رئيس التحرير: عادل صبري 06:27 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

استعادة الجزائر لجماجم أبطال المقاومة.. ثمرة جهود المؤرخين

استعادة الجزائر لجماجم أبطال المقاومة.. ثمرة جهود المؤرخين

العرب والعالم

رفات أبطال المقاومة تصل الجزائر

وكالة أمريكية:

استعادة الجزائر لجماجم أبطال المقاومة.. ثمرة جهود المؤرخين

حسام محمود 04 يوليو 2020 11:30

سلطت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية الضوء على استعادة الجزائر جماجم 24 من رجال مقاومة الاستعمار الفرنسي من باريس، معتبرة أن هذه الخطوة هي ثمرة جهود المؤرخين الجزائريين.

 

واستقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أمس الجمعة طائرة قادمة من فرنسا حاملة على متنها رفات 24 مقاتلا جزائريا ضد الاستعمار الفرنسي، وحطت الطائرة في مطار الجزائر الدولي، وبرفقتها مقاتلات من الجيش الجزائري.

 

وحضر استقبال نعوش "الشهداء" الملفوفة بالعلم الوطني حشد من حرس الشرف. ثم حملها جنود على سجادة حمراء وهم يضعون كمامات وعلى وقع صوت 21 طلقة مدفعية.

 

وبعيون دامعة انحنى الرئيس الجزائري أمام نعوش رجال المقاومة كل على حدة. وتلا إمام سورة الفاتحة قبل إلقاء قائد أركان الجيش سعيد شنقريحة كلمة قال فيها:"24 بطلا من أبطال المقاومة وهم دفعة أولى تنقلهم طائرة .. من فرنسا حيث كانوا محجوزين"، مضيفا أنهم "أبطال المقاومة الشعبية يعودون إلى الأرض التي ضحوا من أجلها بحياتهم وبأرواحهم".

 

وأضاف أن هذه الأرواح "سرقها الاستعمار وهرّبها منذ أكثر من قرن ونصف قرن دون حياء ولا اعتبار ولا أخلاق وهو الوجه الحقيقي البشع للاستعمار"، موضحا أن هذه:" النعوش ستنقل إلى قصر الثقافة حيث ستكشف طوال يوم السبت.

واعتبرت الوكالة الأمريكية أن:" عودة الجماجم كان نتيجة جهود بذلها مؤرخون جزائريون على مدار سنوات، وتأتي وسط تزايد المحاسبة العالمية لميراث الحقبة الاستعمارية."   

 

وبحسب الوكالة، فقد اكتشف المؤرخ والباحث الجزائري علي فريد بيلقاضي الجماجم في متحف الرجل في باريس بالقرب من برج إيفل في عام 2011، ونبه السلطات الجزائرية.

 

وضغط الباحث الجزائري لسنوات من أجل عودتهم، ثم تقدم الرئيس الجزائري آنذاك عبد العزيز بوتفليقة طلبا رسميا لإعادتهم للوطن.

 

وفي عام 2018 وافق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الطلب لكن عقبات بيروقراطية أخرت عودتهم حتى الآن.

 

ورحب المؤرخون في الجزائر بعودة البقايا لكنهم يقولون إنهم مجرد جزء من تاريخ الجزائر الذي لا يزال في يد الفرنسيين.

 

فقال المؤرخ محمد الكورسو للوكالة:" لقد استعادنا جزء من ذاكرتنا، ولكن النضال لابد أن يتواصل حتى نستعيد كافة بقايا مقاتلي المقاومة الذين أعدادهم بالمئات، وسجلات ثورتنا".

ومن المقرر أن تدفن البقايا البشرية غدا الأحد في يوم الاستقلال في ساحة الشهداء في مقبرة العلية في الجزائر. وتبقى قضية الذاكرة في صميم العلاقات المتقلبة بين الجزائر وفرنسا.

 

وصرحت الرئاسة الفرنسية الجمعة أن "هذه اللفتة جزء من عملية صداقة والتئام كل الجراح عبر تاريخنا". وأضافت "هذا هو معنى العمل الذي بدأه رئيس الجمهورية مع الجزائر والذي سيستمر مع احترام الجميع من أجل التوفيق بين ذاكرتي الشعبين الفرنسي والجزائري".

 

وقد نُقلت جماجم ما يقرب من 37 مقاتلا جزائريا إلى فرنسا في القرن التاسع عشر وعُرضت لاحقا في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس.

 

وكانت الجزائر قد حصلت على استقلالها عن فرنسا عام 1962 بعد حرب دامية دامت سبع سنوات، وأنهت أكثر من قرن من الحكم الاستعماري، الذي انتقده الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان