يبدو أن منطقة شرق البحر المتوسط، ستشهد توتراً جديداً خلال الفترة المقبلة، بسبب الاحتياطات الضخمة للغاز الطبيعي، وذلك بعد إعلان تركيا اعتزامها التنقيب عن الغاز فى سواحل ليبيا خلال 3 أو 4 أشهر من الآن.
يأتي بعدما كشف مسح جيولوجي، عن وجود احتياطات ضخمة من الغاز الطبيعي شرق البحر المتوسط قُدرت بنحو 122 تريليون قدم مكعب التي تساوي قيمتها مئات المليارات من الدولارات، الأمر الذى دفع الدول المحيطة إلى تشكيل تحالفات واتفاقيات من أجل ضمان حصتها في الثروة المكتشفة.
ويعتبر منتدى غاز شرق المتوسط، والذي تم تأسيسه في القاهرة في يناير 2019 ، أحد أهم أشكال التحالفات حتى اللحظة، والذي يضم إسرائيل ومصر والأردن واليونان وقبرص وإيطاليا والمناطق الفلسطينية، فيما تم عزل سوريا ولبنان وتركيا من المعادلة، مما دفع الأخيرة إلى عقد اتفاق مع ليبيا قوبل برفض يوناني وقبرصي مصري.
وبموجب الاتفاق التركي الليبي، تقدمت شركة البترول التركية "تباو"، مؤخرا طلبا إلى حكومة فايز السراج في العاصمة الليبية طرابلس للحصول على إذن بالتنقيب في شرق البحر المتوسط، وقال وزير الطاقة التركي فاتح دونماز قوله، إن أعمال الاستكشاف ستبدأ "فور الانتهاء من العملية".
فى المقابل يقطع أعضاء منتدى غاز شرق المتوسط، خطوات إيجابية في سبيل تحقيق الهدف الرئيسي للمنتدى المتمثل فى استغلال ثروات المنطقة لصالح شعوب الدول الأعضاء، وفقا لتصريح حمدي عبد العزيز، المتحدث باسم وزارة البترول الذى أشار إلى أن تحقيق الاستفادة الكاملة من الامكانات الاقليمية يعكس رغبة العديد من الأطراف والمنظمات الدولية للمشاركة فيه ودعم أنشطته.
وكان الاجتماع الأخير لمنتدى غاز شرق المتوسط الذي انعقد في مصر منتصف يناير الماضى، اتفق على الإطار التأسيسي للمنتدى، وهي خطوة من شأنها الارتقاء به إلى مستوى منظمة دولية حكومية مقرها القاهرة، ومن المقرر توقيع الإطار التأسيسي من قبل الأعضاء المؤسسين بمجرد ضمان توافقه مع قانون الاتحاد الأوروبي الذي تنتمي إليه ثلاث دول هم اليونان وقبرص وإيطاليا.
ومن المقرر أن يجرى اجتماعا وزاريا بالقاهرة بين الدول الأعضاء فى المنتدي خلال الربع الثاني من 2020 لمواصلة استكمال خطط المنتدى.
ويرى أسامة كمال وزير البترول السابق، أن اشتراك إيطاليا في تأسيس المنتدى واستعداد فرنسا وأمريكا لاكتساب العضوية كمراقبين على أنشطة واتفاقيات المنتدى، يضيف قوة كبيرة لكافة قراراته ويضمن التوزيع العادل للثروات وحماية وتأمين الحقول.
فى السياق ذاته، كشفت وزارة البترول المصرية فى فبراير الماضى، عن ابرام اتفاقا مبدئيا مع خمس شركات عالمية للتنقيب عن النفط والغاز غرب البحر المتوسط بالمياه العميقة في سبع مناطق.
وحسب تصريح تليفزيوني، أدلى به طارق الملا وزير البترول، لسكاي نيوز عربية، فإن الشركات التي ستبدأ عمليات البحث الاستكشافي بغرب المتوسط مطلع عام 2021 هي توتال وبي.بي وشيفرون وإكسون موبيل وأن تلك ستكون المرة الأولى للعمل بتلك المنطقة.