رئيس التحرير: عادل صبري 01:20 مساءً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

عودة رفات الشهداء.. «جماجم» تطوي صفحة توترات الجزائر وفرنسا

عودة رفات الشهداء.. «جماجم» تطوي صفحة توترات الجزائر وفرنسا

العرب والعالم

جانب من مراسم استقبال رفات الشهداء

عودة رفات الشهداء.. «جماجم» تطوي صفحة توترات الجزائر وفرنسا

إسلام محمد 03 يوليو 2020 23:26

أنهت الجزائر وفرنسا واحدةً من أكبر الملفات التي أججت العلاقات بين البلدين طوال 60 عامًا فيما يتعلق بـ"ملفات الذاكرة" بعد إعلان الجزائر استرجاعها جماجم شهداء المقاومة خلال في السنوات الأولى للاستعمار الفرنسي (1830 – 1962).

 

وفرشت السجادة الحمراء واصطف حرس الشرف وسط أصوات الطبول وطلقات المدافع عند استقبال الجزائر الجمعة، رفات الشهداء.

 

وحطّت طائرة هرقل سي-130 حاملةً الرفات في مطار الجزائر الدولي، رافقتها مقاتلات للجيش الجزائري، وكان في استقبال النعوش، التي جرى الاحتفاظ بها منذ القرن التاسع عشر في متحف الإنسان بباريس، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس الأركان الجديد الفريق سعيد شنقريحة.

 

وقال أحد المدونين على تويتر وقت وصول الرفات إن "صفارات السفن في ميناء العاصمة تمثل لحظة عاطفية في مدينة صامتة بشكل لا يصدق".

 

رافق النعوش موكب دراجات نارية حتى وصلت قصر الثقافة حيث ستبقى معروضة طوال السبت.

 

ودعا وزير المجاهدين المواطنين إلى الحضور لاستقبال الرفات، مع احترام التباعد الجسدي بسبب الوباء.

 

بدوره، قال رئيس الأركان "يعود هؤلاء الأبطال إلى أرضهم، أرض أجدادهم" بعدما "كابدوا بطش الاستعمار وغطرسته".

 

وستدفن الرفات الأحد، يوم عيد الاستقلال، في "ساحة الشهداء" في المقبرة العلية في العاصمة حيث يدفن أبرز وجوه حرب الاستقلال.

 

وقال قصر الإليزية الجمعة إن "هذه الحركة تندرج في خانة الصداقة والوضوح حول جميع جراح تاريخنا".

 

وتعتبر هذه الخطوة مؤشرا على تحسن في العلاقات بين الجزائر والدولة الاستعمارية السابقة، وهي علاقات اتسمت منذ استقلال البلاد في العام 1962 بالتوترات المتكررة والأزمات.

 

ويغذي هذه العلاقة المتقلبة انطباع في الجزائر بأن فرنسا لا تقوم بما فيه الكفاية لتسوية ماضيها الاستعماري .

 

وأعلن تبون الخميس أمام أفراد من الجيش العودة الوشيكة من فرنسا لـ"رفات 24 من قادة المقاومة الشعبية ورفاقهم، مضى على حرمانهم من حقهم الطبيعي والإنساني في الدفن أكثر من 170 سنة".

 

وقالت المؤرخة المتخصصة في تاريخ الجزائر مليكة رحال على "تويتر"، "أجزاء الأجساد تعود إلى منزلها بعد إقامة طويلة جدا في صناديق متحف الإنسان في باريس".

 

وطلبت الجزائر رسميا من فرنسا للمرة الأولى في يناير 2018 إعادة الجماجم وسجلات من الأرشيف الاستعماري.

 

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعهّد خلال زيارة للجزائر في ديسمبر 2017 إعادة الرفات البشري الجزائري الموجود في متحف الإنسان التابع للمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي.

 

وفي العام نفسه لكن قبل انتخابه، وصف ماكرون استعمار الجزائر بأنه "جريمة ضد الإنسانية".

 

في نهاية العام 2017، قال رئيس المتحف برونو دافيد إن المؤسسة "مستعدة لدعم مسار الاسترداد".

 

وعشية الذكرى ال58 للاستقلال التي سيتم الاحتفال بها الأحد، تظهر هذه الخطوة الرغبة في التهدئة بعد خلاف دبلوماسي بين البلدين مرتبط ببث فيلم وثائقي على التلفزيون الفرنسي في نهاية مايو يتناول الشباب الجزائري الرافض للنظام في الجزائر حيث تتواصل موجة من الاحتجاجات منذ فبراير 2019

.

وتتزامن الخطوة مع النقاش العالمي حول انتهاكات القوى الاستعمارية السابقة في العالم بعد وفاة الأميركي الأسود جورج فلويد الذي قتل على يد شرطي أبيض في الولايات المتحدة.

 

وتبقى قضية الذاكرة في صميم العلاقات المتقلبة بين الجزائر وفرنسا. وقد تبنى النواب الجزائريون أخيرا قانونا "تاريخيا" تمّ بمقتضاه اعتماد 8 مايو يوما للذاكرة، تخليدا لذكرى مجازر 1945 التي ارتكبتها القوات الفرنسية في مدينتي سطيف وقسنطينة.

 

في مارس 1962، نصت اتفاقات إيفيان الموقعة مع فرنسا على وقف فوري لإطلاق النار ومهدت الطريق لإعلان استقلال الجزائر في 5 يوليو.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان