رئيس التحرير: عادل صبري 12:28 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

اللاجئون في زمن كورونا.. تراجيديا محفوفة بالمخاطر ومخاوف من تكرار سيناريو 2015

اللاجئون في زمن كورونا.. تراجيديا محفوفة بالمخاطر ومخاوف من تكرار سيناريو 2015

العرب والعالم

مخاوف كبيرة من انتشار سريع لفيروس كورونا بين حشود اللاجئين على مشارف أوروبا

اللاجئون في زمن كورونا.. تراجيديا محفوفة بالمخاطر ومخاوف من تكرار سيناريو 2015

أحمد الشاعر 03 مارس 2020 14:00

في الأشهر الأخيرة من عام 2014 كانت أوروبا على موعد مع موجة جديدة للاجئين الفارين من الحرب السورية ودول أخرى كالعراق، أفغانستان، إريتريا، الصومال، النيجر وكوسوفو.

 

كان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش الإرهابي) قد حقق مكاسب 2014 أجبرت آلاف السوريين على هجر منازلهم والتوجه صوب أوروبا.

 

وفي مطلع عام 2015 اكتظت مخيمات اللاجئين على مشارف أوروبا، بأعداد كبيرة، وهذه المخيمات كانت تفتقر إلى أدنى أدوات المعيشة ومقومات الحياة، لاسيما أن الأطفال عانوا من قلة التعليم.

 

«مصر العربية» ترصد طرق اللاجئين إلى أوروبا... 

 

البلقان واليونان

 

عبر طريق البلقان، من اليونان بدأ اللاجئون رحلتهم نحو أوروبا الشرقية سيرا على الأقدام، كان عددهم  يقدر بمليون ونصف مليون شخص في 2015.

 

وحينئذ تعالت الأصوات الأوروبية التي طالبت بوضع اتفاق شنغن الذي يسمح بالتنقل بين دول الاتحاد الأوروبي قيد المساءلة.

 

تركيا

 

تركيا كانت ملاذا آمنا للاجئين الفارين خاصة من الغراق وسوريا، فالدولة  تمتلك حدودا تتاخم عددا كبيرا من الدول الآسيوية والأوروبية.

 

تتاخم تركيا إيران وأذربيجان، شرقا وسوريا والعراق، في الجنوب الشرقي، وجورجيا وأرمينا، في الشمال الشرقي.

 

أمال الناحية الشمالية فتقع حدودها مع بلغاريا واليونان في الاتجاه الغربي، وهما البلدان الأكثر عرضة لاستقبال اللاجئين.

 

مثلت اليونان جسرا يتخذه اللاجئون أيضًا مسارًا لهم إلى أوروبا الشرقية إذ إن اليونان تتاخم تركيا بريا وبحريا، وتمتد هذه الحدود على طول نهر ماريتسا، مرورا بمدينتي أدرنة وكارجاك، لتصل إلى بحر إيجه، وبمسافة تقارب 203كم وقد جرى تعيين الحدود بين البلدين عام 1923، وذلك وفق معاهدة لوزان.

 

بلغاريا

 

يصل طول حدود تركيا مع بلغاريا إلى 269 كم، وذلك وفق معاهدة لوزان التى أقرت عام 1923، ولمنع دخول اللاجئين بنت الحكومة البلغارية على هذه الحدود سياجا منذ عام 2016.

 

وتمتلك بلغاريا 3 معابر حدودية: معبر مالكو تارنوفو، ومعبر كابيتان أندرييفو، ومعبر ليسوفو.

 

سواحل إيطاليا

 

رحلة بحرية أو لنقل معامل محفوفة بالمهالك تنطلق في عرض البحر المتوسط على متن قوارب صغيرة تحمل عشرات الآلاف من اللاجئين إلى سواحل إيطاليا.

 

800 مهاجر مختلفة أجناسهم غرقوا في أبريل 2015 بقاربهم الذي أبحر بهم من ليبيا  نحو إيطاليا.

 

تلك الوقائع الذي لم تخل يوما من التراجيديا ومع انقضاء 2015 غرق 4000 شخص في محاولتهم عبور البحر نحو أوروبا.

 

وفي عام 2016 تفاقمت أوضاع اللاجئين، ووجه الاتحاد الأوروبي اتهامات للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، باتباع سياسة «الباب المفتوح»، وهي التي شجعت اللاجئين على المخاطرة، غير أن ألمانيا قيدت في سبتمبر 2016 عبورهم على حدودها مع النمسا.

 

قبرص

 

في عام 2019 زادت حدة اللجوء إلى قبرص كجسر يعبر من خلاله اللاجئون إلى أوروبا، وفقًا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ، يصل حوالي نصف المهاجرين إلى الجزيرة في الشمال الخاضع لإدارة تركيا، حيث لا يوجد نظام لجوء ساري المفعول.

 

والغالبية العظمى من المهاجرين يهبطون في مطار إرجان، وهو الجزء الوحيد من الجزء الشمالي، حيث يسهل المرور عبر الحدود.

 

ثم يأخذ المهاجرون طريق التسلل الجيد المتمثل في التسلل عبر المنطقة العازلة المنقسمة ، أو “الخط الأخضر”.

 

ووفقًا لوزارة الداخلية القبرصية، فإن عدد الأشخاص الذين يعبرون الخط بشكل غير منتظم قد زاد في السنوات الأخيرة، وفي عام 2019، عبر 3000 لاجئ الخط الأخضر لطلب اللجوء في الجنوب، مقارنة بـ 138 شخصًا فقط في عام 2017.

 

وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تدفق ملايين اللاجئين إلى أوروبا، فيما حذر الاتحاد الأوروبي من تكرار سيناريو 2015.

 

اللاجئون وكورونا

 

في زمن فيروس كورونا، لا يضمن اللاجئون نهاية سعيدة بالوصول إلى أوروبا، فقد قررت عدة دول إغلاق الحدود تماما على وقع أزمة وباء كورونا الذي يجتاح العالم.

 

المجر كانت من أوائل الدول التي أغلقت أبوابها في وجه اللاجئين تماماً، وأعلنت أنها "لن تسمح بمرور أحد"، مبررة ذلك بالتخوف من تفشي فيروس كورونا.

 

وكشف غيورغي باكوندي، مستشار رئيس الوزراء المجري أنه تبيّن "وجود رابط بين فيروس كورونا والمهاجرين غير النظاميين"، وأضاف أن غالبية المهاجرين إلى أوروبا هم من الأفغان والفلسطينيين والإيرانيين، وليس من السوريين، وقد يكون كثر من بينهم عبروا إيران، التي تعد بؤرة للفيروس، وفقا لدوتش فيليه.

 

ورغم فتح تركيا حدودها الشمالية لعبور اللاجئين إلى اليونان إلا أن الأخيرة أوصدت معابرها في وجه المهاجرين الفارين إلى الشمال.

 

وتجمع نجو 10 آلاف من المهاجرين على الحدود التركية اليونانية، ومن ثم أعلنت السلطات اليونانية تشديد التدابير على الحدود بالإضافة إلى إيقاف استقبال طلبات اللجوء الجديدة لمدة شهر، في محاولة لردع موجة لجوء محتملة.

 

وأكدت الحكومة اليونانية أن تشديد التدابير على الحدود يأتي أيضاً للحيلولة دون وصول فيروس كورونا إلى جزرها في بحر إيجه، حيث يعيش آلاف اللاجئين في ظروف بائسة.

 

 وسجلت اليونان حتى الآن 7 حالات إصابة بالفيروس.

 

ألمانيا وإيطاليا يعززان الرقابة على الحدود

 

أعلن وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر، أن ألمانيا تعزز الإجراءات الصحية وفحوصات كورونا بالمعابر والمطارات، مشيرا إلى أن نحو 10 آلاف مهاجر يصلون إلى ألمانيا شهرياً من دول مثل إيران وأفغانستان وباكستان والعراق.

 

وأضاف أن بلاده لن تسمح بمرور اللاجئين إلا بعد إجراء الفحوصات اللازمة، ودراسة عزلهم إذ تزداد بينهم أعداد المصابين بالفيروس.

 

وإلى إيطاليا، التي تعاني من انتشار كورونا فيها، فقد بدأت باتخاذ خطوات عملية للحد من انتشار الفيروس من قبل المهاجرين، وذلك بوضع المهاجرين الذين تم إنقاذهم من البحر في الحجر الصحي.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان