اعتبر المحلل الإسرائيلي عاموس هاريل أن هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والدائرة المحيطة به من طرح سيناريوهات عديدة لضم أراضي الضفة الغربية، هو تعزيز موقف نتنياهو القانوني في محاكمته بتهم فساد.

وقال هاريل في التحليل الذي نشرته صحيفة "هآرتس" على موقعها الإليكتروني إن:" هناك نشاط زائد ملاحظ في الدائرة المقربة من رئيس الوزراء. فالمزيد والمزيد من السيناريوهات تطرح كل أسبوع".

ورأى المحلل الإسرائيلي أن:" الهدف النهائي من هذه السيناريوهات واضح، وهو تعزيز وضع نتنياهو السياسي، من أجل تقوية موقفه العام في معركته القانونية"، مشيرا إلى رغبة نتنياهو في استغلال قضية الضم في انقاذ نفسه من المحاكمة الجنائية.

وبدأت في الشهر الماضي محاكمة نتنياهو، بتهم فساد، وذلك بعد أيام من بدء ولاية جديدة كرئيس لحكومة وحدة وطنية. ونتنياهو، 70 عاما، هو أول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل يواجه المحاكمة وهو مازال في الحكم. بينما ينفي الاتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

وشدد عاموس هاربل على أن المسائل الأيدولوجية نفسها التي يُعلن أنها تقف وراء سيناريوهات عملية الضم تخضع هي الأخرى لاعتبارات تتعلق بمحاكمة نتنياهو في قضايا فساد.

وقبل أيام، عرض نتنياهو ورئيس الكنيست ياريف لفين على وزير الدفاع بني غانتس ووزير الخارجية غابي اشكنازي عدة سيناريوهات فيما يتعلق بالضم في الضفة الغربية، المخطط للبدء فيه في 1 يوليو.

وقالت القناة (13) الإسرائيلية، مساء الأربعاء، إن نتنياهو عرض على غانتس، 4 سيناريوهات مختلفة، لضم المستوطنات، بدءا من ضم 30% من الضفة الغربية، وصولا إلى خطوة رمزية.

ونقلت القناة عن مسؤول، قالت إنه مطلع على تفاصيل اللقاء، "إن نتنياهو لم يكشف خلال اللقاء أي من السيناريوهات التي عرضها على الخرائط يريد تنفيذه".

ولم يفسر المسؤول تفاصيل السيناريوهات الأربعة، إلا أنه اكتفى بالقول إنها تبدأ من ضم 30 بالمائة من الضفة وصولا إلى خطوة ضم رمزية.

وأشار المسؤول إلى أن غانتس وأشكنازي، أبديا إصرارهما على أن "تنفيذ أي خطوة ضم يجب أن يكون ضمن عملية سياسية واسعة النطاق يتلقى الفلسطينيون في إطارها مقابل، وليست كخطوة إسرائيلية أحادية الجانب".

وفي وقت سابق، قالت صحيفة " إسرائيل هيوم " الإسرائيلية إن الزعيم اليميني يدرس الآن إمكانية ضم الأراضي على مرحلتين.

وقالت الصحيفة اليومية المؤيدة لنتنياهو وتعتبر على نطاق واسع انعكاسا لآرائه إن نتنياهو يرغب في ضم أراض محدودة في الضفة الغربية المحتلة كمرحلة أولى على أمل التغلب على المعارضة الدولية للوعد الذي أطلقه بضم أراض واسعة.   

وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو الذي حدد الأول من يوليو موعدا لبدء مناقشة هذه المسألة في مجلس الوزراء يدرس ضم مستوطنات صغيرة في المرحلة الأولى ثم ضم بقية المستوطنات بعد تجديد الدعوة للفلسطينيين للمشاركة في محادثات سلام.

وكان نتنياهو قال إن خطة السلام الأمريكية التي يمكن لإسرائيل بمقتضاها الاحتفاظ بمستوطناتها في الضفة الغربية تتيح "فرصة تاريخية" لبسط السيادة الإسرائيلية عليها وعلى منطقة غور الأردن.

وقد أثارت تعهدات نتنياهو بضم المستوطنات معارضة شديدة من الفلسطينيين والدول العربية والأوروبية ويقول مسؤولون إسرائيليون إن واشنطن لم توافق حتى الآن على هذه الخطوة.

وكانت إسرائيل استولت على الضفة الغربية مع الجزء الشرقي من مدينة القدس وقطاع غزة في حرب 1967. ويأمل فلسطينيون إقامة دولة في تلك المناطق ويقولون إن مخطط السلام الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير الماضي يقضي على هذا الأمل.

وتعتبر معظم الدول المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة مخالفة للقانون. وترفض إسرائيل ذلك.

النص الأصلي