رئيس التحرير: عادل صبري 08:22 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

لماذا لا تتصدى تونس والجزائر للتدخل التركي في ليبيا؟

لماذا لا تتصدى تونس والجزائر للتدخل التركي في ليبيا؟

العرب والعالم

تركيا نقلت تعزيزات عسكرية لحكومة الوفاق

خبراء يجيبون

لماذا لا تتصدى تونس والجزائر للتدخل التركي في ليبيا؟

بسيوني الوكيل 22 يوليو 2020 03:00

في الوقت الذي باتت فيه مصر على شفا مواجهة عسكرية مع تركيا، على خلفية تدخل الأخيرة في ليبيا، ومخاوف القاهرة من تداعيات هذا التدخُّل على أمنها القومي عبر الحدود الشرقية لليبيا، لم تُظهر الجزائر وتونس في الجهة المقابلة من ليبيا نفس درجة الانزعاج من التدخل التركي، بل بدا موقف البلدين أقرب ما يكون إلى «الحياد أو التعاون». بحسب مراقبين.

 

وأرجع خبراء موقف تونس والجزائر إلى أسباب عدّة منها ما يتعلق بالأوضاع الداخلية للبلدين الواقعين على الحدود الغربية لليبيا، ومنها ما يتعلق بالوضع الدولي والإقليمي، إضافة إلى عوامل مرتبطة بالثقافة التاريخية.

 

وبدأت تركيا التدخل العسكري في ليبيا منذ يناير الماضي، بتقديم الدعم العسكري لحكومة الوفاق، في مواجهة قوات الجنرال خليفة حفتر، الأمر الذي ساهم في إفشال محاولة حفتر في السيطرة على طرابلس.

 

وفي تفسيره للموقف التونسي، قال الدبلوماسي الليبي السابق السفير رمضان البحباح في تصريحات لـ مصر العربية: «أعتقد أنَّ الاستقطاب الدولي لاسيما في قضية لها بُعْد دولي يجعل أي دولة عربية غير قادرة على التدخل إلا من خلال الأجندات الدولية، فتونس دولة ليس لها إمكانية التدخل أصلًا وهي تعاني من مشاكل سياسية واقتصادية حادة».

 

واتهم البحباح تونس بتحويل مطارات وموانئ إلى منافذ لجلب الأسلحة والمعدات العسكرية التركية وإدخالها إلى ليبيا عبر المنافذ البرية.

 

وكانت تقارير تحدثت مؤخرًا عن نقل تركيا مساعدات لحكومة الوفاق عبر تونس، بالإضافة لتعاون عسكري تونسي تركي، وهو ما نفته السلطات في تونس بشدة .

 

وفيما يتعلق بالجزائر، فقد وصف البحباح موقف حكومتها بأنه «سلبي جدًا»، موضحًا أنَّ الجزائر مضطرة إلى اتخاذ هذا الموقف؛ حفاظًا على أمنها وسلامتها، خاصة أنَّ لها تجربة قاسية مع العشرية السوداء التي عانت منها.

 

ورأى الدبلوماسي الليبي أنَّ الجزائر مازالت في حالة من التوجس وتريد إبعاد شبح الحروب والصراعات قدر الإمكان، بما يحفظ مصالحها.

 

أما عبد الرحمن علي، الخبير في شئون المغرب العربي فقال لـ«مصر العربية» إنَّ موقف تونس والجزائر في ليبيا يميل إلى دعم حكومة الوفاق لكنه أقرب للحياد من مسألة التدخل التركي.

 

واعتبر أن هذا الحياد ليس نابعًا فقط من عدم الرغبة في الانضمام للاستقطاب بين القوى المتصارعة في ليبيا، ولكنه مرتبط أيضًا بأزمات وخلافات داخلية تجعل حكومتي البلدين أكثر انشغالًا بعلاج المشكلات الداخلية.

 

وشهدت الجزائر تقلبات سياسية مؤخرًا أدّت إلى إسقاط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بعد عقدين من الحكم، وسط انكماش اقتصادي، بينما تواجه تونس صراعات سياسية حادة وأزمة اقتصادية خانقة.

 

ورأى عبد الرحمن، أنَّ موقف تونس والجزائر البعيد عن الموقف المصري في التصدّي للتدخل التركي، قد يكون نابعًا من انزعاجهما من اللواء حفتر نفسه. مشيرًا إلى أنَّه نسبت له ولبعض مساعديه تصريحات ينتقدون فيها الجيش الجزائري.

 

وأشار إلى أنَّ الدور الفرنسي في ليبيا الداعم لقوات حفتر يستفز الشعور الوطني الجزائري الذي عانى من ويلات الاستعمار الفرنسي.

 

كما لفت عبد الرحمن إلى عامل ثقافي يقف وراء موقف تونس والجزائر من الأزمة في ليبيا، وهو أن المغرب العربي فيه درجة من التعاطف التاريخي مع الأتراك العثمانيين؛ نظرًا لأنَّ معاناته التاريخية كانت من وطأة الاستعمار وليس من الانضواء تحت حكم الدولة العثمانية.

 

واعتبر أنَّ النظرة السلبية الموجودة في المشرق العربي تجاه العثمانيين تكاد تكون غير موجودة تقريبًا في المغرب العربي.

 

بدوره وصف خالد السليني المدون الليبي المهتم بالشأن السياسي، الموقف الجزائري بأنه يكتنفه نوع من التردد والضبابية، وذلك بسبب خلاف داخل المؤسسة العسكرية حول تبني خيار الحياد أو دعم أحد الطرفين، حفتر أو «حكومة الوفاق».

 

واعتبر في تصريحات لـصحيفة «إندبندنت عربية»، أنَّ الجزائر تتجه لمسك العصا من المنتصف، فتارة تصل أخبار عن دعم الجزائر لحفتر ثم أنباء عن عقد اتفاقية للدفاع المشترك مع «حكومة الوفاق»، إضافة إلى فتح قنوات اتصال سياسية مع كل من حكومة طرابلس وحفتر.

 

في المقابل، قال الباحث السياسي التونسي رياض الشعيبي: إنَّ "الموقف الرسمي التونسي كان دائمًا ضد التدخل الخارجي في ليبيا سواء كان تركيًا أم فرنسيًا أم مصريًا أم إماراتيًا أم روسيًا".

 

وأوضح في تصريحات لـ«مصر العربية» أنَّ موقف تونس يشترك مع مواقف كل دول المغرب العربي التي تدعو لعدم التدخل الخارجي وتؤيد الحل السياسي «الليبي الليبي».

 

وفي أعقاب فشل هجوم حفتر الذي استمرَّ عامًا للاستيلاء على طرابلس الشهر الماضي، وتقهقر قواته، في مقابل تقدم قوات الوفاق بدعم تركي نحو الشرق، حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من التقدم نحو سرت والجفرة.

 

وأعلن استعداد الجيش المصري للتدخل المباشر في ليبيا في حال استأنفت حكومة الوفاق الوطني وحلفاؤها الأتراك هجومًا على سرت، المدينة الساحلية الواقعة في وسط ليبيا.

 

كما طلب برلمان شرق ليبيا من القاهرة التدخل المباشر في الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد لمواجهة الدعم التركي لحكومة الوفاق.

 

ومنذ الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي في عام 2011 تعيش ليبيا حالة من الفوضى الأمنية والسياسية.

 

وباتت الدولة العربية مقسَّمة بين حكومة الوفاق في طرابلس وإدارة منافسة في الشرق مقرها بنغازي والتي يهيمن عليها حفتر.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان