قالت صحيفة فرايتاج الألمانية، إِنَّ وساطة مصر قد تجعل السعودية والإمارات يقتنعان بأنّ نجل زعيم ليبيا الراحل، سيف الإسلام القذافي، يمكن أن يلعب دورًا سياسيًّا في ليبيا في المستقبل، وسيكون الورقة الرابحة، لا سيّما بعد ضعف قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر.

وأوضحت الصحيفة أَنَّ بعض الجهات الدولية الفاعلة في ليبيا عادت مرة أخرى للتفاوض مع سيف الإسلام ، بعدما مُنى قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر بالهزائم، وسيطر رئيس وزراء "حكومة الوفاق" في طرابلس، فايز السراج ، الذي يعتمد بشكل كبير على أردوغان.

وأشارت الصحيفة إلى أَنَّ العديد من المراقبين يعتقدون بجاهزية سيف الإسلام للقيام بدور قيادي في ليبيا في المستقبل.

 وبحسب التقرير، كان سيف الإسلام يحافظ حتى عام 2011 على العلاقات الدولية، وخاصة مع بريطانيا العظمى، وبفضل قدرته على التواصل، كان دائمًا شريك محادثة مرغوب فيه لإيطاليا.

بينما عارضت تركيا، على وجه الخصوص، عودته إلى المسرح السياسي، وأيضًا السعودية ، التي رأت نفسها معارضة لمعمر القذافي وداعمة للجنرال حفتر، وفق الصحيفة.

ولفت التقرير إلى أَنَّ المخابرات التركية حاولت في الأسابيع الأخيرة بالتنسيق مع "حكومة الوفاق" في طرابلس،  قتل سيف الإسلام أو القبض عليه وتسليمه إلى محكمة لاهاي.

وفي الأسبوع الماضي، وردت تقاريرعن إدارة جديدة أنشأتها المخابرات التركية في طرابلس تهدف إلى العثور على سيف الإسلام لقتله أو اعتقاله، وبالتالي إنهاء أنشطته السياسية إلى الأبد.

وكشفت قوات مدينة الزنتان عن خطط للقبض على نجل القذافي وقتله من قبل المخابرات التركية.

 وذكرت الصحيفة الألمانية أَنَّ روسيا أدركت أيضًا الدور الهام  الذي يمكن أن يلعبه سيف الإسلام في ليبيا.

 وفي أبريل 2019 ، سافر المواطن الروسي، مكسيم شوغالي، إلى ليبيا للقاء سيف الإسلام ، وبعد وقت قصير من لقائه بنجل القذافي ، تم اعتقاله هو ومترجمه في طرابلس.

وفقًا للصحيفة، عندما حاول رئيس المجلس الأعلى في طرابلس ، خالد المشري، ترتيب لقاء بين رئيس "حكومة الوفاق" ،  والرئيس الروسي بوتين ، يهدف إلى الإفراج عن مكسيم شوغاليس ومترجمه، لم يأت فايز السراج إلى روسيا للقاء بوتين، بل بعث فقط في 3 يونيو وزير الخارجية، محمد سيالا،  ونائب رئيس الوزراء، أحمد معتيق.

 وفي ذلك الوقت، قالت وزارة الخارجية الروسية،  إِنَّ الأسرى الروس المعتقلين في العاصمة الليبية طرابلس عقبة رئيسية أمام التعاون مع 'حكومة الوفاق في طرابلس.

واعتبرت الصحيفة سيف الإسلام القذافي ، بمثابة الورقة الرابحة الكبيرة التي لا يزال يراهن عليها الشعب الليبي ، حيث يعد وسيطا بين مجموعة واسعة من السياسيين، ويعرف كيف يتحرك على الساحة الدولية، لأنه كان  جزءا من الحرس القديم،  ويعرف كيفية التفاوض مع الإخوان المسلمين.

مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

بحسب إذاعة دويتشه فيله الألمانية، سارعت حكومة الوفاق الليبية إلى رفض مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التي أطلقها اليوم، السبت، باسم "إعلان القاهرة" عقب لقائه مع كل من خليفة حفتر قائد "الجيش الوطني الليبي" وعقيلة صالح، رئيس البرلمان.

ويتضمن "إعلان القاهرة" احترام كافة الجهود الأممية لحل الأزمة الليبية في إطارها السياسي، ووقف إطلاق النار بعد 48 ساعة في عموم الأراضي الليبية، وتفكيك المليشيات، وتسليم أسلحتها إلى الجيش الوطني الليبي، وطرد المرتزقة الأجانب إلى خارج البلاد، واستكمال أعمال مبادرة 5+5 برعاية الأمم المتحدة.

كما تضمن الإعلان ضمان تمثيل عادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاثة لإدارة الحكم في ليبيا وإجراء انتخابات نزيهة، وعدم استحواذ أي مليشيات على أي من مقدرات الليبيين، وإطلاق إعلان دستوري ينظم العملية السياسية في البلاد.

وحذر السيسي من إصرار أي طرف في البحث عن حل عسكري للأزمة الليبية، وأشار إلى أن المبادرة المطروحة تدعو لوقف إطلاق النار في ليبيا بداية من الثامن من الشهر الجاري وإخراج المليشيات الأجنبية من ليبيا.

وحذر السيسي في مؤتمر صحفي بحضور عقيلة صالح المشير خليفة حفتر، من أن خطورة الوضع الراهن ستمتد تداعياتها إلى  المحيط الإقليمي والدولي.

رابط النص الأصلي