رئيس التحرير: عادل صبري 08:20 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد تجدد الاشتباكات.. طبول الحرب تدق بين أرمينيا وأذربيجان

بعد تجدد الاشتباكات.. طبول الحرب تدق بين أرمينيا وأذربيجان

العرب والعالم

الحدود بين أرمينيا وأذربيجان

بعد تجدد الاشتباكات.. طبول الحرب تدق بين أرمينيا وأذربيجان

أيمن الأمين 14 يوليو 2020 13:15

تجددت المناوشات العسكرية على الحدود الملتهبة بين الجيش الأرميني والأذربيجاني، ما خلف العشرات من القتلى والجرحى.

 

وأعلنت وزارتا الدفاع في أذربيجان وأرمينيا، سقوط عدد من الجنود بين قتيل وجريح، في اشتباكات وقعت بمنطقة "توفوز" على الحدود بين البلدين، واتهم كل طرف منهما الآخر بالتعدي على أراضيه.

 

الأزمة الأذرية الأرمينية واحدة من الأزمات التي تربك منطقة القوقاز بأوراسيا، نظرًا لكون أذربيجان واحدة من ست دول مستقلة في منطقة القوقاز وتقع في مفترق الطرق بين أوروبا الشرقية وآسيا الغربية.

 

 

كما أن تلك المنطقة تحمل في طياتها الكثير من التعقيدات، نظرا لأهمية البلدين (أذربيجان وأرمينيا) وعلاقاتهما الخارجية مع (روسيا وإيران وتركيا) الحليف الأول لأذربيجان.

 

وتشهد الجمهوريتان -اللتان كانتا جزءا من الاتحاد السوفيتي السابق- نزاعا منذ أمد حول إقليم "ناغورني قره باغ" الذي انشق عن أذربيجان وتقطنه أغلبية أرمينية، رغم أن المواجهات الأخيرة وقعت على بعد 300 كيلومتر من ذلك الجيب الجبلي.

 

مواجهات عنيفة

 

واندلع تبادل إطلاق النار والقصف المدفعي بين البلدين في منطقة توفوز الأحد الماضي.

 

وأعلنت أذربيجان مقتل أربعة من جنودها وجرح أربعة آخرين في اشتباكات وقصف متبادل مع القوات الأرمينية عند المنطقة الحدودية المتنازع عليها بين البلدين.

 

 

وترأس الرئيس الأذري إلهام علييف جلسة طارئة لمجلس الأمن القومي لبحث أمر الاشتباكات الأخيرة.

 

من جانبه، أجرى وزير الخارجية ألمار محمد ياروف اتصالين هاتفيين مع كل من الرئيس المشارك لمجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الروسي إيغور بوبوف، والمبعوث الخاص لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أندرزيج كاسبرزيك.

 

وقدم محمد ياروف خلال المكالمتين معلومات حول الاشتباكات، مشيرا إلى أن بلاده تعتبر هذا الاستفزاز الجديد بمثابة اعتداء، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية.

 

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأرمنية أن قواتها ردت اليوم على قصف مدفعي على مواقع أرمينية على الحدود بين البلدين.

 

 

وقالت المتحدثة باسم الوزارة شوشان ستيبانيان في تصريحات صحفية إن جنودا أذريين قاموا بمحاولة اختراق موقع أمني أرميني باستخدام المدفعية، ولكن القوات المسلحة الأرمينية تصدت لهم.

 

من جهته، أعرب أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه البالغ إزاء التقارير التي تفيد بوقوع تبادل إطلاق نار، وبالأسلحة الثقيلة، على طول الحدود الدولية بين أرمينيا وأذربيجان.

 

وحث غوتيريش وفق ما ذكره مركز أنباء الأمم المتحدة، على الوقف الفوري للقتال، داعيا جميع المعنيين إلى اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع والامتناع عن الخطاب الاستفزازي.

 

بدورها، دعت الخارجية الروسية كلا البلدين إلى ضبط النفس، كما عبرت عن استعدادها للمساهمة في تطبيع الوضع بينهما.

 

خارجية تركيا

 

كما قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قبل يوم، إن "على أرمينيا أن ترجع إلى صوابها وتلتزم بالتعقل، وتكف عن الاعتداء على أراضي أذربيجان".

 

وأوضح جاويش أوغلو في مقابلة مع قناة "تي آر تي" الحكومية، أن تركيا تقف بكافة إمكاناتها إلى جانب أذربيجان، وأنها لا تقبل أبدا الهجمات الأرمينية على الأراضي الأذرية.

 

 

وتتهم أذربيجان جارتها أرمينيا باحتلال نحو 20% من الأراضي الأذرية منذ عام 1992، والتي تضم إقليم "قره باغ" الذي يتكون من خمس محافظات، وخمس محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام"، و"فضولي".

 

ويقع إقليم "ناغورني قره باغ" وهو جيب جبلي داخل أذربيجان، تحت إدارة سكان منحدرين من أصل أرميني أعلنوا استقلاله خلال صراع بدأ مع انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

 

وبالرغم من اتفاقٍ لوقف إطلاق النار جرى إبرامه عام 1994، فإن أذربيجان وأرمينيا لا تزالان تتبادلان الاتهامات بشن هجمات حول الإقليم الانفصالي وعلى الحدود بينهما.

 

 تاريخ النزاع

 

 

ويشار إلى أن إقليم ناغورني قراباغ (قراباغ الجبلية) ذي الحكم الذاتي المتكون من 5 محافظات صغيرة مع السكان الأرمن والأذربيجانيين داخل جمهورية أذربيجان أنشئ للحل الجزئي لمزاعم الأرمن على أراضي أذربيجان بقرار من الزعيم السوفييتي ستالين.

 

وبعد معاهدتي جولستان وتركمانتشاي بين روسيا ودولة القاجاريين بدأت عملية توطين الأرمن في الأراضي الأذربيجانية ومنها قراباغ الجبلية للاستفادة منهم فيما بعد كأداة التأثير على الدولة الأذربيجانية المسلمة لقطع علاقاتها من تركيا. وفي النتيجة تفوق عدد السكان الأرمن من عدد الأذربيجانيين في قراباغ.

 

وجرت الحرب العنيفة بين أرمينيا وأذربيجان في الفترة ما بين 1991-1994 حول إقليم قاراباغ الجبلي الأذربيجاني وأسفرت هذه الحرب عن احتلال أرمينيا  20% من أراضي أذربيجان بما فيها إقليم قاراباغ الجبلي وال7 محافظات المحيطة بها (لاتشين وكلباجار وأغدام وفضولي وجبرائيل وقوبادلي و زانكيلان) من قبل القوات المسلحة الأرمينية ونزوح أكثر من مليون شخص عن مسقط رؤوسهم. ووضع توقيع اتفاق بشكيك لوقف إطلاق النار حدا لاستمرار العمليات العسكرية بين الطرفين.

 

وتعمل حاليا مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا على تسوية صراع قاراباغ الجبلي، وتم تأسيس هذه المجموعة في 24 مارس 1992 أثناء اجتماع المجلس الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في هلسنكي. تضم المجموعة أذربيجان وأرمنيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وايطاليا وألمانيا وتركيا وبلاروس وفنلندا والسويد.

 

 

ومنذ ديسمبر 1996 بدأت مؤسسة الرؤساء المشاركين المؤلفة من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا نشاطها نحو تسوية الصراع.

 

وأصدر مجلس الأمن عام 1993 أربعة قرارات رقم 822 و853 و874 و884 التي تطالب بانسحاب القوات المسلحة الأرمينية الكامل وغير المشروط من جميع الأراضي المحتلة الأذربيجانية.

 

وبالإضافة إلى ذلك هناك قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة والجمعيات العامة للاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من المنظمات الدولية التي تثبت حقيقة احتلال أراضي أذربيجان وتطالب كذلك بانسحاب جيش الاحتلال الفوري منها ولكن أرمينيا ما زالت لا تعبأ بها.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان