بالبكاء والهُتاف، استقبلت غالبية المساجد في الدول العربية والإسلامية عُمًارها، وسط حالة من الفرحة الممزوجة بالدموع، وذلك بسبب فتحها بعد إغلاق استمر لأكثر من شهرين بسبب جائحة كورونا التي ضربت معظم دول العالم.

 

وجرى خلال الأيام الماضية إعادة فتح المسجد الأقصى المبارك، وكذلك المسجد النبوي، حيث توافد آلاف المقدسيين لأداء صلاة فجر الأحد الماضي في المسجد الأقصى بعد إغلاقه بسبب جائحة كورونا، وفتحوا أبواب المسجد وهم يرددون: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى".

 

 

ومرت لحظات انتظار افتتاح أبواب الأقصى كأنها ساعات، من شدة شوق المصلين لدخوله والصلاة فيه، وهذا اليوم لن ينساه المقدسيون، وفق ما يقولون، وخاصة المبعدون عنه بقرارات الاحتلال الإسرائيلي. وتسابق المقدسيون مع فلسطينيي الداخل المحتل؛ ليشهدوا فتح الأقصى.

 

 

ومن فلسطين إلى المملكة العربية السعودية، تحديدا من داخل المسجد النبوي، فالبكاء كان عنوان المصلين في الفجر الذي لن ينسى، حين تسارعت الخطوات نحو واحد من أقدس بقاع الأرض، فالقلب يهرول سابقا القدمين لهؤلاء الذين ابتسم لهم الحظ للصلاة في المسجد النبوي الشريف بعد الإغلاق الطويل.

 

فالفرحة بعودة الصلاة في المسجد النبوي لم تكن من نصيب من صلوا بداخله فقط، ولكنها عمت جميع بيوت المسلمين.

 

 

وفي إطار التدابير الاحترازية من قبل السعودية، تم إطلاق حملة إعلامية للتوعية بالإجراءات الاحترازية المطلوبة أثناء الحضور للصلاة في المسجد النبوي، والتعاون مع وزارة الصحة لتأمين فرق طبية على الأبواب الرئيسية للمسجد النبوي، بالإضافة لاقتصار فتح المسجد النبوي على التوسعات والساحات فقط دون الحرم القديم.

 

وفي مساجد تركيا، اختارت السلطات التركية حلول الذكرى الـ 567 لفتح القسطنطينية لإعادة فتح المساجد تدريجيا في هذه المدينة التاريخية.

 

 

وبدت مساجد إسطنبول متوهجة فرحا بعودة عمارها لا يفوقها إلا سعادة القلوب المعلقة بها وأصحابها الذين امتلأت بهم الساحات والقبلة، وشكلوا بصلواتهم لوحة إيمانية فريدة، استطاعت تكنولوجيا التصوير الحديثة التي تحملها الطائرات المسيرة تسجيل جانب من ملامحها اللافتة.

 

ورصدت "مصر العربية" بعض القرارات والإجراءات التي اتخذتها بعض الدول العربية والإسلامية بشأن فتح المساجد، وكانت كالتالي:

 

ففي الكويت، أصدر وزير الأوقاف والشئون الإسلامية، المستشار الدكتور فهد العفاسي، قراراً وزارياً يقضي برفع الإيقاف المؤقت عن صلاة الجماعة في عدد من المساجد كمرحلة أولى، مع استمرار إغلاق مصليات النساء والمكتبات ودورات المياه فيها، ويمنع استخدام برادات المياه، وأرفق مع القرار كشف لأسماء ومواقع  تلك المساجد.

 

 

ونص القرار على استمرار إيقاف الدروس والحلقات وكافة الأنشطة الأخرى في المساجد مع استمرار إيقاف صلاة الجمعة في جميع المساجد والجوامع في كافة المناطق حتى إشعار آخر.

 

 

وفي غزة، قررت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية فتح المساجد أمام صلاة الجماعة ابتداءً من فجر غدا الأربعاء، بعد نحو شهرين من إغلاقها ضمن الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا.

 

وأكد وكيل وزارة الأوقاف عبد الهادي الأغا في مؤتمر صحفي فتح المساجد بجميع الصلوات مع بقاء رخصة الصلاة في البيوت.

 

وطالب الأغا بضرورة التزام الإجراءات الوقائية التي سبق التأكيد عليها، من اصطحاب سجادة الصلاة، وارتداء الكمامة، والتباعد بين المصلين في الصف الواحد، وعند الدخول والخروج من المسجد، وترك المصافحة والاقتراب، وعدم اصطحاب الأطفال.

 

 

وشدد على ضرورة التزام المصابين بالأمراض المزمنة والمعدية، والخارجين من الحجر الصحي، بالصلاة في بيوتهم، وعدم المجيء إلى المساجد.

 

وفي الأردن، عمم وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة إلى مديري الأوقاف في جميع محافظات المملكة عن الإجراءات والتعليمات الواجب الالتزام بها عقب قرار فتح المساجد لأداء صلاة الجمعة المقبلة.

 

وأكد وزير الأوقاف في تعميمه الصادر الأحد، ضرورة إجراء عملية تعقيم وتنظيف لجميع المساجد قبل فتحها، وتوفير وسائل التطهير في جميع المساجد وعلى مرأى من المصلين.

 

وشدد على التزام جميع المصلين والعاملين في المسجد بوضع الكمامات والقفازات قبل الدخول للمساجد، فضلا عن إقامة الصلاة في المساجد وساحاتها بالإضافة للساحات العامة، مع ضمان التباعد الجسدي بين المصلين.

 

وأشار إلى أنه يجب وضع علامات داخل المسجد تحدد مكان وقوف المصلين لضمان التباعد مع الحرص على ترك مسافات مناسبة بين المصلين وتباعد الصفوف وتطبيق ذلك في جميع الصلوات، بما فيها صلاة الجنازة.

 

 

وفي مصر والتي تستعد لفتح مساجدها أمام عمارها، وفي بشرة خير، أعلن وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، مخطط مسافات التباعد بين المصلين فور عودة فتح المساجد.

 

تجدر الإشارة إلى أن فيروس "كورونا" ظهر في الصين، لأول مرة في 12 ديسمبر 2019، بمدينة ووهان، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف يناير الماضي.

 

وتتخذ الدول المتضررة من الفيروس التاجي المزيد من التدابير للحد من انتشار المرض وحث الناس على البقاء في منازلهم ليكونوا آمنين وكذلك تخفيف الضغط على أنظمة الرعاية الصحية وسط الأزمة.

 

وجائحة "كورونا" ضمن عائلة من الفيروسات، غير أن 6 منها فقط تصيب البشر، والأخير الجديد هو السابع من بين ذات العائلة القاتلة التي أرهقت سكان الأرض.