رئيس التحرير: عادل صبري 10:16 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الأكثر إثارة.. هذا ما كتبه بولتون عن أردوغان وأغضب أنقرة بشدة

الأكثر إثارة.. هذا ما كتبه بولتون عن أردوغان وأغضب أنقرة بشدة

العرب والعالم

ترامب واردوغان

الأكثر إثارة.. هذا ما كتبه بولتون عن أردوغان وأغضب أنقرة بشدة

عمر مصطفى 25 يونيو 2020 12:51

 

ردت تركيا بعنف على ما ورد في كتاب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون بشأن علاقة الرئيس التركي مع نظيره الأمريكي، ووصفته بـ"التلاعب والتضليل"، فيما اعتبرت وسائل إعلام أمريكية أن الجزء المتعلق بأنقرة يمثل الجانب الأكثر إثارة في أسرار بولتون عن فترة عمله في إدارة دونالد ترامب.

 

وذكر بولتون في كتابه الجديد "الغرفة التي شهدت الأحداث" أنه في عام 2018 عرض ترامب مساعدة أردوغان في تحقيقات وزارة العدل حول بنك تركي له صلة بأردوغان وكان يشتبه بخرقه العقوبات الأمريكية على إيران.

 

وكتب بولتون أن ترامب قال لأردوغان: "سأهتم بالأمور" موضحا له أن المدعين العامين في المقاطعة الجنوبية "ليسوا أناسه (مقربين منه) ولكنهم أناس أوباما" وأن المشكلة ستحل عندما يتم استبدالهم من قبل أناسه.

 

وأضاف أنه عندما استلم ترامب من أردوغان مذكرة صادرة عن مؤسسة قانونية تمثل بنك "خلق بنك" قام بتصفحها سريعا قائلا إنه يؤمن بأن البنك بريء تماما من خرق العقوبات الأمريكية ضد إيران. ويعلق بولتون على لقاء ترامب وأردوعان بالقول: "لحسن الحظ لم يستمر طويلاً. فلا يمكن أن يسفر الغرام المتجدد مع حاكم مستبد آخر عن أي شيء ايجابي".

 

في المقابل، قال فخرالدين ألطون، رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية إنه "من المؤسف أن يحاول كبار المسؤولين السابقين استخدام محادثات دبلوماسية جادة وجهود لحل القضايا العالقة بين الحلفاء مثل الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا في أجنداتهم السياسية المحلية".

 

واعتبر ألطون في سلسلة تغريدات على صفحته في تويتر، بحسب موقع "سي إن إن" بالعربية، أن "الرئيس أردوغان عمل مع العديد من الرؤساء الأمريكيين في فترة ولايته كرئيس ورئيس وزراء. لقد كان دائمًا واضحًا معهم وقال الأمور ذاتها على الصعيد الخاص والعلني. المحللون النزيهون والموضوعيون يشهدون على هذه الحقيقة".

 

وأضاف ألطون أن أردوغان وترامب بذلا جهودا جبارة لإصلاح العلاقات بين البلدين وإن ترامب "حرص أكثر من الإدارات السابقة على الاستماع إلى حليف رئيسي في حلف شمال الأطلسي".

 

وتابع: "من الواضح أن الهدف من هذا التشويه الخاطئ والأكاذيب، مدفوع بالاعتبارات السياسية المحلية فضلاً عن المكاسب الشخصية. تركيا ليست متفاجئة بالتلاعبات ضد رئيسنا أردوغان ولكننا سنبرز مثل هذه التوصيفات المضللة.. نشر الكتاب الأخير الذي ألفه مسؤول أمريكي رفيع المستوى يتضمن عروضا مضللة وأحادية الجانب ومخادعة لمحادثات رئيسنا أردوغان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

 

وحظيت رواية بولتون عن لقاء أردوغان وترامب باهتمام واسع من وسائل الإعلام الأمريكي، لكونها تشير إلى احتمال تدخل الرئيس ترامب في عمل القضاء الأمريكي من أجل دوافع سياسية، وهو أمر بالغ الحساسية في الولايات المتحدة.

 

واعتبر ديفيد إغناطيوس، المحلل الشهير في صحيفة واشنطن بوست، أن القصة التركية والتي ظهر فيها ترامب وهو يطمئن الرئيس أردوغان أنه "سيتولى الأمر" في تحقيق جنائي "هو أكثر وأوضح دليل عن سوء تصرف الرئيس ظهر حتى الآن". وهي قصة تربط ترامب ومستشاريه البارزين، مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، محاميه الخاص رودلف دبليو جولياني، والمستشار البارز صهره جارد كوشنر.

 

وتبدأ القصة التركية، بحسب واشنطن بوست، كما هو الحال مع تجارة ترامب الشخصية ومصالحه التجارية فعندما أعلن عن برج ترامب في اسطنبول في أبريل 2012 غردت ابنته ايفانكا تشكر أردوغان، الذي كان رئيس وزراء في حينه والذي حضر الافتتاح. وكان رجل الأعمال التركي محمد علي يالكيندانغ، الذي وصفه دونالد ترامب بـ"صديق" إيفانكا وزوجها جارد حاضرا الافتتاح. وكان الحماس لأردوغان واضحا لدى عدد من مستشاري ترامب.

 

وأوضحت "واشنطن بوست" أن أردوغان كان مهتما بشدة بقضية أخرى وهي التحقيق الذي كان يجريه مكتب النائب العام بالمنطقة الجنوبية في نيويورك في تعاملات مصرف خلق التركي ورجل الأعمال التركي- الإيراني رضا زراب.

 

ويقول الكاتب إنه كشف بمقال نشر في أكتوبر 2017 عن لقاءات غريبة جرت في 21 سبتمبر 2016 حيث دعا أردوغان وزوجته للإفراج عن زراب في زيارة منفصلة إلى نائب الرئيس جو بايدن وزوجته جيل. وقال مسئولون إن اردوغان كان يخشى من أن يورط التحقيق في زراب عائلته.

 

وفي 24 فبراير 2017 اتصل جولياني مع النائب العام الأمريكي بريت برارا ليخبره إنه مسافر إلى أنقرة لكي يمثل زراب. وبحسب بيان جولياني المقدم للمحكمة الفدرالية فإنه كان يضغط على وزارة العدل "التوصل إلى نوع من الاتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا "لتقوية" مصالح الأمن القومي الأمريكية.

 

وعزل ترامب برارا في مارس 2017 إلا أن التحقيق في بنك خلق استمر تحت إشراف نائب عام جديد وهو جيفري بيرمان وهو ما أغضب ترامب. ويكتب بولتون أن أردوغان كان "يريد إلغاء التحقيق في بنك خلق، ولم يكن هذا ممكنا بعدما تعمق المحققون في عمليات تلاعب للبنك".

 

وأراد ترامب إطلاق سراح القس برانسون الذي اعتقلته أنقرة، ولم يحب فكرة تهديده ولهذا أعلن عن نيته لمعاقبة تركيا. وهنا دخل على الخط كوشنر، وبحسب بولتون فقد اقترح نائب الرئيس مايك بنس أن يقوم كوشنر بالحديث مع وزير المالية بيرات البيرق وهو صهر أردوغان.

 

وأفرج عن برانسون في أكتوبر 2018 ووصل إلى واشنطن حيث عقد لقاء مع ترامب. وكان الأخير مستعد لعرقلة تحقيقات بنك خلق عندما التقى أردوغان في ديسمبر2018 في قمة العشرين ببيونس أيرس.

 

ويقول بولتون إن أردوغان أخبر ترامب أن البنك برئ تماما حيث وضح ترامب أنه سيتولى الأمر قائلا إن المحققين في المنطقة الجنوبية ليسوا جماعته بل جماعة أوباما وسيتم حل المشكلة بعد استبدالهم.

 

وكان ويليام بار وزير العدل يأمل بالتوصل إلى تسوية لكنه انزعج من سلوك ترامب. وعندما التقى بولتون مع بار في 23 أبريل ليشكو إليه حب ترامب للديكتاتوريين أخبره بار "أنه قلق من المظهر الذي خلقه ترامب خاصة تصريحاته لأردوغان حول قضية بنك خلق في قمة العشرين ببيونس أيرس".

 

ولكن ترامب لم يكن قادرا على حل المشكلة خاصة أن الفضيحة الأوكرانية اندلعت وواصل بيرمان اتهام بنك خلق. ورغم عزل ترامب لبيرمان إلا أن قضية البنك مستمرة.

 

وعلى العكس من "الود المتوتر" بين ترامب وأردوغان، فإن جون بولتون يبدى، خلال صفحات كتابه، موقفا عدائيا بقوة تجاه الرئيس التركي، حيث وصف أردوغان، عندما جرت محادثات تركية - أمريكية حول انضمام أنقرة للعمليات الجوية ضد أهداف سوريا، قائلا إنه "يبدو مثل موسوليني (الزعيم الإيطالي الفاشي) عندما كان يتحدث من شرفته في روما، باستثناء أن الرئيس التركي كان يتحدث بتلك النبرة عبر الهاتف".

 

كما يصف بولتون، أردوغان بأنه "إسلامي راديكالي"، وأنه "مشغول بتحويل تركيا من دولة أتاتورك العلمانية إلى دولة إسلامية"، وأنه "عدائي تجاه إسرائيل".

 

ويضيف بولتون في كتابه أن أردوغان "يدعم الإخوان المسلمين وراديكاليين آخرين"، وهي أمور غابت عن ترامب الذي كان يرى في الرئيس التركي "الصديق الحميم"، لافتا إلى أن ترامب مغرم بالزعماء السلطويين الأجانب أمثال بوتين واردوغان وشي جي بينغ.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان