رئيس التحرير: عادل صبري 11:51 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

جورج فلويد.. هل تمنح روحه رئاسة أمريكا لـ «بايدن»؟

جورج فلويد.. هل تمنح روحه رئاسة أمريكا لـ «بايدن»؟

العرب والعالم

ترامب وبايدن

بأصوات الأفارقة..

جورج فلويد.. هل تمنح روحه رئاسة أمريكا لـ «بايدن»؟

أيمن الأمين 02 يونيو 2020 11:49

ألهبت نار الاحتجاجات داخل الولايات المتحدة الأمريكية، بعد مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد، سباق الرئاسة بين الرئيس دونالد ترامب الطامع في مدة رئاسة ثانية، والمرشح الديمقراطي جون بايدن الطامح في الجلوس على عرش البيت الأبيض.

 

الاحتجاجات الغاضبة المستمرة منذ أكثر من أسبوع، وضعت ترامب في مأزق، خاصة مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية والمزمع إجراؤها في الثالث من شهر نوفمبر القادم.

 

وتوتر الشارع الأمريكي على خلفية مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد، أثناء اعتقاله من قبل ضابط الشرطة الأبيض ديريك شوفين، ما تسبب في احتجاجات وصفت بالأعنف والتي لم تشهدها الولايات المتحدة منذ سنوات.

 

وبعيدا عن الاحتجاجات التي ضربت غالبية الولايات في مشهد لم يعهده الرئيس ترامب، يصف جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق، نفسه بأنه مرتبط للغاية بالتجربة الأمريكية - الأفريقية، ووصل الأمر إلى حد قوله، خلال مناظرة في أتلانتا قبل 6 أشهر"لقد خرجت من المجتمع الأسود".

 

ويواجه المرشح الديمقراطي (جو بايدن) اختبارًا حاسمًا، في انتخابات الرئاسة المقبلة، تحديدا بعد غضب الأفارقة على دونالد ترامب، بحسب صحيفة واشنطن بوست، الأمر الذي دفع الصحيفة الأمريكية إلى التساؤل عما إذا كان "بايدن" يملك العلاقات والمهارة السياسية لتوجيه غضب السود الأفارقة؟ أم سيجرفه تسونامي من السخط؟.

 

جو بايدن

 

وفي هذا السياق، قال كورنيل بلشر، أحد منظمي استطلاعات الرأي للرئيس السابق باراك أوباما، إنه:"ينبغي عليه أن يستغل الفرصة".

 

واعتبر أن بايدن "قادر تماما على التدخل في هذه المساحة، وإرسال رسالة حول توحيد أمريكا والتحدث عن المبدأ الذي طرحه مارتن لوثر كينج قبل عقود: أن الظلم في أي مكان لأي شخص هو ظلم للجميع. هذه هي المساحة التي يجب أن يشغلها".

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى الآن، ظل بايدن هادئًا نسبيًا، وأدلى بملاحظات متلفزة وجيزة تدعم المتظاهرين، وأجرى جولة نادرة من المقابلات مع المحطات الإخبارية لتوصيل وجهة نظره إلى الأمريكيين.

 

كما أصدر بايدن، قبل أيام، بيانا يدين العنف، وفي وقت لاحق، سحب فيديو مسجلاً مسبقًا من البرنامج الناطق لمؤتمر الحزب الديمقراطي في ولاية مين مساء الأحد الماضي "بسبب الأحداث الأخيرة"، وفقًا لأحد مساعديه.

 

ترامب

 

كما أجرى زيارة غير معلنة للمتظاهرين في مدينة ويلمنجتون بولاية ديلاوير، ونشر لاحقًا صورة لنقاش مع شخص ، وكتب في تعليق: "نحن أمة تتألم، ولكن يجب ألا نسمح لهذا الألم بتدميرنا".

 

ويخطط بايدن للتحدث أكثر عن قضية العرق في الأيام المقبلة، وفقًا لشخص مطلع على خطط الحملة تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.

 

في المقابل، حاول الرئيس ترامب، ربط الاحتجاجات ببايدن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى الاضطرابات في فيلادلفيا، حيث يقع مقر الحملة الرسمية للمرشح الديمقراطي.

 

وتساءل ترامب: "هل هذا ما يريده الناخبون من جو النعسان؟"، وفي وقت لاحق، طالب الولايات الديمقراطية والقادة المحليين في المدن المتضررة باستدعاء الحرس الوطني.

 

ومضى الرئيس الأمريكي قائلا: "العالم يراقبكم ويضحك عليكم وعلى جو النعسان. هل هذا ما تريده أمريكا؟.. كلا".

 

 

وكان بايدن قد فاز بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بسبب دعمه الساحق من الناخبين ذوي البشرة السمراء وسكان الضواحي، وهو تحالف يتحيز لكبار السن وأكثر تحفظًا من المتظاهرين الشباب ومتعددي الأعراق الذين يسيرون في المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد.

 

من جانبها، تعترف حملة بايدن بأن فوزه على ترامب سيتطلب منه إعطاء دوافع للناخبين الأكبر سنا، وأيضا جذب الشباب الأمريكيين الساخطين الذين تخشى الحملة أن يخرجوا من هذه الانتخابات إذا لم يتواصلوا معه.

 

ونقلت الصحيفة عن شيكيرا باركر، وهي إحدى منظمي الاحتجاجات، قولها: "الناس غاضبون في الشوارع، إنها ليست مجرد احتجاجات، إنها غضب".

 

وأضافت: "هناك نظام يجب أن يتغير من الأعلى إلى الأسفل. على (بايدن) أن يثبت أن لديه الشجاعة لإحداث تغيير على طول الطريق".

 

 

مراقبون يرون أن الاختيار بين ترامب وبايدن يرقى إلى اختيار الخيار الأقل سوءًا، قائلين: على الأمريكان الاختيار بين أهون الشرين.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن بايدن يألف مواجهة الاضطرابات العرقية، فحين كان محاميا شابا في أوائل السبعينيات، دفعته معارضته لقوات الحرس الوطني التي كانت تحتل ويلمنجتون، في أعقاب أعمال الشغب إلى خوض الانتخابات.

 

وقال، آنذاك، إنه أرغم على الترشح للرئاسة بعد اشتباك المتعصبين البيض بعنف مع المتظاهرين في شارلوتسفيل.

 

وأوضحت الصحيفة: تاريخ بايدن الطويل في السياسة الديمقراطية يتضمن حلقات تثير الشك لدى الأمريكيين ذوي البشرة السمراء، بما في ذلك تأليف قانون الجرائم لعام 1994 الذي يقول منتقدون إنه أدى إلى الحبس الجماعي. كما أن خطته الحالية للأمريكيين الذين ينحدرون من أصل أفريقي ليست بعيدة المدى كما يريد القادة الشباب، بما في ذلك رفض تقنين الماريجوانا.

 

 

وقالت أنجيلا راي، وهي زعيمة للحقوق المدنية والمديرة التنفيذية السابقة لكتلة النواب السود بالكونجرس، إنها تشعر بخيبة أمل إزاء صمت بيان بايدن بشأن القضية الأكبر المتعلقة بوحشية الشرطة.

 

وقالت راي: "هذا البيان ليس مصمماً لتمزيقه. هذا فقط لجعله يضمن بقاء السود، ولا يمكننا البقاء على قيد الحياة إذا لم يكن هناك إدراك كامل لما يحدث وخطورة هذه اللحظة".

 

أما قادة الحقوق المدنية الشباب، فيقولون إن أحد أسباب الانفصال هو اعتماد بايدن على دائرة صغيرة من القادة السود الذين عرفهم لسنوات.

 

ووفق تقارير إعلامية، قال رشاد روبنسون، وهو رئيس "تحالف لون التغيير": "إنها استراتيجية للديمقراطيين البيض من التسعينيات للاعتقاد أنه يمكنك ببساطة التعامل مع قادة معينين وليس عليك إجراء محادثات مع القواعد الشعبية وليس من الضروري العمل بالاشتراك مع القواعد الشعبية".

 

وأشار إلى أنه يريد من بايدن أن يقدم أجندة أكثر تفصيلاً، وأن يشرح بالضبط كيف سيفكك القوى التي أبقت على الوضع الراهن على حاله خلال إدارات الجمهوريين والديمقراطيين.

 

 

في السياق، اتهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قبل ساعات، نائب الرئيس السابق والمرشح الرئاسي، جو بايدن، بالعمل على إطلاق سراح الأناركيين المخربين خلال الاحتجاجات الأخيرة.

 

واتهم ترامب، في سلسلة تغريدات على حسابه في «تويتر»، مقربين من بايدن بالعمل على إطلاق سراح الأناركيين المخربين.

 

وفي المقابل، دعا بايدن، المحتجين على وحشية الشرطة إلى عدم اللجوء للعنف، مع اندلاع الاضطرابات في مدن أمريكية خلال الليل.

 

وقال بايدن في البيان الذي نُشر عبر البريد الإلكتروني: "الاحتجاج على ممارسات وحشية كهذه أمر صائب وضروري، لكن الإحراق وإحداث تدمير لا طائل من وراءه ليس كذلك.

 

 

وفي إطار حرب التصريحات الأخيرة بين (ترامب وبايدن، اتّهم الأخير الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بأنّه "يستخدم الجيش الأمريكي ضدّ الشعب الأمريكي"، ويستخدم الغاز المسيّل للدموع ضدّ "متظاهرين سلميين"، وكل هذا لمجرّد الترويج لنفسه، وذلك بعيد زيارة مفاجئة قام بها ترامب إلى كنيسة مجاورة للبيت الأبيض.

 

وقال بايدن في تغريدة على تويتر إنّ ترامب "يستخدم الجيش الأمريكي ضدّ الشعب الأمريكي. إنّه يطلق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين سلميين ويطلق عليهم الرصاص المطّاطي. من أجل صورة".

 

وأثار مقتل جورج فلويد، الذي ظهر في فيديو وهو يجاهد لالتقاط أنفاسه بينما يجثو ضابط شرطة أبيض بركبته فوق عنقه، موجة احتجاجات عارمة بدأت من منيابوليس وامتدت عبر أنحاء الولايات المتحدة، وتخللها أعمال شغب وعنف لم تشهدها أمريكا من قبل.

جورج فلويد
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان