رئيس التحرير: عادل صبري 10:01 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

اعتقال أمراء السعودية.. شك في الولاء أم تعزيز للانتماء؟

اعتقال أمراء السعودية.. شك في الولاء أم تعزيز للانتماء؟

العرب والعالم

محمد بن سلمان

اعتقال أمراء السعودية.. شك في الولاء أم تعزيز للانتماء؟

أحمد جدوع 12 مارس 2020 23:38

أثارت الموجة الثانية من اعتقالات أمراء من الصف الأول في المملكة العربية السعودية الجدل عالميا حول ما يدور في القصر الملكي السعودي وسط تساؤلات عما إذا كان ذلك تصدعًا في العائلة المالكة وضعف في الولاء أم مجرد "كارت إرهاب" استباقي لتغييرات قد تحدث في السلطة؟

 

واعتقل الحرس الملكي الجمعة الماضية الشقيق  الوحيد للملك سلمان الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود 78 عاما، وابن شقيق الملك ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، لاتهامهما بتدبير "انقلاب" للإطاحة بولي العهد، بحسب ما قال مسؤولان عربي وغربي لوكالة الأنباء الفرنسية.

 

وخلال ساعات من اعتقال شقيق الملك وولي عهده السابق ارتفع عدد الأمراء السعوديين المعتقلين إلى أربعة، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، إذ اعتقل أيضا الأمير نايف بن أحمد نجل شقيق العاهل السعودي، والأمير نواف بن نايف.

 

خطوة استباقية

 

يقول تحليل أجرته مجموعة أوراسيا المتخصصة بالأبحاث إن اعتقال الأمراء في السعودية، ما هو إلا خطوة استباقية لانتقال السلطة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى ابنه وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وفق ما نقلت وكالة أسوشتيد برس.

 

وبحسب التقرير يبدو أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يتخوف من الأميرين أحمد بن عبدالعزيز ومحمد بن نايف ولي العهد السابق، لأنهما يشكلان بديلا له لتسلم السلطة.

 

هذا التخوف ظهر منذ رفض الأمير أحمد مبايعة محمد بن سلمان بعد تعيينه وليا للعهد بسبب عزل ابن عمه والأكبر منه سنا الأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق.

 

موجة جديدة

 

ويعتبر محمد بن سلمان القائد الفعلي للبلاد لأنه يسيطر على مفاصل الحكم الرئيسية، من الدفاع إلى الاقتصاد، ويعرف عنه أيضا رغبته في إخفاء آثار أي معارضة داخلية قبل وصوله رسميا إلى العرش.

 

 وعاد الأمير أحمد بن عبدالعزيز بعد غياب طويل بعد تصريحات له بخصوص مسؤولية الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى عهده محمد بن سلمان عن الأزمات التي تمر بها المملكة والتي بدأت بحرب اليمن وانتهت بمقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي الذي قتل في سفارة بلاده في اسطنبول عام2018.

 

وفي عام2017 عزز ولي العهد قبضته على السلطة من خلال موجة اعتقال لعشرات من رموز العائلة المالكة والوزراء ورجال الأعمال، واحتُجزوا جميعا في فندق ريتز كارلتون في الرياض.

 

 

إحكام السيطرة

 

صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن دبلوماسي أجنبي بارز إن ولي العهد، الذي "يسعى جاهدا" لإحكام قبضته على السلطة، يخشي من احتمال أن يجتمع أمراء ساخطون حول الأمير أحمد والذي يعد واحدا من ثلاثة فقط من أعضاء هيئة البيعة المسؤولة عن اختيار الملك وولي العهد، وكذلك الأمير محمد بن نايف، باعتبارهما البديلين المحتملين لتولي عرش المملكة.

 

وتهدف هيئة البيعة، المؤلفة من عضو من كل بيوت أبناء الملك عبد العزيز وعددهم 34، لضمان اتحاد مئات الأمراء، الذين يشكلون الجيل القادم للعائلة الحاكمة، وراء الملك الجديد.

 

أمر واقع

 

 بدوره قال المحلل السياسي عبدالشافي مقلد إن الفصل الثاني من اعتقالات أمراء المملكة هو مجرد "كارت إرهاب" لباقي العائلة من الأمراء للقبول بأي تغييرات قد تحدث في السلطة بالمستقبل القريب.

 

وأضاف لـ"مصر العربية" أن التغييرات التي أحدثها الأمير محمد بن سلمان في المجتمع السعودي المحافظ قد تنقلب ضده خاصة بعدما تذوق الشباب السعودي ذكورا وإناثا بعض من الحرية سواء بالسماح للمرأة بقيادة السيارة مرورا بمحاولات الانفتاح على الآخر وعمل هيئة خاصة بالترفيه تستضيف حفلات لمشاهير من خارج المملكة.

 

وأوضح أن الاعتقالات الحالية تمثل خطرا كبيرا لبلد يعتمد بالأساس على النفط الذي هبطت أسعاره لأسباب معروفه على رأسها حرب اليمن التي أربكت المملكة فضلا عن فيروس كرونا الذي دفع البلاد لإجراءات احترازية منعت من خارج وداخل السعودية أداء مناسك العمره أحد أهم مصادر الدخل الأمر الذي يثير شكوكا حيال إمكانية السماح بأداء فريضة الحج هذا العام.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان