام 1967- عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية.

 

ويعاني الشعب الفلسطيني غطرسة الاحتلال الصهيوني ضد مقدساته الإسلامية وما تبقى من مدنه وأرضه التي احتلت عام 1948.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان