رئيس التحرير: عادل صبري 10:27 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد مرض الملك سلمان.. صراع العرش يشعل السعودية (فيديو)

بعد مرض الملك سلمان.. صراع العرش يشعل السعودية (فيديو)

العرب والعالم

بن نايف وبن سلمان

الإعلام يطارد بن نايف..

بعد مرض الملك سلمان.. صراع العرش يشعل السعودية (فيديو)

أيمن الأمين 21 يوليو 2020 10:58

في السادس من يوليو الجاري، توقعت صحف غربية إعداد النظام السعودي لحملة اتهامات ضد ولي العهد السابق محمد بن نايف، وبعد أقل من أسبوعين، بدأت تلك الاتهامات تُكال ضد الرجل، عبر وسائل إعلام سعودية ومن خلال منصات شبكات التواصل الاجتماعي.

 

وقبل ساعات، شنت حسابات إلكترونية ووسائل إعلام سعودية حملة موجهة ومدعومة حكوميا -وفقا لوكالة رويترز- تتهم فيها ولي العهد السابق محمد بن نايف ومساعده سعد الجبري بالفساد، في أحدث تحركات ولي العهد محمد بن سلمان لترسيخ نفوذه داخل الأسرة الحاكمة.

 

وبدأت قبل أيام، تغريدات تهاجم الأمير محمد بن نايف الذي عُزل وأطيح به كوريث للعرش من قبل محمد بن سلمان، ابن عمه، في انقلاب داخل القصر عام 2017 كما استهدفت أيضا مساعده المسؤول السابق في الاستخبارات السعودية سعد الجبري.

 

في السياق، قال مصدران سعوديان لوكالة رويترز بشرط عدم الإفصاح عن اسميهما، إن الحملة التي يشنها على ما يبدو، داعمون للحكومة تهدف إلى التأثير على الرأي العام قبل إعلان مرتقب لاتهامات ضد محمد بن نايف بالفساد.

 

وقال أحد المصدرين إنهم يعدون وثائق ضده منذ مارس الماضي، مضيفا أن من يقفون خلف حملة تويتر يريدون "تشويه سمعته في الداخل".

 

وقال المصدر السعودي الثاني إن الحملة يبدو جليا أنها تلقى دعما من الحكومة، إذ عملت شخصيات بارزة مقربة من ولي العهد محمد بن سلمان على إبراز تلك التغريدات.

 

وتأتي عاصفة التغريدات في وقت أُدخل فيه الملك سلمان (84 عاما) إلى المستشفى في العاصمة الرياض أمس الاثنين وهو يعاني من التهاب في المرارة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية، ورفض مركز التواصل الحكومي التعليق أكثر على حالته.

 

 

وقبل الإطاحة به، كان يُنظر إلى بن نايف على أنه المنافس الأهم على العرش، فقد كان يسيطر على قوات الأمن في البلاد وطور علاقات وثيقة مع أجهزة استخبارات غربية ولا يزال يحظى بشعبية بين المحافظين الذين قام ولي العهد بتهميشهم.

 

في الغضون، أوردت عدة صحف سعودية، لها ثقلها في المملكة، الأحد تقريرا نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) الجمعة الماضي، ونقل عن مسؤولين سعوديين ووثائق حكومية القول إن الجبري كان يقود شبكة من المسؤولين الذين أهدروا 11 مليار دولار من أموال الحكومة من صندوق تابع لوزارة الداخلية.

 

هجوم "تويتري" على بن نايف

 

وكتب حساب "الردع السعودي" -وهو أحد الحسابات البارزة، والذي ينشر عادة تغريدات ذات محتوى مؤيد للحكومة، وله أكثر من 1.2 مليون متابع على تويتر- أن محمد بن نايف سمح "لشبكة الفساد التي يديرها الجبري بالعمل بالطرق المشبوهة".

 

ومنذ الجمعة، استخدمت آلاف الحسابات على تويتر وسمي "الهارب سعد الجبري"، و"فساد سعد الجبري".

 

ونفى خالد، نجل الجبري، بشدة تقرير وول ستريت جورنال، وقال إن والده لم تكن له أي سيطرة على الصندوق، وإن محمد بن نايف كانت له "وحده حرية التصرف فيه بتفويض واضح ومطلق من الملك عبد الله".

 

 

وكتب خالد نجل الجبري في رسالة هاتفية لرويترز قائلا إن حملة تويتر هي "انحراف عن مسار القصة الحقيقية، المتمثلة في أخذ أخيه وأخته رهائن، إلى جانب الاضطهاد غير القانوني والادعاءات الكاذبة".

 

وقال دبلوماسي مطلع إن تغريدات تويتر مهدت الطريق أمام السلطات السعودية لتوجيه اتهام إلى محمد بن نايف بالتورط في الفساد المنسوب إلى الجبري.

 

وقال المصدر السعودي الأول إن مساعدي محمد بن سلمان "يعملون على تسريع وتيرة الحملة" ضد محمد بن نايف والجبري قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل، في حال خسارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، الذي أعلن صراحة تأييده لابن سلمان.

 

وفي يونيو الماضي، قالت مصادر سعودية مطلعة لرويترز إن الأمير محمد بن سلمان يسعى لتوجيه اتهامات إلى محمد بن نايف تتعلق بمزاعم فساد خلال فترة توليه منصب وزير الداخلية، وكان يرغب في الحصول على وثائق كان بوسع الجبري الوصول إليها.

 

والتحركات ضد الأمير محمد بن نايف هي الأحدث ضمن سلسلة من الإجراءات التي ينظر إليها على أنها تستهدف ترسيخ قوة محمد بن سلمان داخل أسرة آل سعود الحاكمة، والتخلص من أي تهديدات محتملة لسلطته، قبل أن ينتهي به المطاف بخلافة الملك إثر وفاته أو تنازله عن العرش.

 

 

يذكر أن تقارير غربية، أكدت عبر مصادر سعودية وأمريكية أن لجنة مكافحة الفساد التابعة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان توشك على الانتهاء من تحقيق مُفصل في مزاعم فساد وخيانة بحق الأمير محمد بن نايف بعد مرور ٤ أشهر على اعتقاله.

 

اتهامات تلاحق بن نايف

وأضافت تلك التقارير، أن لجنة مكافحة الفساد تستعد لتوجيه اتهاما لولي العهد السابق ووزير الداخلية السابق محمد بن نايف بالاستيلاء على 15 مليار دولار عندما كان يدير برامج مكافحة الإرهاب في الوزارة.

 

وتقول اللجنة إن بن نايف حول الأموال المذكورة بشكل غير قانوني عبر شركات وهمية وحسابات خاصة، لكن الصحيفة أشارت إلى أن وثائق اطلعت عليها من مقربين من محمد بن نايف تبين أن الاتهامات الموجهة له كاذبة.

 

وتفيد الوثائق بأن أنشطة الصندوق المالية السرية حصلت على موافقة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، على الأقل في خطوطها العريضة، إذ صدر في العام 2007 مرسوم ملكي بالموافقة على أنشطة محمد بن نايف ضمن برامج مكافحة الإرهاب وعلى التقرير السنوي التفصيلي الخاص بالإنفاق على تلك البرامج.

 

 

وكان الأمير بن نايف يشغل في العام 2007 منصب مساعد وزير الداخلية، قبل أن يتولى بعد ذلك بسنوات إدارة الوزارة بين عامي 2012 و2017.

 

وفي أوائل مايو من العام 2013، رفع محمد بن نايف تقريرا للملك الراحل عبد الله يلخص الإنفاق السري على برامج محاربة الإرهاب برسم السنة المالية نفسها، ويطلب فيه الأمير الموافقة الملكية على مخصصات مالية بقيمة 5 مليارات ريال سعودي، ما يعادل 1.3 مليار دولار لتمويل 8 مشاريع.

 

وبعد ٣ أيام من رفع التقرير، جاءت موافقة الديوان الملكي على طلب بن نايف تمويل مشاريع، ومن بينها بناء مطار سري وشراء أسلحة.

 

عزل بن نايف

 

تجدر الإشارة إلى أنه في 21 من يونيو لعام 2017، وفي يوم غير عادي بالنسبة للسعوديين، أُعلن فيه عن إعفاء ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن نايف، من مناصبه الثلاثة، السياسية والأمنية، بعد ثلاثين شهراً تولّى فيها منصب ولاية العهد، واختيار الأمير محمد بن سلمان ليكون ولياً للعهد ونائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للدفاع.

 

وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أمراً ملكياً، وقتها، يقضي بإعفاء الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود من ولاية العهد ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ومنصب وزير الداخلية.

 

وجاء في الأمر الملكي الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، وقتها، أن الملك سلمان اختار الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيراً للدفاع، كما أصدر الملك سلمان أيضا أمراً ملكياً بتعيين الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزيراً للداخلية خلفا لـ بن نايف.

 

يشار إلى أنه قبل اعتقال ولي العهد السابق في السابع من مارس الماضي، برفقة عدد من الأمراء البارزين، من بينهم الأمير أحمد بن عبد العزيز الشقيق الأصغر للعاهل السعودي، كان الأمير محمد بن نايف قيد الإقامة الجبرية منذ الإطاحة به من ولاية العهد في يونيو 2017.

 

 

وفي مارس الماضي، أشارت تقارير صحفية إلى أن السلطات السعودية اتهمت الأمراء بالخيانة العظمى مضيفة بأنهم قد يواجهون عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة.

 

 

من هو محمد بن نايف؟

 

ولد محمد بن نايف بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود في مدينة جدة في الـ 30 من أغسطس من عام 1959.

 

وتولى محمد بن نايف مناصب عدة في السعودية، منها منصب النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الداخلية، كما رأس مجلس الشؤون السياسية والأمنية في المملكة.

 

وفي 29 نيسان أبريل 2015، عينه الملك سلمان وليا للعهد، ولكن في 21 يونيو 2017، قرر الملك سلمان عزله واستبداله كولي للعهد بابنه محمد بن سلمان. وقد جرد أيضا من كل مناصبه الأخرى.

 

ومحمد بن نايف هو ثاني أكبر أبناء نايف بن عبد العزيز، وله أخوان هما سعود وفهد. وأمه هي الجوهرة بنت عبد العزيز بن مسعد الجلوي المنحدرة من فرع الجلوي لآل سعود.

 

ووالد محمد من نايف كان واحدا ممن كان يطلق عليهم "السديريون السبعة" نسبة إلى والدتهم حصة بنت احمد السديري (وهم كل من الملك فهد ووزير الدفاع وولي العهد السابق سلطان وعبد الرحمن ووزير الداخلية والنائب الأول لرئيس الوزراء السابق نايف ونائب وزير الدفاع السابق تركي والملك الحالي سلمان ووزير الداخلية السابق أحمد).

 

 

درس محمد بن نايف في الولايات المتحدة، إذ انخرط في كلية لويس وكلارك، كما شارك في دورات أمنية نظمها مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي بين عامي 1985 و1988، كما تلقى تدريبا لدى وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة البريطانية بين عامي 1992 و1994.

 

عين محمد بن نايف في عام 1999 مساعدا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية، ويعترف كثيرون له بالفضل في نجاح جهود وزارة الداخلية في مكافحة الإرهاب. كما يراه كثيرون مهندس برنامج الحكومة السعودية للتصدي للإرهاب.

 

وعمل محمد بن نايف أيضا مديرا للدفاع المدني في السعودية أثناء توليه منصب مساعد وزير الداخلية.

 

وفي عام 2004، رقي إلى رتبة وزير، ليصبح الشخص الثاني في وزارة الداخلية.

 

وبعد تعيين أحمد بن عبد العزيز وزيرا للداخلية عقب وفاة نايف بن عبد العزيز في يوليو 2012، عين محمد بن نايف نائبا لوزير الداخلية.

 

وفي نوفمبر 2012، أصدر الملك الراحل عبد الله مرسوما نحى بموجبه أحمد بن عبد العزيز من منصبه وعين محمد بن نايف وزيرا للداخلية.

 

وفي فبراير 2014، كلف محمد بن نايف بمسؤولية النشاطات الاستخبارية السعودية في سوريا خلفا لبندر بن سلطان.

 

وفي 23 يناير 2015 أعلن أن الملك السعودي الحالي سلمان عين محمد بن نايف وليا لولي العهد، وفي 29 أبريل 2015، عين وليا للعهد بدل حامل المنصب السابق مقرن بن عبد العزيز.

 

ولكن محمد بن نايف نحي عن ولاية العهد في 21 يونيو 2017، وعين بدله محمد بن سلمان كما جرد من كل مناصبه، فقد عين عبد العزيز بن سعود وزيرا للداخلية.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان