رئيس التحرير: عادل صبري 12:39 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

آيا صوفيا.. جبهة صراع جديدة بين روسيا وتركيا (فيديو)

آيا صوفيا.. جبهة صراع جديدة بين روسيا وتركيا (فيديو)

العرب والعالم

آيا صوفيا

آيا صوفيا.. جبهة صراع جديدة بين روسيا وتركيا (فيديو)

أيمن الأمين 07 يوليو 2020 14:01

بنهاية الأسبوع المُقبل، وتحديدا في 17 يوليو الجاري، تحسم المحكمة الإدارية العليا في تركيا، الدعوى المرفوعة من جمعية الأوقاف والآثار التاريخية والبيئية بإعادة متحف آيا صوفيا، إلى وضعه الأول كمسجد، الأمر الذي تحركت بسببه قوى دولية، لقطع الطريق أمام حكم قد يصدر لصالح رافعي الدعوى.

 

فوسط غضب لبعض الدول الأوروبية، بدأت ملامح أزمة جديدة بين موسكو وأنقرة، بعدما حث مسؤولون روس والكنيسة الأرثوذكسية الروسية تركيا على توخي الحذر حيال المساعي لإعادة متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، باعتبار أن له "قيمة مقدسة" لدى الروس.

 

 

وأعرب رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل الأول عن "قلقه العميق" للتفكير في الخطوة، واصفا آيا صوفيا "بأحد أعظم آثار التراث المسيحي".

 

وقال في بيان إن "أي تهديد يحيط بآيا صوفيا هو تهديد لكامل الحضارة المسيحية، وبالتالي لقيمنا الروحية وتاريخنا".

 

وتابع بأن آيا صوفيا يشكل بالنسبة لكل شخص روسي أرثوذكسي مزارا سياحيا، مطالبا السلطات التركية بتوخي الحذر.

 

وأشار إلى أن تغيير "الوضعية الحيادية" الحالية للمبنى التاريخي، سيتسبب "بألم عميق" للشعب الروسي.

 

 

من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنّ مستقبل الموقع التاريخي مسألة تركية داخلية، لكنه أعرب عن أمله في "أن يؤخذ بعين الاعتبار" وضع آيا صوفيا كموقع تراث عالمي.

 

وأوضح أن الكاتدرائية السابقة كانت "فريدة من نوعها" ولها "قيمة مقدسة" لدى الروس.

 

وحُوّلت كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد مع فتح العثمانيين للقسطنطينية عام 1453، ثم صارت متحفا عام 1935 على أيدي رئيس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، بهدف "إهدائها إلى الإنسانية".

 

وسبق أن اقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إعادة المبنى الأثري المدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، إلى مسجد مرة أخرى.

 

في السياق، وجه مجلس الدوما الروسي (الغرفة السفلى في البرلمان)، اليوم الثلاثاء، مناشدة مباشرة إلى الجمعية الوطنية الكبرى التركية فيما يتعلق بالنظر في تغيير وضع متحف الكاتدرائية آيا صوفيا في إسطنبول.

 

 

وجاء في الرسالة الموجهة إلى مجلس النواب التركي النص التالي: "نطلب من زملائنا، نواب الجمعية الوطنية الكبرى التركية، إجراء دراسة شاملة للوضع ونحث عند اتخاذ قرار بشأن وضع متحف آيا صوفيا في إسطنبول، على إظهار الحكمة وعدم مراجعة قرار مؤسس تركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك، الذي حوّل آيا صوفيا على مدى عقود إلى رمز للسلام والموافقة بين الأديان".

 

ونظرت محكمة تركية في وقت سابق من هذا الأسبوع في قضية، تستهدف تحويل المبنى إلى مسجد مرة أخرى، وسيعلن الحكم في وقت لاحق من الشهر الجاري.

 

ورُفعت القضية من جانب منظمة غير حكومية، تهدف للحفاظ على الآثار التاريخية، وتشكك في قانونية القرار الذي صدر في عام 1934، في الأيام الأولى للدولة العلمانية التركية الحديثة تحت حكم مصطفى كمال أتاتورك، بتحويل آيا صوفيا من مسجد إلى متحف.

 

ووصف أردوغان الأسبوع الماضي انتقاد التحويل المحتمل لهذا الأثر التاريخي، بأنه هجوم على سيادة تركيا.

 

 

المعارضة التركية من جهتها صنفت القضية ضمن أجندات أردوغان لتعزيز شعبيته المتراجعة بين الإسلاميين والقوميين، فالقضية ليست جديدة وإنما  يتم إثارتها وفق مواقيت سياسية لتخفت بعدها مباشرة.

 

ويجمع مراقبون على أن القضية سياسية بامتياز وليست دينية، في حين يؤكد آخرون أن من حق تركيا تحويل المتحف إلى مسجد، وأن هذا من صميم السيادة التركية.

 

وفي يونيو الماضي رفض البرلمان التركي مشروع قانون يسعى لتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد، رغم حماس أردوغان لهذه الخطوة، إلا أن القضية الآن بيد القضاء.

 

 

ومنذ إعلان تركيا نيتها تحويل آيا صوفيا إلى مسجد تواترت الانتقادات من بعض البلدان الغربية.

 

وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو علق قائلا "نحث السلطات التركية على أن تواصل الحفاظ على آيا صوفيا كمتحف، بوصفه تجسيدا لالتزامها باحترام التقاليد الدينية والتاريخ الغني.

 

كما أعربت روسيا عن أملها بأن تأخذ تركيا في الاعتبار الأهمية العالمية لـ "آيا صوفيا" عند البت في مستقبل هذا النصب التاريخي.

 

بينما قالت اليونان، إن تركيا تخاطر بارتكاب "فجوة وجدانية ضخمة" مع الدول المسيحية إذا مضت قدمًا في مقترح لتحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد.

 

 

وبالعودة إلى تاريخ العلاقات بين أنقرة وموسكو، فإنه يمكن القول بأن العلاقات الروسية التركية لطالما شهدت توترات كبيرة في السنوات الأخيرة.

 

آخر التوترات بين أنقرة وموسكو، كانت بسبب خلافات حول الملفين الليبي والسوري.

 

وتوترت العلاقات مؤخرا، حين جددت أنقرة رفضها ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم، وتأكيدها على دعم وحدة تراب أوكرانيا وسيادتها على أراضيها.

 

وأعاد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، التأكيد على عدم اعتراف بلاده بضم روسيا لشبه جزيرة القرم.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان