رئيس التحرير: عادل صبري 03:22 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

لمواجهة كورونا.. الرئيس التونسي يفرض حظر التجوال ويتبرع بنصف راتبه

لمواجهة كورونا.. الرئيس التونسي يفرض حظر التجوال ويتبرع بنصف راتبه

العرب والعالم

الرئيس التونسي قيس سعيد

لمواجهة كورونا.. الرئيس التونسي يفرض حظر التجوال ويتبرع بنصف راتبه

أحلام حسنين 18 مارس 2020 00:51

أعلن الرئيس التونسي قيس سعيّد، اليوم الثلاثاء، حظر التجوال بداية من يوم الأربعاء 18 مارس من السادسة مساء إلى السادسة صباحًا، وذلك في إطار خطة مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، والذي أصاب 24 شخصًا في البلاد بحسب آخر إحصائية أعلنها وزير الصحة التونسي عبد اللطيف المكي.

 

وظهر سعيّد في بيان مصور مساء اليوم، أعلن خلاله حظر التجوال مطالبا المواطنين التونسيين بالالتزام بالإجراءات التي تتخذها الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا، وقال إنّه ليس هناك ما يدعو للهلع والفزع ولكن لابد من الحشد والوعي الكامل بالأوضاع التي تمر بها البلاد والعالم أجمع.

 

وأضاف: "لابد من عدم التهاون في تطبيق القانون، وتأكدوا يا أحرار تونس أننا سننتصر وستعود الحياة إلى سيرها الطبيعي بعد أسبوعين على الأكثر إذا تضافرت الجهود كلها، سنخوض معا هذه المعركة وليس أمامنا إلا التضحية التي سيتلوها الانتصار".

 

وتابع: "يا أبناء شعبنا في كل مكان أتوجه إليكم في هذا الوقت بعد جملة الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل الحكومة، وبعد مشوارات مع كل من اقتضى الأمر التشاور معه مع المسؤولين والمختصين للنظر فيما يمكن اتخاذه من إجراءات إضافية تقتضي التطورات الصحية في العالم اتخاذها".

 

 

واستطرد: "أتوجه إلى كل المواطنين والمواطنات لأؤكد في المقام الأول أن الحل الحقيقي هو بأيديكم، فوعيكم بدقة هذا الوضع الناجم عن تفشي هذه الجائحة العالمية وسلوكم في الفضاءات العامة هو الكفيل في المقام الأول بالتصدي لهذا الوباء، عافا الله الجميع، وهو الكفيل بالحد من انتشاره قبل القضاء عليه نهائيا".

 

وواصل الرئيس قائلًا: "لم يبدأ هذا الانتشار في التراجع في بعض الدول إلا بالانضباط التلقائي للمواطنين، والاحترام الكامل للإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية، ويمكن في تونس أن نتخذ إجراءات إضافية أخرى، ويمكن أن يتم اللجوء إليها إذا اقتضى الأمر ذلك، واقتضت الأوضاع مثل هذه الإجراءات الجديدة، ولكن لن يحقق أي إجراء مقاصده وأهداف إلا بتجاوبكم التلقائي معه".

 

وأردف: "لقد عرفت تونس كما عرفت كل المجتمعات جوائح وأوبئة أدت إلى الآلاف من الضحايا وعشرات الآلاف، ولكن اليوم الخطر أشد، لأن التنقل من مكان لآخر سار سهلا، وانتشار العدوى سار بدوره أوسع وأخطر، فالمطلوب هو عدم التنقل من مكان لآخر إلا في حالات الضرورة القصوى، فعندما تلازمون بيوتكم، وتتجنبون التجمعات تساهمون بإرادتكم وأنفسكم في الحد من انتشار هذا الوباء".

 

وأكمل: "الأمر يتعلق بأيام معدودات تلتزمون فيها بهذا السلوك، وهو خير للجميع من أن تكون أيام معدودات في حياة مثل من أصيب بهذا الوباء".

 

وواصل الرئيس التونسي حديثه :"في ثقافتنا للأسف استخفاف وعدم اكتراث، رواسب من الماضي، بدأ شعبنا العظيم يتجاوزها وقد أظهر ذلك في العديد من المناسبات التي صنع فيها التاريخ، وعلى كل أفراد هذا الشعب اليوم أن يثبوا بالفعل أنهم قادرون على رفع كل التحديات، عليهم أن يثبتوا أنهم في مجموعة واحدة يشد بعضه البعض، فإذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم".

 

وأكمل :"وحين يتداعى الجسد يجب أن يتداعى بكل أطراف، لذلك يجب على السلطة التشريعية في قادم الأيام أن تضع التشريعات الضرورية حتى يظهر تآزر فعلي خاصة في مستوى التعويض لمن تضرر من هذه الإجراءات ومنعتهم من العمل، ومن بين إجراءات التي يمكن اتخاذها إعادة جدولة الديون لمن أجبر على تعليق نشاطه الاقتصادي".

 

وتابع :"هناك من بيننا وهم كثيرون للأسف ممن يحتاجون إلى أن نقف إلى جانبهم لأنهم غير قادرين على التنقل وليس كثيرا على من يستطيعون التبرع بنصف رواتبهم أو أكثر، وسأكون أولهم حتى نضمن للجميع مواجهة هذه الظروف الطارئة القاهرة بما يحفظ حياتهم ويحفظ كرامتهم، إن التضامن لا يجب أن يكون شعارا، بل أن يكون ممارسة في علية في كل آن وحين".

 

الرئيس التونسي واصل حديثه قائلا :"ومن حق الدولة التونسية على الصعيد الدولي أن تطالب المؤسسات الدولية المالية بتفهم هذه الأوضاع التي تعيشها تونس بل تعيشها الإنسانية جمعاء، وعلى الأمم أن تكون بالفعل متحدة لا من أجل السلم والأمن الدوليين بالمعنى التقليدي، بل من أجل الإنسان في كل مكان، إن الانغلاق على الذات قد يكون حلا بالنسبة للبعض، ولكنه لا يمكن أن يكون حلا عادلا وسيبقى في كل الأحوال حلا مبتورا منقوصا".

 

وخاطب الرئيس التونسي قائلا :"يا أبناء شعبنا في كل مكان إنكم بالتأكيد تتطلعون إلى إجراءات إضافية أخرى بعد الإجراءات التي تم اتخاذها في إطار مجلس الأمن القومي ومن قبل الحكومة في الأيام الماضية، ومن بين الإجراءات التي يقتضي هذا الظرف اتخاذها حظر التجوال بداية من يوم غد من الساعة السادسة مساء إلى الساعة سادسة صباحا".

 

وصرّح الرئيس: "تم إصدار الأمر اليوم إلى قواتنا المسلحة العسكرية وإلى قوات الأمن الداخلي للقيام بدوريات مشتركة في كامل الجمهورية، متوجها لشعبه قائلا :"أنتم أيه المواطنون والمواطنات الذين بإمكانكم في النهاية أن تتصدوا لهذا الخطر الداهم، فلتتفهموا مثل هذا الإجراء، ولتكونوا مع موعد مع تاريخ، أنتم يا أحرار تونس بإمكانكم أن ترفعوا كل التحديات".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان