رئيس التحرير: عادل صبري 09:32 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

احتجاجًا على هدم مقبرة إسلامية.. يافا تنتفض في وجه الاحتلال

احتجاجًا على هدم مقبرة إسلامية.. يافا تنتفض في وجه الاحتلال

العرب والعالم

النيران تشتعل في بلدية تل أبيب

احتجاجًا على هدم مقبرة إسلامية.. يافا تنتفض في وجه الاحتلال

أدهم محمد 13 يونيو 2020 17:20

تشهد مدينة يافا وسط فلسطين المحتلة، موجة غضب عارم على خلفية شروع سلطات الاحتلال الإسرائيلي في هدم مقبرة إسلامية تعود للحقبة العثمانية بدعوى إقامة ملجأ للمشردين اليهود.

 

ورفضت المحكمة المركزية في تل أبيب يوم الاثنين الماضي التماسًا لمنع البلدية من المساس بحرمة مقبرة الإسعاف بالمدينة التي يعود تاريخها للحقبة العثمانية، وفي اليوم نفسه، بدأت جرافات تابعة للاحتلال في حفر أرض المقبرة معززة بقوات الشرطة.

 

وأضرم محتجون فجر اليوم السبت النار في بلدية تابعة لمدينة تل أبيب في يافا التابعة لها، عبر إلقاء زجاجة حارقة، كما أضرموا النار في عدد من السيارات التابعة لبلدية الاحتلال، بحسب قناة "كان" الرسمية.

 

وقال المجلس الإسلامي في المدينة تعليقا على تلك الحوادث: "إشعال صناديق النفايات أو المساس بالممتلكات العامة، والعنف، بشكل عام، لا يمثل الاحتجاجات المبررة للمسلمين".

 

وأضاف - في بيان: "لا يمكن قبول ذلك، لكن يمكن بالطبع تفهم تلك الأفعال كنتيجة مباشرة للعنف الشديد الذي تمارسه الشرطة الإسرائيلية تجاه السكان المسلمين، الذين يحتجون على أمر في غاية الأهمية والحساسية".

 

وتابع: "لم تجف بعد دماء مهدي السعدي الذي قتل على يد شرطي لم يحاكم حتى الآن، والغضب مبرر تماما عندما تصر الشرطة على التذكير بأن طريقها للتعامل مع المتظاهرين في يافا هي العنف فقط والعنف الشديد على وجه الخصوص".

 

من جانبه، قال مسؤول ببلدية تل أبيب لقناة "كان" :"الحادث الذي وقع الليلة هو تجاوز للخطوط الحمراء، لن نسمح بالمساس برموز الحكم".

 

وفي وقت سابق اليوم، اعتبرت بلدية تل أبيب- يافا أن منفذي تلك الهجمات "حفنة لا تمثل معظم سكان يافا".

 

وتابعت: "سنواصل بناء ملجأ للمشردين وفق قرار المحكمة، ولن نقبل بالمساس بعمال بلدية أو ممتلكات عامة".

 

ومنذ قرار المحكمة الإسرائيلية، انطلقت في المدينة مسيرات وتظاهرات غاضبة ردد خلالها المحتجون شعارات بينها "بالروح بالدم نفديك يا إسعاف" و"الله أكبر"، كما رفع المتظاهرون لافتة ضخمة كتب عليها "حولداي يدنس مقابر المسلمين"، في إشارة للإسرائيلي رئيس بلدية يافا- تل أبيب.

 

واعتقلت شرطة الاحتلال، يوم الخميس، 4 متظاهرين من فلسطيني 48 في يافا، أشعلوا النار في إطارات سيارات وصناديق نفايات وأطلقوا الألعاب النارية احتجاجا على بدء أعمال هدم المقبرة الإسلامية، كما قمعت على مدى الأيام السابقة باستخدام الخيالة وقنابل الصوت تظاهرات شارك فيها المئات من سكان المدينة ضد هدم المقبرة.

 

من جانبه قال محمد دريعي رئيس الهيئة الإسلامية المنتخبة في يافا :"رئيس المدينة رون حولداي يصر على رأيه بالبناء على عظام المسلمين وإعطاء ظهره لشريحة كاملة من سكان المدينة".

 

وأضاف: "لو كان الحديث يدور عن عظام يهودية، لكان (حولداي) هو أول من يقدسها ويحول دون المساس بها".

 

يشار إلى أن مقبرة "الإسعاف" أقيمت في زمن الخلافة العثمانية، وتضم المئات من قبور المسلمين، وكانت تعرضت لاعتداء مماثل في العام 2018.

 

ويافا من أقدم وأهم مدن فلسطين التاريخية، وهي تقع اليوم ضمن بلدية "تل أبيب - يافا" الإسرائيلية، على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط - حسب التقسيم الإداري للاحتلال، وتبعد عن القدس المحتلة بنحو 55 كيلومتر.

 

وظلت يافا تمثل مكانة هامة بين المدن الفلسطينية من حيث موقعها الاستراتيجي وعدد سكانها ومساحتها حتى وقوع نكبة فلسطين عام 1948، وتهجير معظم سكانها العرب.

 

ويسكن المدينة اليوم قرابة 60 ألف نسمة غالبيتهم العظمى من اليهود، إضافة إلى أقلية عربية من المسلمين والمسيحيين.

 

وينحدر العرب في دولة الاحتلال من نسل نحو 154 ألف فلسطيني، لم يغادروا أراضيهم إبان النكبة.

 

واحتلت "إسرائيل" غالبية الأراضي العربية الفلسطينية عام 1948، وطردت ما يزيد عن 750 ألف فلسطيني وحولتهم إلى لاجئين، مرتكبة عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدمت أكثر من 531 قرية، وطردت معظم القبائل البدوية.

 

ودأبت سلطات الاحتلال دأبت على تغيير الواقع التاريخي في الأراضي المحتلة عام 48، ونفي أية صفة فلسطينية عن تلك الأماكن بمحاربة الأموات والأحياء على حد سواء.

 

ويقول عضو الحركة الإسلامية في يافا الشيخ محمد محاميد، إن المدينة تتعرض لهجمة شرسة جاءت امتدادا لتلك التي تتعرض لها المقدسات منذ نكبة فلسطين عام 48، حيث لم يتبق من سكانها الأصليين الـ 120 ألفاً سوى 2700 نسمة، في حين وضعت مساجدها ومقابرها وأملاك الأوقاف تحت مسؤولية ما تسمى بمؤسسة "أملاك الغائبين" الإسرائيلية.

 

ويشير محاميد إلى أنّ الهجمة تتواصل بهدم عشرات المساجد في يافا وقضائها ونبش عدة مقابر فيها، وسحق عظام الموتى كسلمة والسماتين والشيخ مؤنس.

 

الخبر من المصدر..

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان