رئيس التحرير: عادل صبري 06:54 مساءً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

الهند والصين.. اتفاق على التهدئة لكن «اليد على الزناد»

الهند والصين.. اتفاق على التهدئة لكن «اليد على الزناد»

العرب والعالم

الصين والهند أعلنتا عن رغبتهما في السلام

الهند والصين.. اتفاق على التهدئة لكن «اليد على الزناد»

عمر مصطفى 17 يونيو 2020 19:17

 

سادت حالة من الهدوء الحذر والترقب على جانبي الحدود بين الصين والهند، بعد اشتباك حدودي نادر لكنه خلّف خسائر جسيمة، وفيما اتفق الدبلوماسيون في البلدين على الحاجة إلى وقف التصعيد، شددت الصحف الهندية على ضرورة الرد بيد من حديد.

 

وعبرت الدولتان عن رغبتهما في السلام لكن تبادلتا الاتهامات بعد قتال دار بين جنود البلدين بعصي مثبت فيها مسامير وبالحجارة على حدودهما المشتركة في منطقة جبال الهيمالايا مما أدى لمقتل 20 جنديا هنديا على الأقل.

 

وقالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الأربعاء إن الصين والهند اتفقتا على وقف التصعيد على حدودهما في أقرب وقت ممكن. وأضافت الوزارة في بيان أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي قال لنظيره الهندي سوبرامانيام جايشانكار خلال مكالمة هاتفية إنه يتعين على الهند إنزال عقاب شديد بالمسؤولين عن الصراع والسيطرة على قواتها المتمركزة على الخطوط الأمامية.

 

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الهندية إن الوزير جايشانكار" أبلغ نظيره الصيني احتجاج بلاده على محاولة لتشييد مبنى في منطقة تحت سيطرة الهند مما أدى إلى اشتباكات حدودية. وأضافت الوزارة في بيان أن جايشانكار اتفق خلال مكالمة مع وانغ يي، على "ألا يتخذ أي من الطرفين أي إجراء لتصعيد الأمور، وتحقيق السلام والهدوء بدلًا من ذلك".

 

أما رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي فقد قال في كلمة بثها التلفزيون: "نحن لا نستفز أحدًا... يجب ألا يكون هناك شك في أن الهند تريد السلام لكن إذا تعرضت للاستفزاز فإنها سترد الرد المناسب".

 

وفي بكين قال تشاو ليجيان المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الاشتباك وقع بعد أن "تجاوز الجنود الهنود الحد وتصرفوا بشكل غير قانوني واستفزوا الصينيين وهاجموهم مما أسفر عن انخراط الجانبين في شجار بدني خطير وسقوط قتلى وجرحى". وقال إنه ليس على علم بسقوط أي ضحايا صينيين لكن وسائل الإعلام الهندية نقلت عن مسؤولين قولهم إن 45 شخصا على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح على الجانب الصيني.

 

وقال تشاو إن الوضع بشكل عام على الحدود مستقر وتحت السيطرة. ولم يستخدم الرصاص على الحدود بموجب اتفاق قديم بين القوتين النوويتين الآسيويتين، لكن وقع شجار بالأيدي بين جنود الدوريات الحدودية للبلدين في السنوات القليلة الماضية.

 

ويقول مسؤولون هنود إن الجنود تعرضوا للضرب بعصي مثبت فيها مسامير وبالحجارة أثناء الاشتباك الذي وقع في وادي جالوان الجبلي الشاهق حيث يقع إقليم لاداخ الهندي على الحدود مع إقليم أكساي تشين الذي سيطرت عليه الصين في حرب عام 1962. وتنشب مواجهات بين جيشي البلدين على الحدود منذ عقود لكن هذا أسوأ اشتباك بينهما منذ 1967 بعد خمس سنوات من هزيمة الصين للهند في الحرب.

 

واُنتخب مودي، القومي المتشدد، لفترة ولاية ثانية مدتها خمس سنوات في مايو 2019 في أعقاب حملة ركزت على الأمن الوطني بعد تصاعد التوتر مع باكستان على حدود الهند الغربية.

 

وكثفت وسائل الإعلام والمعارضة الضغوط عليه لتوجيه رد عنيف. وكتبت صحيفة تايمز أوف إنديا في افتتاحيتها تقول "المواجهة أصبحت صريحة، باشتباكات وادي جالوان، تمادت الصين كثيرا... ويتعين على الهند أن ترد".

 

وتابعت الصحيفة مؤيدة فرض عقوبات تستهدف الواردات الصينية "الصين لا يمكنها أن تقتل جنودنا على الحدود ثم تتوقع الاستفادة من سوقنا الضخمة". وكتب راهول غاندي زعيم حزب المؤتمر المعارض على تويتر يقول "لماذا يصمت رئيس الوزراء، لماذا يختبئ... يكفي هذا. نريد أن نعرف ما حدث. كيف تجرؤ الصين على قتل جنودنا.. كيف تجرؤ على سلب أراضينا".

 

وأشادت بعض قنوات التلفزيون القومية بـ"سقوط شهداء" على الجبهة واستخدمت هاشتاغ "على الصين أن تدفع الثمن". وعلى العكس على الجانب الآخر من الهيمالايا لم تشر النشرة الإخبارية المسائية للتلفزيون الصيني إلى الاشتباك الحدودي. وفي مقال كتبت صحيفة "غلوبال تايمز" القومية أن بكين ترفض كشف عدد الضحايا الصينيين "لتفادي المقارنة وتجنب تصعيد مشاعر المواجهة".

 

وتندلع اشتباكات بين مئات من أفراد القوات الهندية والصينية منذ مطلع مايو في ثلاثة أو أربعة مواقع في صحراء لاداخ الجبلية غير المأهولة. وتقول الهند إن الصين تعدت على جانبها من خط السيطرة وهو خط الحدود الفعلية. وتنفي الصين ذلك فيما طلبت من الهند عدم شق الطرق في المنطقة قائلة إنها من أراضيها.

 

وأفادت مصادر في الحكومة الهندية بأن القتال مساء الاثنين اندلع أثناء اجتماع لبحث سبل تخفيف التصعيد وأن الكولونيل الذي يقود الجانب الهندي كان من أوائل القتلى. والعديد من القتلى الآخرين من جنود الهند توفوا متأثرين بجراحهم، إذ لم يتمكنوا من المقاومة وسط درجات حرارة متجمدة.

 

وعلى عكس الحال في الهند لم تحظ الاشتباكات بتغطية واسعها في الصين حيث نقلت وسائل الإعلام الرسمية بيانا عن الواقعة للمتحدث باسم القيادة الغربية للجيش الصيني. وأعادت مواقع التواصل الاجتماعي والمدونون والمنصات الإعلامية نشر التقارير الصحفية الهندية مثل إعلان الجيش الهندي ارتفاع عدد القتلى.

 

ورغم المخاوف من تصاعد الاشتباكات بين البلدين، إلا أن أبراهام دنمارك مدير برنامج آسيا في مجموعة "ويلسون سنتر" الأمريكي علق قائلا: "إننا بعيدون عن الحرب العالمية الثالثة لكنه وضع متوتر جدا وخطير بين دولتين عظميين نوويتين في الوقت الذي تراجع فيه النفوذ الأمريكي في المنطقة".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان