رئيس التحرير: عادل صبري 06:20 مساءً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

مستشار أوباما السابق: علينا تقبل نهاية أمريكا كقوة عظمى

مستشار أوباما السابق: علينا تقبل نهاية أمريكا كقوة عظمى

العرب والعالم

اضطرابات في الولايات المتحدة بسبب احتجاجات "حياة السود مهمة"

صحيفة سويسرية

مستشار أوباما السابق: علينا تقبل نهاية أمريكا كقوة عظمى

احمد عبد الحميد 05 يوليو 2020 20:00

في مقابلة مع صحيفة نويه تسوريشر تسايتونج السويسرية، قال روبرت مالي، مستشار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ورئيس مجموعة الأزمات الدولية الحالي: "علينا أن نتقبل نهاية أمريكا كقوة عظمى وهذا ليس سيئًا بالضرورة".

 

وأوضح " مالي" أن العالم أصبح أكثر خطورة وفوضوية في زمن كورونا، لافتًا أن الصراعات العالمية تتزايد، والدبلوماسية تسير بشكل عشوائي.

 

روبرت مالي، مستشار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ورئيس مجموعة الأزمات الدولية الحالي

 

واستطرد رئيس مجموعة الأزمات الدولية:  "نحن الآن في مرحلة انتقال إلى نظام جديد يتأثر بعدة عوامل، منها التراجع النسبي للولايات المتحدة، والنمو النسبي للصين، وتعزيز بعض اللاعبين الإقليميين الذين يبحثون أيضًا عن مكان في هذا العالم الجديد".

 

 وأضاف: "كل هذا يعني عدم اليقين والحسابات الخاطئة التي تجعل هذا العالم أكثر خطورة وفوضوية مما كان عليه منذ فترة".  

 

وأشار المحامي الأمريكي البارز إلى أن مرحلة الانتقال بين النظام العالمي الذي يحتضر والنظام الجديد الناشئ بالغة الخطورة، لأن هناك دائمًا أطراف تحاول الاستفادة مما تعتبره فراغًا نسبيًا، ولا تتعظ من الماضي، بل تشيطن الحاضر.

 

ونوه بأن ما يجري الآن في العالم هو تزايد الفوضى والعنف مع نشوب عدد كبير من الصراعات في ظل غياب الأسس بشأن كيفية ترتيب العالم الجديد.

 

واستدرك السياسي الأمريكي أن وضع مجلس الأمن الراهن يعكس حالة العلاقة بين القوى العالمية، ولذلك ليس مستغربًا أن المجلس التابع للأمم المتحدة لم يعد يؤثر حاليًا في وقت التنافس الشديد.

 

على سبيل المثال، كان الأكثر لفتاً للانتباه هو تأرجح مجلس الأمن في غضون جائحة كورونا، فكم استغرق من الوقت للاتفاق ثم الدعوة إلى وقف عالمي لإطلاق النار؟

 

وعن التوتر الراهن بين أمريكا والصين، لفت مستشار الرئيس السابق أوباما إلى أن التنافس سيظهر بينهما في العديد من المجالات، مثل الفضاء السيبراني والتجارة والتسليح، مرجحًا حدوث اشتباكات عرضية بين القوتين العظميتين، على سبيل المثال في بحر الصين الجنوبي، مما يخلق جوًا متوترًا للغاية.

 

وتطرق رئيس مجموعة الأزمات الدولية إلى أزمات الشرق الأوسط، موضحًا أن القضايا المتفجرة حاليًا مثل "الحرب الأهلية في ليبيا"، و"العلاقات المتوترة بين إيران والولايات المتحدة"، و"الكارثة الإنسانية الأسوأ في العالم التي تحدث في اليمن"، يصعب حلها في ظل وباء كورونا الذي يعرقل المضي قدمًا في الخطوات الدبلوماسية ويسرع تطورات الأحداث.

 

ومضى مالي قائلًا: " كوفيد-19 يعقد الدبلوماسية لأسباب واضحة، فلا تزال الاجتماعات الدبلوماسية جارية، ولكن في ظل قيود حقيقية، على سبيل المثال، توقفت الجهود المبذولة لبدء محادثات السلام في أفغانستان في وقت حرج، وتعطلت أيضًا المحادثات حول سوريا واليمن".

 

وزاد السياسي البارز: "انخفضت فعالية الدبلوماسية لحل النزاعات في السنوات الأخيرة، بينما نشهد الآن فترة انتقالية بدون إرشادات وقواعد عالمية واضحة، وبالنظر إلى الأزمة الاقتصادية جراء  الوباء، نخشى أن تكون البلدان أقل استعدادًا لتزويد الدول المتضررة بالمساعدات التي تحتاج لها بشدة في أوقات الأزمات".

 

وفيما يخص العنصرية في أمريكا، اعتبر مالي مقتل جورج فلويد بمثابة امتداد لإرث العبودية والتمييز العنصري في جميع جوانب الحياة بأمريكا، موضحًا أن انتفاض الناس من مختلف الخلفيات عبر احتجاجات كان مفاجئًا، لأنه حدث في وقت تخشى فيه المجتمعات  التقارب الاجتماعي بسبب فيروس كورونا.

 

ورأى أن رد فعل ترامب تجاه مظاهرات فلويد من شأنه أن يجعل توجيه الولايات المتحدة لدول الأخرى باحترام حقوق الإنسان، صعبًا للغاية، مما يفقد مصداقية واشنطن.

 

وتابع مستشار الرئيس السابق أوباما أن "حكومة ترامب نقلت أمريكا إلى مستوى مختلف، وهو تنفيذ سياسات قمع في الداخل الأمريكي، ومعارضة نفس السياسات إذا تم تنفيذها في الخارج، واستخدام حقوق الإنسان كمجرد وسيلة للتعامل اعتمادًا على المصالح".

وأكمل: "حتى لو فاز جو بايدن بالانتخابات وحاول التراجع عن بعض ما فعله ترامب، فستظل الرسالة إلى العالم هي أن الولايات المتحدة ترتكب أيضًا أخطاءًا بشعة وتنتهك سلمية التظاهرات".

 

 

رابط النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان