أثارت الاحتجاجات الحاشدة في عشرات المدن الأمريكية على خلفية قتل الشرطة لرجل من أصول أفريقية في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، المخاوف من موجة جديدة للعدوى بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، بحسب راديو "صوت أمريكا".

وسجلت الولايات المتحدة، السبت، 960 وفاة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات في البلاد جراء الفيروس إلى 103,758، فيما بلغ إجمالي الإصابات المؤكدة بالفيروس 1806589.

وفي تقرير نشره على موقعها الإلكتروني، أشار الراديو إلى أن بعض القادة الذين ناشدوا الجماهير الغاضبة الهدوء، كانوا يوزعون الكمامات عليهم في الأماكن التي شهدت اضطرابات، ويحذرون المتظاهرين من أنهم يعرضون أنفسهم للخطر.

فقالت عمدة أتلانتا كيشا لانس بوتومز مساء السبت:" إذا كنت خرجت للتظاهر الليلة الماضية، من المحتمل أنك بحاجة إلى الخضوع لاختبار كوفيد 19 هذا الأسبوع .. لا يزال هناك وباء في أمريكا يقتل السود والملونين بأعداد كبيرة".

من جانبه قال حاكم ولاية مينيسوتا إن الكثير جدا من المحتجين لم يلتزم بقواعد التباعد الاجتماعي أو ارتداء الكمامات بعد استجابتهم لدعوة التظاهر هذا الأسبوع.

وأضاف سبينس إنجرام بعد مسيرة لمتظاهرين إلى مبنى الكابيتول في أتلانتا: "هذا ليس جيدا في ظل هذا الوباء، لا يجب أن نكون هنا للمخاطرة بأرواحنا.. لكن يجب علي أن أتظاهر من أجل حياتي وأقاتل من أجل حياتي طوال الوقت".

التظاهرات ضد مقتل جورج فلويد، الرجل الأسود الذي توفي مختنقا بعد أن ضغط رجل شرطة أبيض على رقبته، تأتي في وقت بدأت فيه العديد من المدن تخفيف أوامرها بالبقاء في المنزل.

وهذا أمر مقلق خاصة لخبراء الصحة الذين يخشون من أن يصيب حاملو الفيروس الذين لا تظهر عليهم الأعراض، الآخرين بالعدوى دون قصد في التجمعات.

فقال برادلي بولوك رئيس قسم علوم الصحة العامة في جامعة كاليفورنيا:" سواء كانوا متحمسين أم لا هذا لن يمنعهم من الإصابة بالفيروس".

وشهدت 30 مدينة على الأقل في مناطق مختلفة من الولايات المتحدة مظاهرات حاشدة، احتجاجات على مقتل جورج فلويد. ووقعت مصادمات بين المحتجين والشرطة في نيويورك وفلادلفيا وواشنطن.

أمرت مدن أمريكية بفرض حظر التجول في محاولة للسيطرة على الاشتباكات العنيفة بين المحتجين والشرطة، التي اندلعت عقب وفاة فلويد.

واستمرت الاحتجاجات العنيفة في مدن أمريكية لخامس ليلة على التوالي، واستخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي بعد إضرام النيران في سيارات ومركبات تابعة للشرطة.

وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتدخل الجيش إذا لم تتمكن السلطات المحلية في الولايات من التعامل مع الاحتجاجات.

وألقى ترامب باللائمة في أحداث العنف على مرتكبي أعمال السلب والنهب ومثيري الشغب والفوضى.

ووجهت السلطات تهمة القتل إلى شرطي في مينيابوليس بعد فصله. وكان فلويد توفي خلال توقيفه من قبل الشرطة الاثنين.

وفي مشاهد مصوّرة، ظهر الشرطي ديريك شوفين (44 عاماً)، يركع ضاغطاً على عنق فلويد لدقائق، رغم قول الأخير إنه "لا يستطيع التنفس". وتسببت الحادثة في إقالة 4 أفراد من الشرطة.

وانتشر الفيديو على نطاق واسع عبر الانترنت، وأشعل الغضب تجاه تعامل الشرطة الأمريكية مع المواطنين من أصول أفريقية.

النص الأصلي