رئيس التحرير: عادل صبري 11:10 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

اعتقالات في يافا بعد وقف تجريف مقبرة إسلامية «مؤقتًا»

اعتقالات في يافا بعد وقف تجريف مقبرة إسلامية «مؤقتًا»

العرب والعالم

شرطة الاحتلال تمنع المواطنين العرب من دخول المقبرة في يافا

اعتقالات في يافا بعد وقف تجريف مقبرة إسلامية «مؤقتًا»

أدهم محمد 17 يونيو 2020 15:32

اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عددًا من المتظاهرين الفلسطينيين في مدينة يافا شمالي فلسطين المحتلة، بحسب إعلام عبري.

 

وفي وقت سابق من اليوم، قضت محكمة إسرائيلية، بوقف تجريف مقبرة إسلامية في يافا ، بشكل مؤقت، بعد احتجاجات شهدتها المدينة على مدى أكثر من أسبوع، قمعها الاحتلال الإسرائيلي بالقوة.

 

وعندما أراد السكان المسلمون التأكد من تنفيذ قرار المحكمة، قامت شرطة الاحتلال بقمعهم ومنعهم من الدخول إلى أرض المقبرة رغم إبرازهم قرار المحكمة.

 

وقالت قناة "كان" العبرية الرسمية إنّ المحكمة المركزية في تل أبيب قررت تجميد أعمال الحفر في مقبرة الإسعاف بعدما تقدمت الهيئة الإسلامية في المدينة بالتماس للمحكمة يؤكد أنه ليس لبلدية "تل أبيب- يافا" رخصة لتنفيذ أعمال الحفر.

 

وكانت بلدية الاحتلال قد شرعت في أعمال هدم المقبرة التي تعود للعصر العثماني بحجة إقامة ملجأ للمشردين على أنقاضها، ما فجر موجة من الاحتجاجات في يافا، شهدت إحراق مبنى تابع للبلدية وعدد من سياراتها، كما اعتقل الاحتلال عددا من السكان العرب (فلسطيني 48) بينهم أطفال.

 

وقالت شرطة الاحتلال في بيان: "اعتقل عدد من المتظاهرين على يد الشرطة بسبب خرقهم للنظام ومحاولة الدخول بالقوة إلى الموقع المذكور".

 

وزعمت أن المتظاهرين "ألقوا الحجارة ورشوا غاز مسيل للدموع على عناصر الشرطة".

 

يشار إلى أن قرار المحكمة مؤقت ومن المتوقع أن تعاود بلدية الاحتلال أعمال البناء في المقبرة بعد حصولها على ترخيص جديد.

 

من جانبه، قال المؤرخ الفلسطيني الدكتورمحمد عقل إنّ مقبرة الإسعاف هي مقبرة إسلامية تاريخية مترامية الأطراف، كان يدفن فيها أموات المسلمين منذ العهد العثماني وتسمى بــ "مقبرة يافا القديمة".

 

وأضاف في تصريحات صحفية، إنّه في عام 1934 بنت جمعية الإسعاف العربية عمارات ومخازن على أطراف المقبرة ليكون ريعها لصالح منكوبي يافا من الجرحى والشهداء الذي أصيبوا في مظاهرة يافا الكبرى في 27 أكتوبر 1933 ضد الانتداب البريطاني والصهيونية، وذلك بموافقة دائرة الأوقاف الإسلامية التي أشرفت على المقبرة.

 

من جانبها، أكّدت دار الإفتاء داخل أراضي 48 أنّ تجريف مقبرة الإسعاف في يافا مخالف لجميع الشرائع السماوية، داعية سلطات الاحتلال إلى الكف عن المس بحرمة الأموات.

 

ويافا من أقدم وأهم مدن فلسطين التاريخية، وهي تقع اليوم ضمن بلدية "تل أبيب - يافا" الإسرائيلية، على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط - حسب التقسيم الإداري للاحتلال، وتبعد عن القدس المحتلة بنحو 55 كيلومتر.

 

وظلت يافا تمثل مكانة هامة بين المدن الفلسطينية من حيث موقعها الاستراتيجي وعدد سكانها ومساحتها حتى وقوع نكبة فلسطين عام 1948، وتهجير معظم سكانها العرب.

 

ويسكن المدينة اليوم قرابة 60 ألف نسمة غالبيتهم العظمى من اليهود، إضافة إلى أقلية عربية من المسلمين والمسيحيين.

 

وينحدر العرب في دولة الاحتلال من نسل نحو 154 ألف فلسطيني، لم يغادروا أراضيهم إبان النكبة.

 

واحتلت "إسرائيل" غالبية الأراضي العربية الفلسطينية عام 1948، وطردت ما يزيد عن 750 ألف فلسطيني وحولتهم إلى لاجئين، مرتكبة عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدمت أكثر من 531 قرية، وطردت معظم القبائل البدوية.

 

ودأبت سلطات الاحتلال دأبت على تغيير الواقع التاريخي في الأراضي المحتلة عام 48، ونفي أية صفة فلسطينية عن تلك الأماكن بمحاربة الأموات والأحياء على حد سواء.

 

ويقول عضو الحركة الإسلامية في يافا الشيخ محمد محاميد، إن المدينة تتعرض لهجمة شرسة جاءت امتدادا لتلك التي تتعرض لها المقدسات منذ نكبة فلسطين عام 48، حيث لم يتبق من سكانها الأصليين الـ 120 ألفاً سوى 2700 نسمة، في حين وضعت مساجدها ومقابرها وأملاك الأوقاف تحت مسؤولية ما تسمى بمؤسسة "أملاك الغائبين" الإسرائيلية.

 

ويشير محاميد إلى أنّ الهجمة تتواصل بهدم عشرات المساجد في يافا وقضائها ونبش عدة مقابر فيها، وسحق عظام الموتى كسلمة والسماتين والشيخ مؤنس.

 

الخبر من المصدر..

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان