رئيس التحرير: عادل صبري 09:23 صباحاً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

عائلة الأسد.. 50 عامًا بالسلطة و180 مليون دولار تجدِّد خلافاتها

عائلة الأسد.. 50 عامًا بالسلطة و180 مليون دولار تجدِّد خلافاتها

العرب والعالم

مخلوف ناشد الأسد التدخل لحل الخلاف مع الحكومة

عائلة الأسد.. 50 عامًا بالسلطة و180 مليون دولار تجدِّد خلافاتها

بسيوني الوكيل 31 مايو 2020 14:20

في ظهيرة يوم حارٍّ من شهر يوليو قبل 20 عامًا، وقف رامي مخلوف في خيمة نُصبت في ساحة مركزية بالعاصمة السورية، دمشق، يَسْرُد فيها فضائل ابن خاله بشار الأسد... وبعد أيام فقط، وصل بشار إلى سدة الحكم عبر استفتاء ليصبح وريثًا رسميًا لرئاسة سوريا خلفًا لوالده حافظ الأسد.

 

واليوم يواجه مخلوف مشكلة قانونية، وفيما يبدو أنه غير قادر على التواصل مباشرة مع الأسد، الرئيس الذي حوَّل ابن عمّته رجل الأعمال إلى إمبراطور الاقتصاد السوري بلا منازع.

 

ويسمح الأسد حاليًا للسلطات بالاستيلاء على ممتلكات مخلوف في أعقاب خلاف مع الحكومة حول تسديد 180 مليون دولار، بحسب تقرير لوكالة «بلومبرج» الأمريكية.

 

وقبل نحو أسبوعين، كشفت وثيقة رسمية عن قرار للحكومة السورية بالحجز على أموال مخلوف؛ أحد أغنى أغنياء سوريا، وعلى أموال زوجته وأولاده.

 

وحملت الوثيقة تاريخ 19 مايو وعليها توقيع وزير المالية وجاء فيها أنَّ «الحجز الاحتياطي»، يأتي ضمانًا لتسديد المبالغ المستحقة لهيئة تنظيم الاتصالات في سوريا.

 

ووفقًا للتقرير، فقد أصاب الخلاف الذي ظهر للعلن خلال الأسابيع القليلة الماضية، السوريين بصدمة بعد أن نشر مخلوف مقاطع فيديو على موقع فيسبوك، للتعبير عن «المظالم» التي يتعرض لها.

 

وتناول مخلوف النزاع في ثلاثة مقاطع على الإنترنت، ناشد فيها الأسد شخصيًّا التدخل لإنقاذ شركته، مشيرًا إلى أن المسئولين طلبوا منه الاستقالة من رئاسة شركة «سيريتل» المشغِّل الأساسي لخدمات الهاتف المحمول في سوريا.

 

وقال مخلوف الذي تطالبه الحكومة بتسديد نحو 180 مليون دولار كجزءٍ من مستحقات للخزينة: إنَّ الحجز على أمواله مخالف للقانون، نافيًا الاتهامات الموجهة إليه بالتهرب الضريبي.

 

وأضاف أنَّ هناك طلبًا وصل إلى المحاكم بتعيين حارس قضائي لإدارة «سيريتل»، واصفًا ذلك بأنه محاولة لإقصائه عن الشركة.

 

وتحول مخلوف البالغ من العمر 50 عامًا من أحد أكثر المدافعين عن الأسد إلى عدو داخل الطائفة العلوية التي تحكم الدولة الشرق أوسطية منذ 1970. بحسب الوكالة.

 

ومخلوف والأسد من أبناء الطائفة العلوية التي تمثل أقلية داخل سوريا إلا أنها تحتكر السلطة هناك.

 

وفي تعليقه على هذا الخلاف، قال أيهم كامل رئيس وحدة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة «أوراسيا» التي تقدم نصائح للعملاء حول المخاطر السياسية: «لجذب المستثمرين ولبدء إعادة الإعمار، من الواجب على سوريا أن تبني هيكلًا سياسيًا واقتصاديًا أكثر شفافية وأقل فسادًا، على الأقل في الظاهر».

 

وأضاف الخبير في الشأن السوري: «مخلوف الآن بات ظاهرة من الماضي، وهذا جهد لتدميره كلاعب وحيد».

 

ويقول مسؤولون غربيون، إنَّ مخلوف الذي يخضع لعقوبات أمريكية وأوروبية لعب دورًا كبيرًا في تمويل الأسد في الصراع الدائر في البلاد منذ عام 2011 . وفضلًا عن قطاع الاتصالات تعمل إمبراطوريته الاقتصادية في العقارات والبناء وتجارة النفط.

 

واعتبر كامل أن «السمة الأساسية» للوضع الاقتصادي السوري المرتقب «هي الانتقال إلى نظام أكثر تفتيتًا مصنوع من أمراء الحرب الجدد، وآخرين كانوا دومًا في سوريا».

 

ونتيجة للحرب الأهلية التي بدأت قبل نحو عشر سنوات، دخلت سوريا في مرحلة غير مسبوقة من الصعوبات الاقتصادية، حيث قدرت الأمم المتحدة الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها الدولة العربية جراء الحرب بـ 388 مليار دولار.


ويقول خبراء في الشأن السوري، إنَّ الخلاف بين مخلوف وبشار يمكن أن يكون أكبر صدع داخلي منذ عقود في الأسرة التي حكمت سوريا منذ وصول الرئيس الراحل حافظ الأسد إلى سدة الحكم قبل 50 عامًا.

 

ولم يكن الخلاف بين بشار ومخلوف هو الأول من نوعه في عائلة الأسد، فقد سبقه خلاف بين الرئيس حافظ الأسد وشقيقه رفعت.

 

فعلى الرغم من أن حافظ أسند لشقيقه وذراعه الأيمن مهام كبيرة مثل القضاء على انتفاضة مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين في حماة في 1982، إلا أن ذلك لم يمنع رفعت من محاولة الانقلاب على شقيقه بعد عام واحد، مستغلًا مرضه ومعاناته من مشكلات في القلب.

 

ولكن المحاولة الانقلابية فشلت، وتم نفي رفعت الأسد، إلا أنه غادر البلاد وفي حوزته ملايين الدولارات، ويرى مراقبون أن هذا قد يكون هو الخيار الأفضل لرامي مخلوف.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان