رئيس التحرير: عادل صبري 08:30 صباحاً | الثلاثاء 19 مارس 2024 م | 09 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

ربع قرن على مذبحة سريبرينيتسا.. جرح المسلمين لا يزال نازفًا

ربع قرن على مذبحة سريبرينيتسا.. جرح المسلمين لا يزال نازفًا

العرب والعالم

البوسنة تحيي ذكرى مجزرة سريبرينيتسا

ربع قرن على مذبحة سريبرينيتسا.. جرح المسلمين لا يزال نازفًا

إسلام محمد 09 يوليو 2020 17:58

قبل 25 عامًا، قتل 8 آلاف مسلم في سريبرينيتسا عند سقوطها في أيدي قوات صرب البوسنة في 11 يوليو 1995.

 

وصنفت المحكمة الجنائية الدولية ما جرى كـ«مجزرة»، وهذه المأساة هي أكبر مذبحة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ورغم مرور ربع قرن على المجزرة، إلا أن الجرح لا يزال نازفا، في نفوس ذوي الضحايا الذين يبحثون عن تحقيق العدالة.

 

ومثلت المجزرة منعطفًا في حرب البوسنة التي واجه خلالها البوسنيون والصرب والكروات بين 1992 و1995، وأودت بحياة أكثر من 100 ألف شخص وخلفت 2,2 مليون لاجئ ونازح.

 

ومنذ بداية الحرب في البوسنة أبريل 1992، فرضت قوات صرب البوسنة حصارًا على سريبرينيتسا، وهي مدينة ذات غالبية مسلمة في شرق البوسنة.

 

وفي محاولة لمنع سقوط المدينة في أبريل 1993، أعلنت الأمم المتحدة الجيب الممتد 148 كيلو مترًا مربعًا "منطقة آمنة" ونشرت عناصر من الخوذ الزرق لتأمين الحماية.

 

لكن في 11 يوليو 1995، سقطت المنطقة في أيدي قوات الجنرال راتكو ملاديتش، القائد العسكري لصرب البوسنة الذي كان يسعى على غرار توأم روحه السياسي رادوفان كاراديتش إلى تأسيس "جمهورية صربية" نقيّة إتنيا.

 

وبسبب ضعف تسليحهم وافتقادهم لدعم جوي، انسحب أصحاب الخوذ الزرق الهولنديين (فوربرونو) إلى قاعدتهم المجاورة في بوتوتشاري حيث تدفق آلاف المدنيين الباحثين عن الحماية.

 

وفي الأيام التالية، فصلت قوات صرب البوسنة الرجال والفتيان المسلمين عن النساء قبل أن يقتادوهم في شاحنات وحافلات لإعدامهم، وقبض على مئات الرجال الذين فروا إلى الغابات وجرى قتلهم.

 

استعملت الجرافات لدفن الجثث في مقابر جماعية، لكن فتحت لاحقا أغلب القبور ونقلت الجثث لإخفاء حجم الجريمة.

 

شملت المجزرة أكثر من 8 آلاف ضحية خلال بضعة أيام، وسريعًا جمعت منظمات إنسانية عدة شهادات من الفارين حول الإعدامات التي ارتكبتها قوات ملاديتش.

 

وحتى اليوم، جرى التعرف على 6880 جثة وجرى دفنها، وورت 6643 منها الثرى في المركز التذكاري في بوتوتشاري و237 في مقابر أخرى بمنطقة سريبرينيتسا.

 

وأصدرت العدالة الدولية ومحاكم البوسنة وصربيا 51 إدانة، 20 منها بتهمة الإبادة.

 

وأعلى مسؤول خضع للمحاسبة، بعد وفاة الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوزوفيتش أثناء محاكمته عام 2006، هو رادوفان كاراديتش الذي دانته المحكمة الجنائية ليوغوسلافيا السابقة في طور الاستئناف عام 2019 بالسجن مدى الحياة.  

وحكم القضاء الدولي بالسجن مدى الحياة على راتكو ملاديش عام 2017، وينتظر أن يُحكم في الاستئناف من طرف آلية المحاكم الجنائية الخاصة التي عوضت المحكمة الجنائية ليوغوسلافيا السابقة بعد إغلاقها في2017

 

واتهم المجتمع الدولي باستمرار بالتخلي عن الضحايا، خاصة عبر عدم إصدار قرار بتنفيذ ضربات جوية.

في تقرير نشر للعموم في 2000، ألقى الأمين العام للأمم المتحدة حينها كوفي عنان، باللوم على كامل الأسرة الدولية لفشلها في حماية سريبرينيتسا.

بعد ذلك بعام، خلص تقرير لجنة تحقيق شكلتها الجمعية الوطنية الفرنسية إلى تحميل المسئولية للصرب، وكذلك للأمم المتحدة ودول، من بينها فرنسا، شاركت في عمليات حفظ السلام في البوسنة.

 

ويبقى دور عناصر الخوذ الزرق الهولنديين الذين يتعرضون باستمرار إلى النقد، موضوعًا حساسًا في هولندا، ويؤكّد عسكريون سابقون أن ما حدث سيرافقهم إلى الأبد.

 

استقالت الحكومة الهولندية عام 2002 عقب نشر تقرير يحملها مسؤولية حيال مجزرة سريبرينيتسا.

ونظرت العدالة الهولندية في عدة قضايا مرتبطة بالمجزرة، رفعتها خاصة "أمهات سريبرينيتسا"، وهي جمعية مقربة من الضحايا.

 

وأقرت الدولة الهولندية عام 2014 مدنيا بالمسؤولية عن موت 350 مسلمًا لجأوا إلى بوتوتشاري، لكن برأت المحكمة العليا الدولة جزئيا في 2019، واعتبرت أنه لا يمكن إثبات مسؤوليتها إلاّ بشكل محدود.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان