استدلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية على ارتفاع أعداد ضحايا فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن من خلال رصد زيادة أعداد القبور المحفورة حديثا.

وقالت الوكالة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: "في مقبرة في أكبر مدن الجنوب، كانت عشرات القبور الحديثة دليلًا على زيادة الوفيات في ظل وباء فيروس كورونا".

وأضافت أنّ عمال المقبرة الذين دفنوا الموتى لا يعرفون سبب وفاة الموتى الجدد، لكن من غير الممكن نفي زيادة أعداد الأشخاص الذين يصابون بفيروس كورونا في ميناء عدن.

وبحسب الوكالة، فإنّ عمليات دفن الكثيرين تمت في ظل القليل من الإجراءات الاحترازية وعدد قليل من الحضور، بينما ارتدى العمال كمامات أو غطوا وجوههم بقطعة قماش.

محمد عبيد عامل حفر القبور في عدن، قال إن هناك زيادة 5 مرات في عمليات الدفن، بـ 51 عملية دفن الأسبوع الماضي في المقبرة التي يعمل فيها، معتبرًا: " هذا الشيء غريب، لم نراه من قبل".

وذكر سكانٌ في عدن - في وقت سابق - أنّ الكثير من المستشفيات أغلقت أبوابها، بسبب خوف عمال الرعاية الصحية من الإصابة بكورونا في ظل نقص معدات الوقاية.

كما كشفت زيادة الوفيات عن مدى انتشار الفيروس في البلد الذي مزقته الحرب.

وقبل أيام، ذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" أنّ هناك ارتفاعًا في أعداد الوفيات والعدوى، بفيروس كورونا المستجد، والتي تضمنت عاملين في مجال الصحة في أحد مرافق المدينة.

وقالت المنظمة، إن عدد الوفيات في مركز علاج مرضى كورونا الذي تُديره غربي مدينة عدن (جنوب اليمن) يعكس وجود كارثة أوسع نطاقاً في المحافظة.

وأفادت المنظمة، في بيان، بأنّ المركز الوحيد المُخصّص لعلاج مرضى كوفيد-19 في جنوب اليمن بأكمله، استقبل 173 مريضاً حتى 17 مايو الجاري، لقي على الأقل 68 منهم حتفهم.

وأضاف البيان أن "العديد من المرضى يصلون إلى المركز وهم يعانون من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، مما يجعل إنقاذ حياتهم مهمةً صعبةً، ويشير إلى أن في منازلهم مصابين آخرين".

ودعت منظمة "أطباء بلا حدود" الأمم المتحدة والدول المانحة والسلطة المحلية لأن تبذل المزيد من الجهود العاجلة للمساعدة في الاستجابة.

وقالت كارولين سيجين، مديرة عمليات المنظمة في اليمن إن معدل الوفيات في منشأتهم التي تعالج مرضى كورونا كان "مرتفعا للغاية" وإن عددا كبيرا من الأشخاص وصلوا "وهم موتى تقريبا، أو موتى بالفعل".

و مؤخرا، شهدت عدن وهي الميناء الجنوبي الرئيسي في اليمن فصلا جديدا من الاقتتال السياسي بين القوات الحكومية والانفصاليين الجنوبيين الذين أعلنوا حكمهم الذاتي الشهر الماضي، ما ترك السلطات الصحية في حالة من الفوضى.

النص الأصلي