رئيس التحرير: عادل صبري 08:34 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

هل تُنقذ الصين لبنان من أزمته الاقتصادية؟

هل تُنقذ الصين لبنان من أزمته الاقتصادية؟

العرب والعالم

سفير الصين ببيروت وانغ كه جيان يقدم هدية لوزير الثقافةاللبناني عباس مرتضى

هل تُنقذ الصين لبنان من أزمته الاقتصادية؟

حسام محمود 11 يوليو 2020 15:00

"الصين تريد أن تصبح المنقذ للبنان"..

تحت هذا العنوان نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرا حول مدى استعداد الصين لمد يد العون إلى لبنان لإنقاذه من أسوأ أزمة اقتصادية يمر بها في تاريخه.

 

وتناولت المجلة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإليكتروني دعوة بعض المسئولين للتوجه نحو الصين للحصول على المساعدات اللازمة للخروج من نفق الأزمة الاقتصادية الحالية، بدلا من السعي خلف صندوق النقد الدولي الذي تعثرت المفاوضات معه.

 

ويواجه لبنان أزمة مالية حادة ينظر إليها على أنها أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و 1990.

 

وتبددت الآمال في التوصل إلى اتفاق سريع مع صندوق النقد الدولي لانتشال لبنان من أزمته إذ تعقدت المحادثات بخلاف بين الحكومة والبنك المركزي على حجم الخسائر في النظام المالي.

للتعرف على مدى استعداد الصين لإنقاذ لبنان طالع ما جاء عن هذا في التقرير:

 

مطعم "ليتيل تشينا" هو المؤسسة الأبرز في بيروت التي تقدم الطعام الصيني الأصيل، إلى جانب كونها مكان التجمع المنتظم للأشخاص من ذوي الأصول الصينية. كما أنها ترمز إلى الدور الهامشي للصين في الحياة اللبنانية بشكل عام.

 

لكن لو مضى حسن نصر الله زعيم جماعة حزب الله في طريقه ربما يتغير هذا قريبا.

فقد أعلن نصر الله مؤخرا في خطاب متلفز أن لبنان يجب أن "ينظر شرقا" للصين للخلاص من أزمته الحالية.

 

وكان مضمون الخطاب واضحا: لبنان لا ينبغي أن يتوجه لصندوق النقد الدولي من أجل الحصول على مساعدات.

 

لكن نصر الله ليس الوحيد بين صانعي السياسة اللبنانيين الذين يعتقدون أن الدولة ربما لا يكون أمامها خيار قريبا سوى دخول مدار الصين السياسي والاقتصادي.

 

فبعد فترة وجيزة من اقتراح حزب الله التحول إلى جلب استثمارات من الصين، بدلا من خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي، باعتباره العلاج الناجع للأزمة الاقتصادية في لبنان، التقى رئيس الوزراء اللبناني بالسفير الصيني لطلب المساعدة من الصين وتوسيع التعاون الاقتصادي.

 

ويرى محللون سياسيون أنه في حال حدث هذا فيمكن أن يمثل فصلا جديدا وغير مؤكد في تاريخ الدولة.

 

فالصين على الرغم من حضورها السياسي التاريخي المحدود في المنطقة إلا أنها على أهبة الاستعداد ومستعدة لتحل محل الولايات المتحدة كفاعل خارجي مهيمن على المنطقة.

 

وتحاول الشركات الصينية إطلاق مشروعات ضخمة في لبنان منذ ما يقرب من عقد، وتحرص بشكل خاص على الاستثمار في مجال البنية التحتية في لبنان.

 

وحاليا 40% من الواردات اللبنانية قادمة من الصين وخلال سنوات الأخيرة عززت بكين العلاقات الثقافية بإنشاء مركز موسيقي جديد في بيروت.

 

وأرسلت مساعدة عسكرية لبيروت أثناء حرب لبنان في 2006 ضد إسرائيل، ونشرت فيما بعد قوات حفظ سلام.

 

 وخلال فترة وباء كورونا مارست الصين الدبلوماسية الناعمة وقدمت للبنان مساعدات طبية تضمنت معدات الفحص.

 

وفي ذروة تفشي الفيروس التاجي في لبنان، رتب كبار الأطباء في البلاد لإجراء مؤتمرات عبر الإنترنت مع نظرائهم الصينيين للحصول على معلومات حول أفضل السبل للتعامل مع الأزمة الصحية.

 

وقال المحل السياسي اللبناني سامي نادر:" الاستثمارات الصينية ستؤتي ثمارها خلال 5 أو 6 سنوات، ولكن وقتها سيكون لبنان ميت"، مشيرا إلى حاجة لبنان الفورية للأموال لحل الأزمة المالية.

 

وأضاف:" نحتاج سيولة الآن، نحتاج قرض من صندوق النقد."، متسائلا :" وكيف تتوقع الصين أن نسدد لها؟".

 

وردا على هذا التساؤل، قال شين دينجلي الخبير البارز في السياسة الخارجية الصينية إن:" الصين لا تحتاج من كل دولة تساعدها أن تسدد القرض وتستطيع أن تتحمل الكلفة لتصبح قوة ناعمة توسع نفوذها الخارجي".

 

وأضاف:" عندما كنا فقراء، الولايات المتحدة ساعدتنا نحن نتذكر هذا. الآن نحن في وضع لمساعدة الآخرين"، مشيرا إلى رغبة الصين في أن تصبح الولايات المتحدة القادمة.

 

واستطرد "على سبيل المثال، يمكننا تقديم بضع مئات الملايين من الدولارات للدول التي لديها استعداد لدعمنا في قضية تايوان على المستوى الدولي".

 

النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان