قالت صحيفة "جارديان" البريطانية إن زيادة معدل الوفيات في إقليم دارفور بالسودان، يثير المخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، بين السكان دون علمهم بالإصابات.
وفي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، ذكرت الصحيفة أن معدل وفيات المسنين في مدينة الفاشر بدارفور ينذر بالخطر، الأمر الذي دفع الحكومة لحظر عمليات الدفن بدون شهادات، في الوقت الذي تجري فيه تحقيقا في سبب الوفاة ووضعت ولاية شمال دارفور في حالة إغلاق.
وسجلت شبكات الناشطين عشرات الوفيات يوميا خلال الأسبوعين الماضيين، الأمر الذي أثار المخاوف من أن تفشي الفيروس يقتل كبار السن في منازلهم.
وأكد تحقيق أجرته جامعة الفاشر بالتعاون مع الحكومة والأمم المتحدة 150 حالة وفاة على الأقل.
وبحسب الصحيفة، فإن العينات أُخذت من ثلث المتوفيين، وفي حين أن النتائج لم تظهر بالنسبة للأغلبية إلا أن 11 من 15 تبين إصابتهم بكوفيد 19.
وقال الطاهر أحمد الدكتور بجامعة الفاشر إن معدل الوفيات كان يتصاعد بشكل سريع، يزيد عن الضعف أسبوعيا، فمن 9 إصابات في بداية مايو إلى 94 في الأسبوع الثالث، وأكثر من النصف ماتوا في غضون أسبوع من مرضهم، ومتوسط أعمارهم كان 71 عاما.
ويخشى الكثيرون من كارثة صحية في الفاشر المعزولة عن العاصمة الخرطوم وموطن لأكثر من 200 ألف نازح جراء العنف.
فقالت سعاد موسى إن الناشطين في المدينة يسجلون وفيات بين أقاربهم، فيضعون أرقاما تزيد عن 60 وفاة في بعض الأيام، ولكن لا يوجد رقم رسمي، حيث يتجنب معظم الناس المستشفيات لأنهم لا يعتقدون أنهم سيتلقون العلاج الضروري هناك.
وقال موظف محلي في الأمم المتحدة، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إن الكثير من الناس يرفضون فكرة الذهاب إلى المستشفيات بسبب نقص وسائل النقل والاعتقاد بأن المستشفيات لا تستطيع أن تفعل الكثير للمساعدة.
من جانبه قال الدكتور النذير محمد ثاني الذي يعمل في مستشفى الفاشر التخصصي للأطفال، إن مستشفيات شمال دارفور سيئة التجهيز وتفتقر إلى المعدات الوقائية ومصممة لتوفير الرعاية الصحية العامة فقط على المستوى المحلي.
وأضاف:"لا يوجد أكسجين مركزي أو حتى مولد أكسجين في الولاية. نحن نعتمد على الإمداد من الخرطوم، على بعد 1300 كيلومتر من الفاشر ".
أعلنت وزارة الصحة السودانية، الجمعة، تسجيل 38 وفاة و175 إصابة جديدة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد 19)، بينما تعافى 67 شخصا جديدا .
وبهذا يرتفع العدد الكلي لحالات الإصابة منذ بداية الجائحة في السودان الى 4521 حالة، متضمنة 233 حالة وفاة، و816 حالة تعافي.
وتم إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية في السودان، بمقتضى حالة الطوارئ الصحية التي أعلنتها السلطة الانتقالية، والتي قضت أيضا بوقف الدراسة في كافة المراحل ومنع التجمعات، وحظر تجوال شامل في الخرطوم وجزئي ليلا بالولايات.
