رئيس التحرير: عادل صبري 07:01 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

اشتد على أهلها الخناق.. «يعبد» قرية فلسطينية تبحث عن معتصم يحررها

اشتد على أهلها الخناق.. «يعبد» قرية فلسطينية تبحث عن معتصم يحررها

العرب والعالم

حصار قرية يعبد الفلسطينية

اشتد على أهلها الخناق.. «يعبد» قرية فلسطينية تبحث عن معتصم يحررها

أيمن الأمين 17 مايو 2020 15:00

عام 838 ميلادية، و223 هجرية، كان العرب مع انتصار ظلوا يحلمون به حتى الآن، حين لبى خليفة المؤمنين  المعتصم بالله صرخة امرأة عربية اعتدى الروم عليها، لكن الآن تبحث المرأة العربية الفلسطينية سهيلة وابنتها إيمان وكذلك قريتها "يعبد" عن معتصم ربما ينقذها من تنكيل الاحتلال الإسرائيلي.

 

و"يعبد"، هي إحدى قرى مدينة جنين الفلسطينية، وتتعرض اليوم لحصار خانق ومشدد من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.

 

وتشهد بلدة يعبد حملات تنكيل واقتحامات متكررة من قبل جيش الاحتلال، وتعد سهيلة الفلسطينية وابنتها إيمان، مثالا لآلاف الحالات العربية والتي تتعرض كل يوم لانتهاكات داخل القرية من قبل المحتل الإسرائيلي، وكذلك حال قريتها "يعبد".

 

ووفق تقارير لوسائل إعلام عربية، فإنه في صباح أمس السبت، كانت الفلسطينية سهيلة أبو بكر في طريق عودتها لمنزل والدها في بلدة يعبد جنوب غرب جنين في الضفة الغربية، وهي منهكة من اعتقال إسرائيلي متكرر، لتحتضن صغيرها نور الدين الذي تأخرت رضاعته. تقول ابنتها الكبرى إيمان "لم يدعوها تنهي إرضاع شقيقي حتى عادوا لاعتقالها مجددا".

 

 

هذا، وأصبح اسم سهيلة (42 عاما) وابنتها إيمان عصفور (19 عاما) يتردد يوميا في الهجوم الإسرائيلي المستمر على بلدة يعبد منذ الثلاثاء 12 مايو الجاري، حين أعلن جيش الاحتلال مقتل أحد جنوده بعد رشقه بالحجارة أثناء اقتحام قواته للبلدة فجرا.

 

وزعم الاحتلال أن قواته تعرضت للرشق بالحجارة من بناية سكنية تعود لعائلة عصفور بحي السلمة في الجزء الغربي للبلدة، وأن ذلك تسبب في مقتل جندي من وحدة "جولاني"، أهم وحدات النخبة الإسرائيلية، بعد إصابته بحجر في رأسه.

 

وعلى إثر ذلك، بدأت قوات إسرائيلية كبيرة بحملة اعتقالات واسعة في الحي المستهدف، وطالت حتى مساء أمس السبت نحو أربعين مواطنا، بينهم نظمي عصفور (47 عاما) وزوجته سهيلة وابنته إيمان وجميع أشقائه وأبنائهم، ولا يزال 32 شخصا قيد الاعتقال والتحقيق.

 

 

وفي الساعات الأولى التي أعقبت مقتل جندي وحدة جولاني، أغلقت قوات الاحتلال مداخل يعبد بالمكعبات الإسمنتية، وحظرت الحركة منها وإليها، كما عرقلت مرور سيارات الإسعاف والإغاثة إليها.

 

وتقيم السيدة الفلسطينية مع زوجها وأطفالها الثمانية في مبنى مكون من ثلاث طوابق يسكن فيه أيضا أشقاؤه ووالدته، وتعرض جميع الذكور من أسرة سهيلة للاعتقال منذ الثلاثاء، وذلك بعدما اتهم الاحتلال أحد سكانها، الذي لم يحدد هويته بعد، بقتل الجندي عن طريق رشقه بحجر من داخل المبنى.

 

ووفق وسائل إعلام عربية، فقد تحدثت إيمان عصرا، بينما كانت منشغلة في العناية بأشقائها الذين افتقدوا والديهم في حملة الاعتقالات الأخيرة، ونقلوا للعيش في بيت جدهم لحمايتهم من الرعب اليومي الذي تخلفه الاقتحامات المتكررة.

 

 

وتقول إيمان إنها اعتقلت للمرة الثانية ليلة السبت مع والدتها من منزل جدها، وأخضعتا بشكل منفصل لتحقيق سمع حيثياته الحي بأكمله بسبب صراخ جنود الاحتلال وتعنيفهم لهما.

 

وتصف الفتاة ما وقع بالقول "ثلاثة محققين اجتمعوا حولي بالصراخ والشتائم.. يريدون منا أن نعترف بشيء لم نفعله". بعد ساعات نقلت مع والدتها إلى مركز تحقيق في مستعمرة دوتان قرب البلدة، حيث تكرر تعنيفهما.

 

وتضيف "كنت أسمع شتائمهم وصراخهم على أمي طيلة الليل"، وفي آخر التحقيق "ارتميت أرضا بسبب الضغط في جولات صراخ متكررة".

 

وفي السادسة صباحا من صباح السبت، أطلق سراح سهيلة وابنتها واضطرتا للمشي مسافة طويلة صائمتين ومنهكتين جراء تحقيق شديد. وقالت الابنة "لم نلبث أن نصل إلى البيت، كانت أمي ترضع أخي الأصغر نور الدين، حين عادوا لاعتقالها".

 

 

استطاعت إيمان مشاهدة والدها عن بُعد أثناء اعتقالها الأخير، وذكرت أن الكدمات كانت ظاهرة على وجهه ويبدو أنه تعرض لضرب شديد.

 

كانت إيمان قلقة جدا على والدتها التي اعتقلت للمرة الثالثة صباحا، وهي تعاني من ضعف وتعب شديدين يتسببان في إغمائها كل حين.

 

بعد ذلك، أفرج الاحتلال عن سهيلة مساء السبت للمرة الثالثة، لتروي ما وقع لها من التنكيل، وتقول إن قوات من شرطة الاحتلال والمخابرات أخضعتها للتحقيق في حاجز برطعة غرب جنين، وهناك حاول ضباط الاحتلال تضليلها وادّعوا أن زوجها قدم اعترافات ونقل لهم أقوالا على لسانها، ثم أسمعوها صوته قريبا منها، ولكنهم كانوا يحاولون إجباره على قول شيء لم تفهمه حسب قولها.

 

وتعرضت سهيلة للشتائم طيلة الليل، ووقت الفجر سُمح لها بالوضوء والصلاة لخمس دقائق فقط، قالت "دعوت من ربي الفرج"، وأفرج عنها بعد ذلك بقليل، لتجد أطفالها في حالة نفسية صعبة.

 

 

وبينما يتهم الاحتلال عائلة عصفور بإلقاء حجارة باتجاه قواته والتسبب بقتل الجندي قبل أيام، تقول الأم وابنتها إن العائلة استيقظت ليلة الحادث متأخرة وقت السحور، ثم سمعت صوت إطلاق رصاص الاحتلال باتجاه نوافذ المنزل، ثم ما لبثت أن تعرضت لاقتحام واعتداء عنيفين، دون أن تعرف بمقتل الجندي.

 

وكان رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية قد أعلن في مؤتمر صحفي السبت الطلب من الأمم المتحدة إرسال طاقم لمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية في بلدة يعبد.

 

وقال رئيس بلدية يعبد سائد الكيلاني إن حصار البلدة والاقتحامات اليومية خلف وضعا كارثيا فيها، إذ منع الاحتلال نقل الخبز والمواد الغذائية من خارجها، وأرجِعت سيارات جمع النفايات، وتعرضت سيارات الإسعاف للعرقلة أثناء نقل الإصابات، أو التدخل لإنقاذها بسبب إلقاء كميات كبيرة من قنابل الغاز خلال الاقتحامات، وترويع الأهالي بالقنابل الصوتية على مدار الساعة.

 

وسجلت البلدية عشرات حالات الإصابة بالاختناق الشديد، وعشر إصابات بالرصاص المعدني، إلى جانب إصابات بالضرب للأسير المحرر عدنان حمارشة وعائلته، مما أحدث فيهم كسورا وجروحا خطيرة.

 

ويبلغ عدد سكان يعبد أكثر من عشرين ألفا، ويقبع في سجون الاحتلال ما يزيد على مئتين من أبنائها، بينهم محكومون بالسجن المؤبد.

 

 

ويتزامن الهجوم على قرية يعبد مع إحياء الفلسطينيون الذكرى 72 للنكبة الفلسطينية.

 

يذكر أنه في شهر مايو من كل عام، تحديدا في يوم الخامس عشر، يحيي الشعب الفلسطيني ذكرى نكبته المشئومة، والتي لازلت عالقة في أذهانه، حين اغتصب المحتل الإسرائيلي أرض فلسطين عام 1948.

 

ويحيي الشعب الفلسطيني هذه الأيام الذكرى الـ72 للنكبة واغتصاب أرضه من قبل العصابات الصهيونية، بعد أن تآمر عليه الجميع في أكبر كارثة في تاريخ البشرية.

 

فالنكبة تمثل أكبر كارثة إنسانية بحق الشعب الفلسطيني والعربي، حيث قتل المحتل الإسرائيلي قرابة 15 ألف فلسطيني، وهجر نحو 780,000 فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم، ودمرت أكثر من أكثر من 530 قرية فلسطينية.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان