رئيس التحرير: عادل صبري 09:08 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

قبل أيام من «نكبة الضم».. هل تلجأ فلسطين لسلاح المقاومة؟

قبل أيام من «نكبة الضم».. هل تلجأ فلسطين لسلاح المقاومة؟

العرب والعالم

المقاومة الفلسطينية

أحد خيارات السلطة..

قبل أيام من «نكبة الضم».. هل تلجأ فلسطين لسلاح المقاومة؟

أيمن الأمين 20 يونيو 2020 09:55

تزداد المخاوف الفلسطينية والعربية ضد ما يسمى بنكبة الضم، تزامنا مع البدء في تنفيذ الخطة الملعونة بداية الشهر المقبل.

 

ومع تلويح الاحتلال بضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة مطلع يوليو المقبل، قابلت السلطة الفلسطينية القرار بإعلان تعليق العمل بالاتفاقيات كافة مع الاحتلال، لكنّها في الوقت ذاته لم تشرع بتنفيذ حراك ميداني شعبي، ولم تدعُ إلى تفعيل خيار المقاومة الشعبية لمنع تطبيق خطة الاحتلال بمصادرة الأراضي وضمّها لسيادته.

 

وتتضمن خطة الضم التي أقرّتها حكومة الاحتلال، مصادرة 30% من مساحة الضفة الغربية وإخضاعها للسيادة الإسرائيلية الكاملة، من خلال السيطرة على الأغوار الفلسطينية والمناطق المصنفة "ج" بحسب اتفاق أوسلو.

 

 

ومع قرب الشروع بتنفيذ المخطط، لم يرقَ الحراك الرسمي والشعبي الفلسطيني الرافض لمشروع الضم في هذه المرحلة إلى المستوى المطلوب، بإجماع المحللين.

 

وعن ذلك، يقول أستاذ العلوم السياسية والإعلام كمال علاونة إنّ "ضعف التحرك الميداني الشعبي ضد مشروع الاحتلال بضم أراض فلسطينية جديدة يعود لأسباب سياسية وأمنية واقتصادية ونفسية لدى الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها غياب الثقة في الموقف الرسمي المناهض بشكل فعلي لإجراءات الاحتلال سواء العادية أو الطارئة أو الاستثنائية، وبقاء التنسيق الأمني لمدة تزيد على ربع قرن".

 

ويرى علاونة، في حديثه لوسائل إعلام فلسطينية، أنّ الضعف الرسمي الفعلي في التعامل مع المشروع يساهم في تقليل التجاوب الشعبي ضد سياسة الضم، وكذلك الإبقاء على "الخيار الوحيد المتمثل بالمفاوضات".

 

 

كما أشار إلى وجود "تخوف شعبي من الملاحقات الأمنية الفلسطينية اللاحقة لعناصر المقاومة" حال الانتفاض لمواجهة مشروع الضم.

 

ويعزي المحلل ضعف التحرك لانتشار البطالة في صفوف الشعب الفلسطيني، وفقدان مصادر دخل مرتفع وثابت للأسر، في ظل إغراءات الاحتلال بمنح تصاريح عمالية للعمل في مناطق الداخل؛ ما يجعل أفواج كبيرة تتردد في المشاركة بالفعاليات المناهضة للضم؛ خوفًا من وضعهم في القائمة السوداء وحرمانهم من تصاريح العمل، ووضع العامل بين مطرقة وسندان لقمة العيش والبحث عن مستقبله.

 

ولم تقم السلطة الفلسطينية بصرف رواتب موظّفيها في الضفة الغربية المحتلّة وقطاع غزة عن شهر مايو، برغم مرور 20 يومًا من شهر يونيو، فبات الحديث عن الرواتب وأزمتها حديث الساعة.

 

 

وبرأي أستاذ العلوم السياسية والإعلام فإنّ الضغط الشعبي الممتد في جميع المحافظات يمكن أن يحدّ كليًا أو جزئيًا حسب زخمه وقوّته من تنفيذ الخطّة، لافتًا إلى أنّ حركة الشعب وفعالياته في جميع المناطق وبالقرب من المستوطنات تجعل من الضم أمرا مستحيلا.

 

ويشير إلى ضرورة عمل النظام السياسي في كافة الميادين المحلية والعربية والإسلامية والأممية، من خلال مطالبة الهيئات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، بالضغط على الاحتلال لإلغاء قرار الضم، والضغط باتجاه فرض عقوبات على الاحتلال.

 

ويؤكد علاونة أنّ "تفعيل الجبهة الداخلية، وتوحيد الصفوف رسميًا وفصائليًا وشعبيًا، والإبقاء على الحالة الثورية بشكل دائم؛ كفيل بوقف أي تحرك للاحتلال ضد الأرض الفلسطينية".

 

وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يعتزم الإعلان عن ضم غالبية أراضي الضفة وغور الأردن وشمال البحر الميت مطلع الشهر المقبل.

 

 

فقبل أسبوع من الموعد الذي حدده نتنياهو للشروع بعملية الضم، وهو الأول من يوليو المقبل، لم يتمكن نتنياهو من حسم ما إذا كان قادرا على تنفيذ مخططه الذي أثار ردود فعل رافضة في العالم، أم أنه سوف ينتظر إشارة الحسم من الإدارة الأمريكية.

 

وفي هذا الصدد فقد أبلغ نتنياهو نواب حزب "الليكود" أنه "لن يطرح على الكنيست خطة السلام الأمريكية بكاملها بل إنه سيسعى لنيل مصادقة الكنيست على خطة الضم فقط".

 

وكان نتنياهو قد أعلن سابقا أن حكومته ستشرع في ضم غور الأردن وجميع المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية بدءا من 1 يوليو المقبل.

 

 

من جهتها، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينيين "للانتفاض" في وجه إسرائيل ردا على خطة الضم، مشددة على "المقاومة" بكل أشكالها وتحريم التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال.

 

يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يضيق الخناق كثيرا على الفلسطينيين من سكان الأغوار الشمالية بهدف دفعهم للرحيل منها، وإعداد وتهيئة تلك المنطقة للتهويد.

 

ويترقب الشارع الفلسطيني والعربي والدولي ما ستؤول إليه الأحداث بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، خاصة مع قرب تنفيذ الاحتلال مخطط "نكبة الضم" للأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة.

 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان