على مدار الشهور الأخيرة وتحديدا منذ آواخر فبراير الماضي، تتسم علاقة تركيا والاتحاد الأوروبي بالتوتر على خلفية تهديد أنقرة بالسماح لملايين المهاجرين بالتدفق إلى أوروبا ونكث اتفاق ثنائي في هذا الصدد.
جوزيب بوريل مفوض الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي اعترف اليوم الأربعاء باهتزاز العلاقة مع تركيا في تصريحات نقلتها صحيفة نيويورك تايمز والعديد من وكالات الأنباء العالمية.
وذكر بوريل أن هناك حاجة إلى إعادة بناء الثقة التي هزتها أزمة اللاجئين.
بيد أن فرنسا طالبت صراحة اليوم بإعادة النظر في مستقبل العلاقة بين تركيا والاتحاد الأوروبي وعدم استبعاد أي خيارات من الطاولة.
وكالة أنباء رويترز البريطانية أوردت تقريرا اليوم بعنوان "فرنسا تطالب الاتحاد الأوروبي بالنظر في العلاقة مع تركيا".
ولفتت إلى تصريحات وزير الخارجية الفرنسي التي طالب فيها شركاء بلاده في الاتحاد الأوروبي بعقد محادثات عاجلة في هذا الشأن.
وتابع التقرير: "العلاقات بين فرنسا وتركيا تشهد توترا شديدا في الأسابيع الأخيرة حيث انتقدت باريس الدعم العسكري الذي تقدمه أنقرة لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج وكذلك بشأن دورها في الصراع السوري".
وعلاوة على ذلك، والكلام لرويترز، فإن عمليات التنقيب التي تنفذها تركيا في شرق البحر المتوسط تثير حفيظة فرنسا ومصدر للخلاف بين الدولتين.
وأخبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أعضاء برلمان بلاده قائلا: "نعتبر أنه من الضروري أن يفتح الاتحاد الأوروبي بشكل سريع للغاية مناقشات جوهرية دون استبعاد أي خيار وبدون أن نتحلى بالسذاجة بشأن آفاق العلاقة المستقبلية مع أنقرة".
ومضى يقول: "ينبغي على الاتحاد الأوروبي الدفاع عن مصالحه بقوة".
ونوهت رويترز إلى التلاسن اللفظي بين مسؤولي الدولتين حيث اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا بالضلوع في "لعبة خطيرة" في ليبيا.
وبالمقابل، اتهمت أنقرة الرئيس الفرنسي بـ "الكسوف العقلي" لمعارضته الدعم التركي لحكومة طرابلس وأضافت أنه يساهم في الفوضى بالدولة الشمال أفريقية من خلال دعم اللواء خليفة حفتر.
واسترسل وزير الخارجية الفرنسي: "نحتاج إلى توضيحات بشأن الدور الذي تعتزم تركيا لعبه في ليبيا".
وانتقد كبير الدبلوماسيين الفرنسيين بشكل ضمني قيام أنقرة بإرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا.
وحذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخرا من محاولة اقتحام سرت أو الجفرة في ليبيا واصفا ذلك بالخط الأحمر الذي قد يستدعي تدخلا عسكريا مصريا في الدولة الشمال أفريقيا.
وأشار إلى أن أي تدخل مصري يكتسب الشرعية الدولية استنادا إلى مبدأ الدفاع عن النفس.
