رئيس التحرير: عادل صبري 02:41 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

نداء اللحظات الأخيرة.. هل تتوحد القاهرة والخرطوم لمواجهة سد النهضة؟

نداء اللحظات الأخيرة.. هل تتوحد القاهرة والخرطوم لمواجهة سد النهضة؟

العرب والعالم

سد النهضة

أطلقته وزيرة خارجية السودان..

نداء اللحظات الأخيرة.. هل تتوحد القاهرة والخرطوم لمواجهة سد النهضة؟

أيمن الأمين 07 يونيو 2020 10:25

نداء اللحظات الأخيرة.. هكذا توصف تصريحات وزيرة الخارجية السودانية أسماء محمد عبد الله، والتي دعت فيها إلى توحد الموقفين المصري والسوداني في مواجهة خطة ملء سد النهضة.

 

التحركات السودانية الأخيرة تجاه أزمة سد النهضة، تغيرت بشكل كبير، فقبل أيام أرسل السودان رسالة إلى مجلس الأمن، طلب فيها دعم جهوده الهادفة لاستئناف التفاوض حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبى بحسن نية وصولاً لاتفاق شامل ومرض لكل الأطراف.

 

وأكد السودان موقفه "الثابت من ضرورة الحفاظ على مصالح مصر وإثيوبيا والسودان واستئناف مفاوضات سد النهضة، وتأسيس قاعدة للتعاون على أساس المصالح".

 

وزيرة خارجية السودان

 

وقبل ساعات، قالت وزيرة خارجية السودان أسماء عبد الله إن "إثيوبيا إذا واجهت موقفا قويا من السودان ومصر، بألا يتم ملء سد النهضة قبل الوصول إلى اتفاق، ستفكر في الأمر مرتين"، موضحة أن مفاوضات سد النهضة أنجزت أكثر من 90 في المئة من ملفاتها، ويجب أن تُستأنف المفاوضات من حيث توقفت.

 

وأجرى تلفزيون السودان مساء أمس السبت، حوارا مع وزيرة الخارجية، ووزير الموارد المائية والري الدكتور ياسر عباس، والخبير في قضايا المياه الدكتور إبراهيم الأمين.

 

وقالت وزيرة الخارجية السودانية إن رسالة السودان إلى مجلس الأمن سببها أن مصر كانت أرسلت رسالة لتوضيح موقفها، ودعت فيها مجلس الأمن للتدخل من أجل تليين موقف إثيوبيا، التي أرسلت هى الأخرى رسالة لتوضيح موقفها، وتقول فيها إنها منفتحة على المفاوضات، والسودان أرسل الرسالة لتوضيح موقفه من سد النهضة، وهو أن السودان شريك أصيل في مسألة السد والمفاوضات، وليس وسيطا بين مصر وإثيوبيا.

 

 

وأضافت أن مشروع كبير بحجم سد النهضة على بعد 20 كيلومترا من الحدود السودانية، يؤثر على السودان، وبالتالي يجب أن يكون للسودان موقف، وسد بهذا الحجم له فوائده، وأيضا هناك مصادر قلق منه، والسودان يهمه أن تصل الدول الثلاث إلى اتفاق حول السد.

 

وقالت: "من هذا المنطلق، يرى السودان أنه لابد من عودة المفاوضات مرة أخرى، من حيث وقفت، بحيث لا نبدأ مرة أخرى من جديد"، موضحة أن السودان يرى أن المشاكل الموجودة لا حل لها إلا باستئناف المفاوضات، وملء السد، إن كانت إثيوبيا تقول إنه في يوليو القادم، فإنه يجب أن يتم بالتوافق بين الدول الثلاث.

 

وأضافت عبد الله: "نعرف أنه من حق أثيوبيا أن يكون لديها داخل أراضيها تنمية وتبني السدود، وتولد الكهرباء لمصلحة شعبها، ولكن يجب الالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية، والالتزام بإعلان المبادئ الذي وقعت عليه الدول الثلاث، لكن ماذا إذا لم تستجب إثيوبيا؟، نأمل ألا نصل إلى هذه المرحلة".

 

وقالت: "لا نتحدث عن ضرورة أن تكون هناك اجتماعات في واشنطن أو لا تكون، ولكن نتحدث عن الالتزام، لا أقول التزام أخلاقي، ولكنه التزام، فطوال الفترة الماضية من نوفمبر إلى فبراير الماضيين، الولايات المتحدة مع البنك الدولي كانت الراعية للمفاوضات، نقول مراقبين، ولكن مراقبين عن كثب ويتابعون خطوة بخطوة، متابعة لصيقة، ولا أعتقد أن الأمر يُضر في شيئ إذا وصلوا معانا إلى نهايات الأمر، ما الضرر في أن يكونوا حضورا في تلك النهاية؟".

 

رئيس الحكومة السودانية

 

تغيير الموقف السوداني تجاه أزمة سد النهضة في الآونة الأخيرة، جاء عقب التوترات التي شهدتها الحدود بين السودان وأديس أبابا، على خلفية هجمات شنتها مليشيات مسلحة إثيوبية على الأراضي السودانية.

 

وقد تبدو مصر المستفيد الأول من التغير في الموقف السوداني، على الأقل مقارنةً بمواقف الخرطوم طوال الفترة الماضية التي نُظر إليها مصريًّا على أنّها منحازة لإثيوبيا، وقد يرجع ذلك إلى خلافات لها جذور تاريخية بين مصر والسودان، تعود إلى ملف حلايب وشلاتين.

 

وتتفق مع ذلك دراسة مركز الإمارات، التي قالت إنّ الاشتباكات الحدودية أو بمعنى أدق الاعتداءات التي قامت بها الميليشيات الإثيوبية، والتي جاءت بعد أيام من إنهاء وفد سوداني حكومي رفيع المستوى زيارته للعاصمة أديس أبابا، استمرت 4 أيام، أجرى فيها مباحثات بشأن قضية الحدود بين البلدين، قد تلقي بتأثيراتها السلبية على المفاوضات الخاصة بسد النهضة بين كل من مصر والسودان وإثيوبيا.

 

وأضافت الدراسة أنّ المفاوضات تعاني أزمة شديدة بعد أن قاطعت أديس أبابا جولة المفاوضات الأخيرة في واشنطن في نهاية فبراير الماضي، والتي كان يفترض أن يتم خلالها توقيع اتفاق نهائي لحل هذه الأزمة، وبعد أن أعلنت إثيوبيا أنها ستبدأ في عملية ملء السد الشهر المقبل دون اتفاق مع القاهرة والخرطوم، ولكن حزمة من الضغوط الدولية، فضلاً عن تحركات سودانية نجم عنهما إعادة إثيوبيا إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى، حيث تم إعلان عقد جولة جديدة بين الأطراف الثلاثة قريباً، ولكن ذلك كان قبل وقوع تلك الاشتباكات، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول إمكانية عقد هذه الجولة بالفعل، وفي وقت قريب، لحل أزمة المفاوضات حول السد التي تتعقد مع مرور الوقت.

 

 

ومؤخرا تغير الموقف السوداني تجاه أزمة السد، ففي البداية اتخذت الخرطوم موقفا متأرجحا منذ شروع إثيوبيا في بناء سد النهضة في 2011، إلى أن وصلت في مراحل كثيرة إلى الانحياز للموقف الإثيوبي بعد 2013، في عهد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.

 

وكثيرًا ما تحدّث البشير خلال حكمه، عن أهمية سد النهضة للسودان، وهو ما قاد الكثير من المحللين إلى الحديث عن مكاسب يجنيها السودان من هذا المشروع الإثيوبي، مثل الاحتياجات الكهربائية.

 

وكانت مصر تنتظر من السودان لعب دور الشريك وليس الوسيط على اعتبار أنّه يتضرّر من المشروع الإثيوبي أيضًا، شأنه في ذلك شأن مصر، إلا أنّ الخرطوم نظرت خلال السنوات الماضية إلى مصالح أخرى، حسبما بيّنت مواقفها في التعامل مع هذا الملف الشائك.

 

وتنفي إثيوبيا، التي أعلنت عن المشروع في عام 2011، أن السد يقوض الحصة المصرية من مياه النيل.

 

وهناك خلافات بين الأطراف حول ملء خزان السد الجاري إقامته قرب الحدود مع السودان على النيل الأزرق.

 

يذكر أن تعنت أديس أبابا في قضية سد النهضة، كشف عن حقيقة الموقف الإثيوبي الذي يسعى لتحقيق مصالحه على حساب مصالح باقي الدول، وأكد أن الادعاءات السابقة ضد مصر كانت مجرد تكتيكات تسوق بها إثيوبيا قضيتها على حساب الحقوق المصرية في نهر النيل والذي يعد الرئة الأهم لدى الشعب المصري.

 

للمزيد من المعلومات عن أزمة سد النهضة.. شاهد الفيديو التالي:

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان