رئيس التحرير: عادل صبري 01:38 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

حكومة لبنان تتصدع| وزير الخارجية يستقيل: نتحول لدولة فاشلة

حكومة لبنان تتصدع| وزير الخارجية يستقيل: نتحول لدولة فاشلة

العرب والعالم

ناصيف حتي وزير الخارجية اللبناني المستقيل

حكومة لبنان تتصدع| وزير الخارجية يستقيل: نتحول لدولة فاشلة

عمر مصطفى 03 أغسطس 2020 12:12

 

قدم وزير الخارجية والمغتربين اللبناني ناصيف حتي، صباح اليوم الإثنين، استقالته إلى رئيس الحكومة حسان دياب، محذرا في بيان عقب الاستقالة من أن لبنان "ينزلق للتحول إلى دولة فاشلة".

 

وقال ناصيف حتى في بيانه: "ما أصعب الاختيار بين الإقدام والعزوف عن خدمة الوطن حتى ولو تلاشت احتمالية تحقيق اليسير في نظام غني بالتحديات المصيرية وفقير بالإرادات السديدة. حملت آمالا كبيرة بالتغيير والإصلاح ولكن الواقع أجهض جنين الأمل في صنع بدايات واعدة من رحم النهايات الصادمة. لا لم أساوم ولن أساوم على مبادئي وقناعاتي وضميري من أجل أي مركز أو سلطة".

 

وأضاف: "لبنان اليوم ليس لبنان الذي أحببناه وأردناه منارة ونموذجا، لبنان اليوم ينزلق للتحول إلى دولة فاشلة لا سمح الله، وإنني أسائل نفسي كما الكثيرين كم تلكأنا في حماية هذا الوطن العزيز وفي حماية وصيانة أمنه المجتمعي".

 

وعدد وزير الخارجية أسباب استقالته، قائلا: "إنني وبعد التفكير ومصارحة الذات، ولتعذر أداء مهامي في هذه الظروف التاريخية المصيرية ونظرا لغياب رؤية للبنان الذي اؤمن به وطنا حرا مستقلا فاعلا ومشعا في بيئته العربية وفي العالم، وفي غياب إرادة فاعلة في تحقيق الإصلاح الهيكلي الشامل المطلوب الذي يطالب به مجتمعنا الوطني ويدعونا المجتمع الدولي للقيام به، قررت الاستقالة من مهامي كوزير للخارجية والمغتربين".

 

وقدم "ناصيف حتي" رؤيته لحل الأزمة التي يعاني منها لبنان، معتبرا أن "المطلوب في عملية بناء الدولة عقول خلاقة ورؤية واضحة ونوايا صادقة وثقافة مؤسسات وسيادة دولة القانون والمساءلة والشفافية".

 

وتابع: "إن الأسباب التي دعتني إلى الاستقالة هي ما تقدمت بشرحها، على أنه تم تناقل بعض التأويلات والتحليلات وكذلك بعض التفسيرات التبسيطية السطحية عبر بعض وسائل الإعلام التي لا تلزم سوى أصحابها، وكلها أمور لم أتوقف عندها طيلة حياتي المهنية، إذ يبقى الأساس كوزير للخارجية الحفاظ على مصالح البلد وتعزيز وتحصين علاقاته الخارجية وتحسيس المجتمع الدولي كذلك العربي، بأهمية تدعيم الاستقرار في لبنان".

 

وانتقد وزير الخارجية المستقيل تضارب المصالح والنفوذ بين كبار ساسة لبنان، قائلا: "لقد شاركت في هذه الحكومة من منطلق العمل عند رب عمل واحد اسمه لبنان، فوجدت في بلدي أرباب عمل ومصالح متناقضة، إن لم يجتمعوا حول مصلحة الشعب اللبناني وإنقاذه، فإن المركب لا سمح الله سيغرق بالجميع، حمى الله لبنان وشعبه".

 

وفي السياق، أرجعت صحيفة "النهار" اللبنانية استقالة وزير الخارجية إلى "تراكمات ‏عدة حيال مسألة العرقلة الحاصلة للإصلاحات التي كان "حتي" أكثر الوزراء دراية بموقف الأسرة الدولية والدول ‏التي تدعم لبنان في شأنها تشكل أساساً لموقفه الدافع الى الاستقالة، بما يعني ان الوزير صار على اقتناع بأن الواقع ‏الحكومي فقد المبادرة في تنفيذ الالتزامات التي قطعتها الحكومة على نفسها. كما يرجح ان يكون الوجه الثاني ‏للأسباب التي تدفع حتي إلى الاستقالة متصلاً بواقع العمل الدبلوماسي والمداخلات السياسية التي شابته بقوة ‏وأثرت على مسار عمل الوزير وأخرجته عن التزاماته المستقلة"‎.‎

وأضافت الصحيفة أن "الدبلوماسي المخضرم الذي لم يتنازل يوماً عن مبدأ التقرب من جميع الدول، ‏لطالما نادى بالحياد الايجابي وبعدم إقحام لبنان كطرف في الاصطفافات الاقليمية والدولية، لا بل كان متمسكاً ‏بدعوته الى استحداث دور جديد للبنان في المحافل الدولية كإطفائي للنزاعات في المنطقة، خاب ظنه على نحو ‏عميق عندما أيقن أن عزلة دولية فرضت على لبنان نتيجة انحياز طرف فيه الى محور".‎

 

من جانبها أشارت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية إلى أن حقيبة الخارجية سوف تؤول تلقائياً الى وزير البيئة والدولة لشؤون التنمية ‏الادارية دميانوس قطار، انفاذاً لـ"مرسوم الوزراء البدائل"، وهو امر ‏ادّى الى فتح باب جديد من النقاش كان قد أُقفل سابقاً بعدما واكب ‏المساعي التي رافقت تشكيل الحكومة العتيدة بفعل رفض رئيس ‏التيار الوطني الحرّ جبران باسيل لوجود قطار في الخارجية، بحجة انّ ‏وزارة الخارجية هي من حصّة رئيس الجمهورية، وهو ما ادّى الى ‏البحث بأسماء جديدة مرشحة لاختيار واحد منها لتولّي الحقيبة في ‏الساعات المقبلة.‏

 

بدوره، أشار عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب ماجد إدي أبي اللمع في حديث "لإذاعة لبنان الحر" إلى "أننا نسمع منذ فترة عن استقالات، وهذه ليست دلائل جيدة للحكومة، بل أنها اعتراف أنها شبه مبتورة والعطب واضح من أدائها"، وقال: "لا جدل بأن الحكومة غير مستقلة وإن أظهر أحد الوزراء شيئا من الاستقلالية يعاقب ويرجم".

 

ووصف أبي اللمع استقالة وزير الخارجية، بأنها "انتكاسة للحكومة كونها إحدى الوزارات السيادية، ما يعني أن هذه الحكومة عاجزة".  وأضاف: "لا أعلم ما إذا كانت هناك مؤامرة على الحكومة ولا أعتقد أن ناصيف حتي يقوم بمؤامرات، فهو رجل صادق مع نفسه وأنا أرى أنه يتوجب على بقية الوزراء الاستقالة لأن الحكومة تصدعت ولكن لا نعرف ماذا سيحصل عقب هذه الاستقالة".

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان