"أخيرًا تبدأ القدرة الذاتية على الحرب".. كلمات استهلت بها صحيفة يونجه فيلت تقريرها حول مضي شركات السلاح الألمانية والفرنسية قدمًا في التخلي عن التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي الآن إلى الانفصال الاستراتيجي عن الولايات المتحدة.

وبحسب الصحيفة، تبذل أيضًا شركات السلاح في الاتحاد الأوروبي جهودًا متزايدة للاستغناء تمامًا عن التكنولوجيا الأمريكية في تصنيع أسلحتها.

وأوضح التقرير أن ألمانيا وفرنسا اتفقتا على تطوير البنادق الآلية الهجومية المستقبلية دون الاستعانة بتكنولوجيا واشنطن، بجانب ذلك سيتم صنع المروحيات والطائرات المقاتلة الفرنسية الألمانية (مقاتلات الجيل الجديد)، والتي يجب أن تعمل في حوالي عام 2040 ، بدون مكونات أمريكية.

ونقلت الصحيفة عن ديرك هوك، مدير شركة السلاح الألمانية إيرباص، قوله إن باريس وبرلين يريدان تطوير مهاراتهما العسكرية وتطبيق ذلك على مستوى أوروبا.

وأضاف تقرير يونجه فيلت أن الرغبة الألمانية الفرنسية انطلقت على خلفية الخلاف القديم حول لوائح ITAR (أنظمة التجارة الدولية في الأسلحة) التي قدمتها واشنطن في عام 1976، والتي بموجبها يمكن لواشنطن استخدام القيود للتحكم في سياسة تصدير الأسلحة من دول الاتحاد الأوروبي.

على سبيل المثال، قبل عامين  سمحت لوائح ITAR لإدارة ترامب بمنع تسليم صواريخ من شركة الأسلحة الأوروبية MBDA إلى مصر، وكان على باريس أن تبذل الكثير من الجهد للحصول على تصريح خاص في واشنطن، وفقًا للصحيفة.

وأشار التقرير إلى أن المعدات الحربية مصنعة في الاتحاد الأوروبي أيضًا بدون التقيد بلوائح ITAR، ومنذ سنوات، أعلنت شركات الأسلحة الأوروبية عن تصنيع أجهزة الرؤية الليلية وأنظمة الملاحة ،وأخيرًا وليس آخرًا، الأسلحة النارية، على سبيل المثال الشركة الألمانية للصناعات الدفاعية، راينميتال.

وفي العام الماضي، على سبيل المثال، أعلنت شركة الدفاع الإيطالية ليوناردو أن طائراتها بدون طيار الجديدة "Falco Xplorer" كانت خالية من قيود لوائح ITAR، وهذا ينطبق أيضًا على نظام رادار جديد مصنوع في شركة الأسلحة الفرنسية تاليس.

ولفتت الصحيفة أن هدف عدم استخدام المكونات الأمريكية ليس فقط لتجنب قيود التصدير، بل أيضًا لتحقيق "الاستقلال الذاتي الاستراتيجي" للاتحاد الأوروبي، أي القدرة على شن الحرب بشكل مستقل، ربما ضد إرادة الولايات المتحدة.

رابط النص الأصلي