رئيس التحرير: عادل صبري 02:43 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

على غرار سوريا.. روسيا وتركيا تقتسمان قرار الحرب والسلم في ليبيا

على غرار سوريا.. روسيا وتركيا تقتسمان قرار الحرب والسلم في ليبيا

العرب والعالم

الرئيسان التركي والروسي

على غرار سوريا.. روسيا وتركيا تقتسمان قرار الحرب والسلم في ليبيا

عمر مصطفى 22 يوليو 2020 18:22

 

مع تزايد تعقيد الوضع في ليبيا، وتشابك مصالح الأطراف العديدة المتداخلة في الأزمة، تسعى روسيا وتركيا لتنظيم خلافهما ومواقفهما المتعارضة هناك، وذلك من خلال تكرار النموذج السوري؛ حيث يتقاسم البلدان مواقع النفوذ والسيطرة، وينسقان المواقف والتحركات، رغم تعارض المصالح، الذي وصل أحيانًا إلى الاشتباك المسلح.

 

وفي خطوةٍ جديدةٍ تعكس ذلك التحرك، قال بيان مشترك، اليوم الأربعاء: إنَّ تركيا وروسيا اتفقتا في محادثات في أنقرة على مواصلة الجهود المشتركة لتهيئة الظروف من أجل وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا وتدرسان تشكيل مجموعة عمل مشتركة.

 

وجاء في البيان الذي نشرته وزارة الخارجية التركية أنَّ أنقرة وموسكو اتفقتا أيضًا في المحادثات على إتاحة المجال أمام تحقيق تقدم في الحوار السياسي بين الليبيين، وحثتا الأطراف المعنية على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان وصول المساعدات الإنسانية وتسليم المعونات العاجلة لمستحقيها.

 

ولا يعرف ما إن توصّل الوفدان بالفعل إلى تفاهمات تساهم في تخفيض التوتر العسكري في ليبيا خلال الفترة المقبلة، أم أنَّ البيان لا يتعدى كونه إجراءً بروتوكوليًا يحاول التغطية على فشل المباحثات التي لم يذكر البيان أنها توصلت لأي تفاهمات فعلية سوى التأكيد على مواصلة الاتصالات.

 

وقالت وزارة الخارجية التركية في البيان، إنَّ مباحثات رفيعة المستوى جرت بين وفدين من البلدين على أرضية التأكيد على أن لا حل عسكريًا للأزمة في ليبيا.

 

وأوضح البيان أنه جرى الاتفاق على مواصلة المساعي المشتركة لحثّ الأطراف الليبية على التوصل إلى وقف دائم وثابت لإطلاق النار، بالإضافة إلى تعزيز الحوار السياسي بين الليبيين بما يتماشى مع نتائج مؤتمر برلين حول ليبيا وبالتنسيق مع الأمم المتحدة.

 

ولفت البيان إلى أنّه تمّ الاتفاق أيضًا على تقييم إنشاء مجموعة عمل مشتركة حول ليبيا على أن تعقد في موسكو قريبًا، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكلٍ آمنٍ ودعوة الأطراف إلى اتخاذ إجراءات لضمان تسليم المساعدة الإنسانية الطارئة إلى جميع المحتاجين.

 

بدورها، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، اليوم الأربعاء إنَّ روسيا وتركيا اتفقتا على مواصلة الجهود من أجل التوصل لوقف طويل الأمد ومستمر لإطلاق النار في ليبيا.

 

وتدعم روسيا، إضافة إلى لفرنسا والإمارات، قوات اللواء خليفة حفتر والذي يخوض مقاتلوه معارك ضد قوات الحكومة الليبية المعترف بها دوليا والمدعومة من تركيا.

 

وفيما تتحرك تركيا لتنظيم خلافها مع روسيا، تحاول دولة الإمارات العربية المتحدة التي تدعم قوات اللواء خليفة حفتر، التخفيف من الموقف الأمريكي الذي يميل لدعم التدخل التركي في ليبيا، من أجل الحد من نفوذ روسيا المتمثل في قوات شركة فاغنر التي تقاتل بجوار قوات حفتر.

 

وذكر البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحث في اتصال هاتفي مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أمس الثلاثاء، قضايا الأمن الإقليمي بما في ذلك "أهمية خفض التصعيد في ليبيا من خلال إخراج القوات الأجنبية". وولي عهد أبوظبي هو الحاكم الفعلي للإمارات، ويحظى بنفوذ إقليمي واسع.

 

كما أشار البيت الأبيض إلى أن الرئيس دونالد ترامب بحث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سبل تهدئة الوضع في ليبيا. وأوضح أن الصراع في ليبيا بين الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس وقوات اللواء خليفة حفتر "قد تفاقم بدخول قوى أجنبية وأسلحة".

 

وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، اليوم الأربعاء، إنشاء آلية تنسيق مع روسيا تخص توحيد الجهود بشأن المساعدة على التوصل إلى حل للأزمة الليبية.

 

وأضاف بوقادوم، في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في ختام مباحثات بينهما بموسكو: "اتفقنا على استحداث آلية للتشاور والتنسيق بشأن الأزمة الليبية من أجل المساهمة في إيجاد حل بالتنسيق مع مختلف مكونات الشعب الليبي". تابع: "قررنا توطيد التواصل بيننا فيما يخص ليبيا، وكل الملفات موضوع التعاون بيننا".

 

وبحسب بوقادوم، فإن المباحثات سجلت "تطابقا في الآراء بين الجزائر وروسيا حول الأزمة الليبية". وتابع الوزير الجزائري: "اتفقنا على قناعة متبادلة بأنه لا حل عسكريا في ليبيا، وأكدنا الاحترام القاطع لبعض المبادئ مثل وحدة ليبيا، وضرورة احترام سيادة الليبيين".

 

وأكد أن "المسار السياسي في ليبيا لا بديل عنه"، مشددا على "إجبارية تحقيق وقف إطلاق النار لتخفيف التصعيد العسكري في هذا البلد، من أجل الوصول إلى حل سياسي في إطار الشرعية الدولية، واحترام مخرجات مؤتمر برلين التي صودق عليها من قبل مجلس الأمن".

 

من جهته، أكد لافروف أنه يجب تسريع وقف إطلاق النار وتخفيف حدة التوتر للانتقال إلى التسوية السياسية في ليبيا. وشدد على أن هذه الخطوة يجب أن تتبعها "عملية سياسية تهدف إلى استعادة سيادة ليبيا ووحدة أراضيها، وإعادة بناء كيان الدولة الليبية التي دمرها العدوان الغربي غير القانوني عام 2011".

 

وتعيش ليبيا حالة من الفوضى منذ الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي في 2011، وأصبح شرقها تحت سيطرة قوات حفتر، وغربها في أيدي حكومة الوفاق الوطني.

 

ولم ينجح الهجوم الذي شنته قوات حفتر للسيطرة على طرابلس في تحقيق الغرض منه، حيث تراجعت قوات الجنرال الليبي في الآونة الأخيرة، بعدما خسرت العديد من المناطق الحيوية، لعل أهمها قاعدة الوطية العسكرية، ومدينة ترهونة وبعض المناطق الأخرى.

 

وتعيش تخوم مدينة سرت الليبية حالة من التوتر والقلق بعد تزايد الحشد العسكري من قبل فرقاء ليبيا، وبعض الدول العربية والغربية.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان