رئيس التحرير: عادل صبري 12:44 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

ليبيا| واشنطن تلوح بمعاقبة حفتر.. ومعركة سرت تنتظر الطلقة الأولى؟ (فيديو)

ليبيا| واشنطن تلوح بمعاقبة حفتر.. ومعركة سرت تنتظر الطلقة الأولى؟ (فيديو)

العرب والعالم

قتال في ليبيا

ليبيا| واشنطن تلوح بمعاقبة حفتر.. ومعركة سرت تنتظر الطلقة الأولى؟ (فيديو)

أيمن الأمين 13 يوليو 2020 10:55

"تحشيد ووعيد وترهيب".. عبارات ترسم حال محيط مدينة سرت الليبية، والتي لم يعد يسمع فيها سوى نداءات الحرب من كلا الطرفين (حكومة الوفاق وقوات خليفة حفتر).

 

وفي هذا السياق حذرت السفارة الأمريكية في ليبيا، في بيان، أمس الأحد، من أن "أولئك الذين يقوّضون الاقتصاد الليبي ويتشبثون بالتصعيد العسكري سيواجهون العزلة وخطر العقوبات".

 

الأوضاع في ليبيا، تحديدا عند خطوط التماس بين قوات الوفاق وقوات لخليفة حفتر، لم تعد مطمئنة، تزامنا مع حالة التحشيد العسكري الذي لم يتوقف منذ فترة ليست بالقصيرة.

 

آخر المستجدات

وعلى صعيد آخر المستجدات الميدانية بمحيط سرت، أعلنت قوات حكومة الوفاق أنها ستعزز منظومتها الدفاعية استعدادا لمعركة محتملة في مدينة سرت، وسيتم تشكيل قوة مشتركة لتأمين المنطقة الغربية عقب طرد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر منها.

 

وقال آمر غرفة عمليات سرت والجفرة، التابعة لحكومة الوفاق، العميد إبراهيم بيت المال أمس الأحد إن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج وقادة عسكريين اتفقوا خلال اجتماع عُقد السبت في طرابلس على زيادة الدعم الفني لمحاور القتال غرب سرت، وتحسين المنظومة الدفاعية بشكل أكبر وأوسع.

 

وأضاف بيت المال -على صفحة غرفة عمليات سرت الجفرة بموقع فيسبوك- أن ذلك جاء بعد رصد تعزيزات لقوات حفتر في المنطقة الواقعة بين سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس) والجفرة.

 

وكان السراج قد ناقش مع آمري المناطق العسكرية الغربية وطرابلس والوسطى، وآمر غرفة عمليات سرت الجفرة؛ الوضع العسكري في البلاد بشكل عام، وجاهزية القوات في مختلف المناطق، وسير العمليات في منطقة سرت الجفرة، إضافة إلى مراجعة إجراءات تأمين المناطق المحررة.

 

وبحث الاجتماع تنظيم المؤسسة العسكرية، وآليات تنفيذ برنامج دمج واستيعاب التشكيلات العسكرية المساندة، وبرامج تطوير القدرات العسكرية الدفاعية لقوات الوفاق، في إطار برامج الشراكة مع عدد من الدول الصديقة.

 

 

وعقد اجتماع السراج والقادة العسكريين في وقت تواصل فيه قوات حكومة الوفاق تعزيز قواتها غرب مدينة سرت تحسبا لمعركة يقول ناشطون ليبيون في مواقع التواصل إنها على الأبواب. كما يأتي ذلك في مقابل استمرار قوات حفتر في تعزيز مواقعها بالمدينة، مدعومة بمجموعات مسلحة سودانية وتشادية، بالإضافة إلى المرتزقة الروس من شركة "فاغنر".

 

وكانت قوات الوفاق عقب سيطرتها على ضواحي طرابلس الجنوبية ومدينة ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرق العاصمة) مطلع يونيو الماضي؛ بدأت التوجه نحو مدينة سرت، بيد أن خطوط المواجهة لم تتغير منذ ذلك الوقت.

 

وفي حين يؤكد مسؤولون ليبيون تصميم حكومة الوفاق على استعادة سرت وقاعدة الجفرة، تحاول قوى دولية تجنب تصعيد عسكري جديد في ليبيا، في الوقت الذي تسعى فيه دول داعمة لحفتر لثني الحكومة الليبية المعترف بها دوليا عن التقدم شرقا، بعد وصول قواتها إلى ضواحي سرت.

 

 

وفي وقت سابق، نشرت غرفة عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق الوطني صورا قالت إنها متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي عن حشود لقوات حفتر بعربات مسلحة ومنظومتي دفاع جوي من نوع "بانتسير" روسية الصنع.

 

وأضافت عملية "بركان الغضب" -على صفحتها في فيسبوك- أن هذه التعزيزات العسكرية لقوات حفتر متجهة إلى مدينة سرت، التي تسيطر عليها قوات حفتر المدعومة بمرتزقة شركة "فاغنر" الروسية، والجنجويد وسوريين.

 

وفي هذا السياق، قال الناطق باسم غرفة عمليات سرت والجفرة التابعة لحكومة الوفاق الوطني العميد عبد الهادي دراه أمس إن بعض الدول التي تدّعي أنها تريد استقرار ليبيا وأمنها ما تزال مستمرة في دعمها لحفتر.

 

وأضاف دراه أن منظومتي بانتسير روسية الصنع وصلتا إلى مدينة سرت (وسط ليبيا)، بالإضافة إلى عتاد ومعدات عسكرية محملة على شاحنات دخلت قاعدة القرضابية (جنوبي سرت).

 

 

في المقابل، قال المتحدث باسم قوات حفتر، اللواء أحمد المسماري، إن قواته جاهزة بشكل كامل لصد أي هجوم للأتراك والمرتزقة على سرت والجفرة، مشيراً إلى أن الأمن القومي الليبي يعد مرتبطاً بشكل وثيق بالأمن القومي المصري.

 

وأضاف المسماري في تصريحات تلفزيونية، أن مصر والسعودية والإمارات والأردن من أكثر الدول دعماً للشعب والجيش الليبي، منوهاً أن الجيش الوطني جاهز لإنهاء أي احتلال تركي في ليبيا.

 

ووفق وسائل إعلام عربية، فقد أكد المسماري أن تركيا تستهدف سرت والجفرة لما لديها من أطماع في ثروات وأموال ليبيا، مردفاً أن المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس حاولت تضليل الجميع بإعلان رفع حالة القوة القاهرة عن تصدير النفط الليبي بعد أن وجهت تركيا أوامر للمرتزقة والميليشيات لمهاجمة سرت والجفرة.

 

وقال الناطق باسم الجيش الليبي إن تركيا قامت بنقل 17 ألف مرتزق سوري إلى طرابلس، وعدد من الإرهابيين، فضلاً عن تزويدهم بالأسلحة الثقيلة، مضيفاً أن جماعة الإخوان الليبية هي المسيطرة على مفاصل الغرب الليبي بالتنسيق مع الإخوان في تركيا، وفق قوله.

 

وتابع المسماري أن عناصر ليبية متشددة هي التي تتصدر المشهد في طرابلس على عكس الجيش الليبي الذي يقاتل من أجل السلام في ليبيا، متهماً النظام التركي بأنه يسعى للتحكم في خطوط الغاز في مليتة غرب البلاد، مؤكداً أن أردوغان يريد وضع أوروبا في كماشة "على حد وصفه"، كما يسعى لاستخدام التنظيمات الإرهابية لاستهداف أمن واستقرار ليبيا.

 

وشدد على أن القوات المسلحة الليبية تحظى بتأييد شعبي من القبائل الليبية الوطنية، في الوقت الذي تعد فيه قبائل ليبيا هي أساس المجتمع الليبي وهي الداعم الرئيس لقوات الجيش الوطني.

 

 

في السياق، أكد نائب وزير الخارجية الروسى، سيرجى فرشينين، أن بلاده تعتبر أن وقف إطلاق النار في ليبيا خطوة أولى نحو التسوية السياسية، وقال نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات صحفية اليوم الاثنين: "نحن مع إيجاد تسوية سياسية في ليبيا، وندعم جهود ممثلي الأمم المتحدة، نعتبر العمل بقرار وقف إطلاق النار كخطوة أولى من شأنه أن يهيئ الظروف للاتصال بين جميع الأطراف".

 

يُذكر أن سيرجي فيرشينين قد قال في السادس من يوليو الجاري: "إن الوضع على الأرض في ليبيا معقد للغاية ومربك، وجهودنا تركز على الحوار مع جميع الأطراف الليبية وتشجيعها على التوصل إلى حلول مقبولة للطرفين، من الضروري زيادة فعالية مهمة الأمم المتحدة".

 

من جهتها، قالت الولايات المتحدة إن التدخل الأجنبي وغارات مرتزقة فاغنر الروس على حقول النفط من شأنها زيادة خطر المواجهة العسكرية في ليبيا.

 

 

وحذرت السفارة الأمريكية في ليبيا، في بيان، أمس الأحد، من أن "أولئك الذين يقوّضون الاقتصاد الليبي ويتشبثون بالتصعيد العسكري سيواجهون العزلة وخطر العقوبات".

 

وأعربت السفارة عن انزعاجها وأسفها تجاه "الجهود المدعومة من الخارج ضدّ القطاعين الاقتصادي والمالي الليبي والتي أعاقت التقدم وزادت من خطر المواجهة".

 

وأضافت السفارة الأمريكية أن "غارات مرتزقة فاغنر على مرافق المؤسسة الوطنية للنفط، وكذلك الرسائل المتضاربة المصاغة في عواصم أجنبية، والتي نقلتها ما تسمّى بالقوات المسلحة العربية الليبية في 11 يوليو، أضرّت بجميع الليبيين".

 

 

وتعيش ليبيا حالة من الفوضى منذ الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي في 2011، وأصبح شرقها تحت سيطرة قوات حفتر، وغربها في أيدي حكومة الوفاق الوطني.

 

ولم ينجح الهجوم الذي شنته قوات حفتر للسيطرة على طرابلس في تحقيق الغرض منه.

 

وتراجعت قوات الجنرال الليبي في الآونة الأخيرة، بعدما خسرت العديد من المناطق الحيوية، لعل أهمها قاعدة الوطية العسكرية، ومدينة ترهونة وبعض المناطق الأخرى.

 

في حين يسعى فرقاء ليبيا في حشد قواتهم بمحيط مدينة سرت وقاعدة الجفرة، استعدادا لمواجهات عسكرية محتملة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان