رئيس التحرير: عادل صبري 12:48 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

كاميرات الهواتف.. سلاح جديد ضد تزايد العنصرية في أمريكا

كاميرات الهواتف.. سلاح جديد ضد تزايد العنصرية في أمريكا

العرب والعالم

جانب من الاحتجاجات التي شهدت الولاية الأمريكية إثر مقتل رجل أسود

كاميرات الهواتف.. سلاح جديد ضد تزايد العنصرية في أمريكا

إسلام محمد 29 مايو 2020 20:50

من وفاة رجل أسود في مينيابوليس إلى حادث عنصري في سنترال بارك، تُستخدم كاميرات الهواتف بشكل متزايد كسلاح ضد العنصرية في أمريكا، حتى وإن لم تواكبها الأنظمة القضائية دوما.

 

انتشر مقطعا فيديو تم تصويرهما بهواتف ذكية من وسائل التواصل الاجتماعي إلى وسائل الإعلام الأساسية هذا الأسبوع ليسلطا الضوء على الكيفية التي يقوم بها المارة اليوم بالتقاط ما يجري حولهم من أحداث ربما لم يكن يلاحظها أحد في الماضي، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

 

وأوضحت الوكالة، أن أحد المارة كان هو من صوّر جورج فلويد، وهو يختنق بينما استمر شرطي مينيابوليس الأبيض يضغط بركبته على عنقه لخمس دقائق على الأقل الإثنين.

 

توقف فلويد عن الحركة، وأعلنت وفاته في وقت لاحق في المستشفى، وفُصل أربعة شرطيين من السلك لكنهم ما زالوا أحرارًا، وقد شهدت المدينة ليلتين من الاحتجاجات الغاضبة العنيفة.

 

وتساءل مدير مركز أبحاث مناهضة العنصرية في الجامعة الأميركية في مقابلة موقع "الديموقراطية الآن"، "لو لم يكن لدينا الفيديو، فهل كان الشرطيون سيفصلون بهذه السرعة؟ هل كانوا سيصدقون كل هؤلاء الشهود الذين كانوا يشاهدون ما يحدث ورأوا الشرطيين الذين كان ينبغي وقفهم؟".

 

في الحادثة الثانية، أبلغت امرأة بيضاء زوراً الشرطة عن كريستيان كوبر الذي كان يحب مشاهدة الطيور بعد أن طلب منها أن تربط كلبها بدلا من تركه طليقاً في منطقة مغطاة بالأشجار في سنترال بارك في نيويورك.

 

وقالت لكوبر وهو يصوّرها وهي تطلب رقم الطوارئ 911 "سأخبرهم أن أمريكيًا أسود يهدد حياتي"، وقد شوهد الفيديو أكثر من 43 مليون مرة على تويتر.

 

في فبراير/ شباط، قتل رجلان من البيض بالرصاص أحمد أربيري - وهو أيضاً أمريكي من أصل أفريقي - أثناء ممارسته رياضة الجري في حيهما في جورجيا.

 

وصور رجل ثالث، اتُهم لاحقًا في قضية مقتل أربيري، جريمة القتل، وأثار الفيديو المصور بهاتف محمول الغضب لدى تسريبه ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت سابق من هذا الشهر.

 

تصوير مثل هذه الحوادث العنيفة ليس جديدا، فمنذ تعرض رودني كينغ للضرب على أيدي شرطة لوس أنجليس في عام 1991، والذي التقطه مصور هاوٍ، توثق مقاطع الفيديو بشكل متكرر أعمال العنصرية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

 

ولكن في السنوات الأخيرة، أصبح تصوير مثل هذه الحوادث منهجياً أكثر، إذ تنتشر بعد ذلك على نطاق واسع عبر الإنترنت ثم يتم بثها عبر شبكات الأخبار الرئيسية.

 

"هذه هي الحقيقة المحزنة"، كتبت على تويتر السناتورة كامالا هاريس، التي كانت تطمح بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية.

 

وأضافت أن "ما حدث لجورج فلويد وأحمد أربيري وكريستيان كوبر استمر بالنسبة للأميركيين السود على امتداد أجيال. الهواتف المحمولة تجعله مرئياً".

 

ونقلت الوكالة عن كاثرين راسل براون، مديرة مركز دراسة الأعراق والعلاقات بين الأعراق بجامعة فلوريدا قولها، إن مقاطع الفيديو تذكرنا بأنه "حيثما يكون هناك أشخاص ملونون، هناك ضعف".

 

وأضافت :" من الصعب التفكير في قضايا تتعلق بالبيض والتي تظهر النوع نفسه من حالات الأذى والاعتداء خاصة اذا كنا نتحدث عن تطبيق القانون".

 

وزاد استخدام ضباط الشرطة كاميرات تثبت على الجسم أثناء الخدمة في العقد الماضي، الآمال في أن يتراجع استخدام القوة ضد الأميركيين من أصل إفريقي

 

ولكن بعد أن أظهرت الدراسات الأولية نتائج مشجعة، وجدت تقارير أكثر تعمقًا أن "الكاميرات لا تؤدي إلى التراجع المتوقع في استخدام القوة"، وفقًا لباحث معهد "أوربان انستيتيوت" دانييل لورانس.

 

وتسمح العديد من أجهزة الشرطة للشرطيين بإيقاف تشغيل الكاميرات وقتما يشاؤون بينما اتُهم بعضهم بتعديل الصور قبل نشرها.

 

في حادثة قتل إريك غارنر خنقاً على يد شرطي نيويوركي في عام 2014 والتي كانت وراء نشوء حركة "حياة السود مهمة" على الصعيد الوطني، فإن الشهود هم الذين صوروا الحادث وليس الشرطة، مثلما جرى لدى وفاة فلويد.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان