رئيس التحرير: عادل صبري 05:16 صباحاً | الثلاثاء 19 مارس 2024 م | 09 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

العراقيون في الصيف.. بين نار الحر وخطر كورونا

العراقيون في الصيف.. بين نار الحر وخطر كورونا

العرب والعالم

درجات الحرارة تخطت الـ 50 في العراق

العراقيون في الصيف.. بين نار الحر وخطر كورونا

حسام محمود 04 أغسطس 2020 14:56

قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف بجنوب العراق الغني بالنفط، يضيف معاناة جديدة للسكان المثقلين بتداعيات وباء فيروس كورونا المستجد.

 

وبحسب تقرير نشرته الوكالة على موقعها الإلكتروني فإن شهور الصيف الحارقة في جنوب العراق تفرض خيارات جديدة مؤلمة في زمن كورونا، وهي إما: البقاء في المنزل في الحرارة الشديدة في ظل انقطاع الكهرباء لساعات أو الخروج ومواجهة خطر الفيروس.

 

هذه الوضع مثل مأزقا لزين العابدين أحد سكان ضاحية الحارثة في محافظة البصرة، والذي فقد وظيفته بسبب القيود المفروضة لمواجهة الوباء.

 

وطوال اليوم يستمع زين العابدين بلا حول ولا قوة لبكاء ابنته البالغة من العمر 4 أشهر، في درجات الحرارة لا تحتمل.

ونظرا لفقره الشديد فإنه لا يستطيع أن يتحمل كلفة شراء مولدات لتعوض فترة انقطاع الكهرباء التي تزيد عن 8 ساعات في اليوم.

 

 وعن هذا يقول:" ليس لدي أية حيل للتعامل مع هذا الوضع سوى الدعاء إلى أن يخفف عنا".

وفي الوقت الذي سجلت فيه درجات الحرارة في هذا الصيف ارتفاعا قياسيا، حيث وصلت لـ 52 درجة مئوية في بغداد الأسبوع الماضي، عجزت إمدادات الطاقة في العراق عن سد الطلب المتزايد عليها، لتصبح الشرارة التي جددت التظاهرات المناهضة للحكومة.

 

وفرض العراق إغلاقا صارما وحظرا للتجوال على مدار 24 ساعة لمواجهة الوباء. ولذلك يتحتم على الأسر ضخ الوقود والمال في المولدات، ولكن إذا كانت لا تستطيع فسوف تعاني من ارتفاع الحرارة في المنازل في ظل غياب أجهزة التكييف.

 

وفي بغداد، يسود هدير المولدات أرجاء المدينة طيلة اليوم بسبب انقطاع الكهرباء.

ويجد العراقيون فترة راحة وجيزة الأمد من الحرارة في الحمامات العامة التي أقيمت في مختلف الشوراع.

 

وعن كيفية التعامل مع هذه الأجواء يقول أحمد محمد القيم في بغداد "ننقل أطفالنا إلى الطابق السفلي ونرشهم بخرطوم الماء لتبريدهم".

 

وتعثرت الإصلاحات في قطاع الكهرباء بسبب الاحتجاجات وحسابات المصالح الخاصة لشركات المولدات الخاصة التي تربط بعضها علاقات مصالح مع شخصيات سياسية.

 

وأدى الإحجام العام عن دفع فواتير الكهرباء لخزينة الدولة إلى إرباك المسؤولين العراقيين لفترة طويلة.

 

وتراجع احتياطي خزائن الدولة بسبب الأزمة الاقتصادية التي تسبب فيها انخفاض أسعار النفط والوباء، مما ترك القليل للاستثمار للحفاظ على البنية التحتية وشبكة التيار الكهربائي المهترئة في العراق.

 

في صيف العام 2018، أثار سوء الخدمات احتجاجات زعزعت الاستقرار في مدينة البصرة. وفي العام التالي، شلت الاحتجاجات الجماهيرية المناهضة للحكومة بغداد وجنوب العراق، حيث ندد عشرات الآلاف من المتظاهرين بالفساد المتفشي الذي أعاق توصيل الخدمات، بما في ذلك الكهرباء.

 

وقتل متظاهران على يد قوات الأمن في بغداد الأسبوع الماضي أثناء الاحتجاج ضد انقطاع التيار الكهربائي.

النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان