رئيس التحرير: عادل صبري 12:39 صباحاً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

تقرير: الصين تخضع مسلمي الإيجور للتعقيم القسري

تقرير: الصين تخضع مسلمي الإيجور للتعقيم القسري

عمر مصطفى 30 يونيو 2020 12:39

 

كشفت تقارير إعلامية أمريكية أن الحكومة الصينية تتخذ إجراءات صارمة لخفض معدلات المواليد بين مسلمي الإيجور وأقليات أخرى ضمن حملة شاملة لتقليل عدد سكانها المسلمين، في الوقت الذي تشجع فيه الأغلبية من قومية الهان على إنجاب المزيد من الأطفال.

 

وأشار تقرير عن الوضع في منطقة شينجيانج الصينية وضعه الباحث الألماني "أدريان تسنتس" ونشرته مؤسسة جيمس تاون البحثية التي تتخذ من واشنطن مقرا له، إلى أن تحليل وثائق الحكومة الصينية أظهر أن النمو السكاني الطبيعي في شينجيانج تراجع "بشدة".

 

وأضاف التقرير أن معدلات النمو في أكبر مقاطعتين للإيجور المسلمين انخفضت بنسبة 84 بالمئة بين عامي 2015 و2018 وبنسبة أكبر في 2019  .وقال تسنتس إن وثائق تعود لعام 2019 كشفت عن خطط لحملة تعقيم جماعي للإناث تستهدف 14 بالمائة و34 بالمائة من جميع النساء المتزوجات في سن الإنجاب في مقاطعتين للإيجور.

 

وأوضح التقرير إن الحملة استهدفت على الأرجح تعقيم نساء الإيجور في الريف اللاتي أنجبن ثلاثة أو أربعة أطفال وبعض النساء اللاتي أنجبن طفلين أي ما يعادل 20 بالمائة على الأقل من جميع النساء في سن الإنجاب.

 

وذكر أن شينجيانغ خططت لإخضاع ما لا يقل عن 80 بالمئة من النساء في سن الإنجاب في مقاطعاتها الأربع الجنوبية لجراحات منع الحمل سواء بتركيب لولب في الرحم أو عمليات تعقيم وذلك بحلول عام 2019. وقال إن 80 بالمائة من عمليات تركيب لولب في الصين عام 2018 أجريت في شينجيانج في حين لا يعيش في الإقليم سوى 1.8 بالمائة من تعداد السكان .

 

ونقلت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية عن تقرير تسنتس أن نسوة من الإيجور تحدثن عن "تحديد نسل قسري"، موضحة أن الممارسة أصبحت أكثر انتشارًا ومنهجية مقارنة بما كان معروفًا في السابق، وذلك استنادًا إلى إحصاءات حكومية، ووثائق رسمية، ومقابلات مع 30 محتجزًا سابقًا، وأفراد أسر، ومدير معسكر احتجاز سابق.

 

وأوضحت الوكالة أن الحملة التي استمرت على مدار السنوات الأربع الماضية في إقليم شينجيانج أقصى غرب الصين تؤدي إلى ما يسميه بعض الخبراء شكلاً من أشكال "الإبادة الجماعية الديمغرافية". وتوضح المقابلات والبيانات أن السلطات الصينية تُخضع نساء الإيجور بانتظام لفحوصات حمل، وتجبرهن على وضع لولب داخل أرحامهن، وتحقنهن بمواد تصيبهن بالعقم، بل وحتى أجهضت مئات الآلاف منهن.

 

على الرغم من انخفاض استخدام اللولب والتعقيم على الصعيد الوطني في الصين، إلا أن وتيرته ترتفع بشكل حاد في شينجيانج، وتدعم تدابير السيطرة على زيادة السكان عمليات اعتقال جماعية كتهديد وعقاب لعدم الامتثال.

 

ولفتت "أسوشيتدبرس" إلى أن وجود عدد كبير من الأطفال داخل الأسرة كان سببا رئيسيا في إرسال أشخاص لمعسكرات اعتقال، كما شملت التدابير اعتقال آباء إذا أنجبوا أكثر من طفلين ما لم يتمكنوا من دفع غرامات باهظة.

 

وانخفض معدل المواليد في المناطق التي تقطنها أغلبية من الإيجور في هوتان وكاشغر بأكثر من 60 بالمائة من عام 2015 إلى 2018، وهو آخر عام متوفر في الإحصائيات الحكومية. وحولت مئات الملايين من الدولارات التي رصدتها الحكومة لتحديد النسل شينجيانج من واحدة من أسرع المناطق نموا في الصين إلى واحدة من أبطأ المناطق في بضع سنوات فقط.

 

وتقول الحكومة الصينية إن الإجراءات الجديدة تهدف فقط إلى أن تكون عادلة، وتسمح لكل من عرقية الهان والأقليات الصينية الأخرى إنجاب نفس العدد من الأطفال. في ظل سياسة "طفل واحد" في الصين التي تم التخلي عنها الآن، لطالما شجعت السلطات، وأحيانا أجبرت، عرقية الهان الصينيين على استخدام وسائل منع الحمل والإجهاض، لكن سمحت للأقليات بطفلين إلى ثلاثة إذا جاءوا من الريف.

 

وتغير ذلك في عهد الرئيس شي جين بينغ، فبعد فترة وجيزة من توليه السلطة، قامت الحكومة بتنقيح اللوائح المتعلقة بالولادة بحيث يمكن للصينيين الهان في شينجيانج أن ينجبوا طفلين أو ثلاثة، تماما مثل الأقليات.

 

ونقلت الوكالة الأمريكية إفادات خمسة عشر من الإيجور والكازاخستانيين يأنهم يعرفون الأشخاص المعتقلين أو المسجونين بسبب إنجاب عدد كبير جدا من الأطفال، وحكم على العديد منهم بالسجن لسنوات وحتى لعقود. وبمجرد دخولهن في معسكرات الاعتقال، يتم إجبار النساء على تركيب اللولب الرحمي قسريا لمنع الحمل، حسبما تظهر المقابلات والبيانات.

 

وفي عام 2014، تم إدخال ما يزيد قليلاً عن 200 ألف لولب إلى شينجيانج، وبحلول عام 2018، قفز هذا العدد لأكثر من 60 في المائة إلى ما يقرب من 330 ألف لولب.

 

في الوقت نفسه، انخفض استخدام اللولب بشكل حاد في مكان آخر في الصين، حيث بدأ العديد من النساء إزالة وسائل تحديد النسل، كما تظهر الاحصاءات الصحية الصينية طفرة في جراحات أجريت لعدم الإنجاب في شينجيانج. وبالرغم من انخفاض معدلات هذه الجراحات في بقية أنحاء البلاد، فإنها ارتفعت سبع مرات في شينجيانغ من 2016 إلى 2018، إلى أكثر من 60 ألف عملية.

 

وصرحت زومرت داوت، وهي أم لثلاثة أطفال من الإيجور، بعد إطلاق سراحها من معسكر اعتقال عام 2018، أن السلطات أجبرتها على الخضوع لجراحة لتحديد النسل، وأخبرتها بأنها ستعود إلى المعسكر إذا لم تفعل ذلك، مضيفة "كنت غاضبة جدا.. كنت أريد ابنًا آخر".

 

وقال دارين بايلر الخبير في شأن الإيجور بجامعة كولورادو: "قد لا تكون النية هي القضاء التام على سكان الإيجور، لكنها ستقلل من حيويتهم بشكل حاد، مما يسهل استيعابهم"، إلا أن خبيرة الإيجور، جوان سميث فينلي، التي تعمل في جامعة نيوكاسل في المملكة المتحدة قالت "إنها إبادة جماعية.. إنها ليست إبادة جماعية فورية وصادمة، لكنها إبادة بطيئة ومؤلمة ومتداعية".

 

من جانبه وصف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تقارير أفادت بأن الحزب الشيوعي الصيني يستخدم التعقيم والإجهاض الإجباري وتحديد النسل القسري ضد أقلية الإيجور المسلمة بأنها "صادمة" و"مزعجة".

 

وقال بومبيو في بيان إن ما توصل إليه تقرير تسنتس يتماشى مع ممارسات الحزب الشيوعي الصيني منذ عقود "والتي تنم عن استخفاف بقدسية النفس البشرية والكرامة الإنسانية الأساسية". وأضاف "ندعو الحزب الشيوعي الصيني إلى التوقف فورا عن هذه الممارسات البشعة وندعو كل الدول إلى الانضمام للولايات المتحدة في المطالبة بوقف هذه الانتهاكات المذلة".

 

في المقابل، أشارت السفارة الصينية في واشنطن إلى بيان صادر عن تشاو لي جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية وقال فيه إن "بعض المؤسسات تميل إلى اختلاق معلومات كاذبة عن قضايا متعلقة بشينجيانج... هذه الادعاءات خاطئة ولا أساس لها ببساطة".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان